عادي

صفات النجاح للتمكين في عالم ريادة الأعمال

21:59 مساء
قراءة 4 دقائق
إعداد: أحمد البشير

لابد أن يتميز رائد الأعمال بصفات عديدة تُؤهله لأن يكون ناجحاً في عالم ريادة الأعمال المتقلّب. ولعلّ أهم هذه الصفات هي صفة المرونة والتكيُّف، والقدرة على إعداد الخطط البديلة والطارئة، وفقاً لمتغيرات السوق واحتياجاته.

ولأنّ ريادة الأعمال ليس لها قوالب قابلة للنسخ والتكرار، ولأنّ هذا العالم لا يسير بنمط واحد، على رائد الأعمال أن يتصرّف كالحِرباء ويُؤدّي أكثر من دور ويسير بأكثر من طريق.

  • مرونة الإدراك.. جوهر ريادة الأعمال:

تعتمد ريادة الأعمال غالباً على الأفكار المختلفة غير المسبوقة، لكنّ هذه الأفكار قد تأتي في البداية بصورة غير مُكتملة، ما يتطلّب سِعةً في الإدراك لاحتواء الفكرة وإعادة صياغتها للتمكُّن من تطبيقها على أرض الواقع وغزو سوق العمل بها. لذا يجب على رائد الأعمال أن يكون مُتقبلاً لمُختلف أنواع الأفكار، ومؤمناً بنظرية الاحتمالات، وأن يكون مستعداً للمشكلات بحلول مُسبقة.

  • الإدراك في ريادة الأعمال:

إنَّ تقبُّل النقد بل والرفض في كثير من الأحيان خاصةً في البدايات يتطلب مرونة في الإدراك بألا يُؤخذ الأمر بشكل شخصي. بل يجب النظر لأسباب النقد أو الرفض وأخذها في الحُسبان، واعتبار الرفض حافزاً للمحاولة مجدداً بشكل أفضل. لذا لابد أن يتسم رائد الأعمال بمرونة الإدراك والتفكير ليتكيف بسرعة مع المُتغيرات ويبدأ في التعامل معها مُعتمداً على النظرة المستقبلية للأمور.

وتتطلّب سِعة الأفق والإدراك كثيراً من المُمارسة والعمل المستمر على تطوير الذات، وعدم الاكتفاء باكتساب مهارة معينة، بل الاستمرار في تعلّم مهارات متعددة ليستوعب العقل العديد من الأفكار ويتوقع الكثير من الاحتمالات.

  • التعامل مع فريق العمل:

يتعامل أي رائد أعمال مع فريق عمل من أنماط متعددة وثقافات مختلفة، ولا يمكنه تحقيق النجاح وحده من دونهم. لذا، يجب عليه أن يكون مرناً بما يكفي للتعامل مع أفراد الفريق، حيث إنه وحده المسؤول عن إعداد خطة عمل تُحقق التناغم بينهم.

  • إدارة الوقت والموارد الماليَّة:

يجب على رائد الأعمال أن يتقن إدارة الوقت بتقسيم وقت المهام والأعمال بما يتناسب مع ما يلزمها، وبقدرته على توفير الوقت اللازم للأعمال الطارئة التي قد تُباغته، كذلك عليه أن يفصل بين الوقت اللازم لحياته الشخصيّة ووقت إدارة أعماله، فقد يسبب الخلط بينهما ضغوطات لا تنتهي.

  • المرونة المالية لرائد الأعمال:

تكون المخاطرة الماديّة كبيرة في عالم ريادة الأعمال، فأنت تخاطر بأموالك الشخصيّة وأموال المستثمرين وغيرهم. لذا، يجب أن تكون المخاطرة محسوبة، ومع ذلك يجب ادخار بعض الأموال تحسُّباً للظروف الطارئة في مجال العمل. تتعلق المرونة الماديّة أيضاً باختيار رائد الأعمال رأس المال اللازم لتمويل أعماله بما يتناسب مع احتياجاته وظروفه، فقد يلجأ مثلاً إلى الاستثمار الأوّليّ، أو القروض التجارية، أو البحث عن مستثمر.

  • التسويق:

إن الهدف الرئيسي من استراتيجيات التسويق هو نمو المشروع وبناء الهويّة الخاصة بالعلامة التجاريّة في ذهن العميل وربط هذه العلامة مع تلبية حاجة معينة لديه. فلا يقتصر دور رائد الأعمال على تقديم الحلول وحسب من خلال مشروعه، بل عليه أن يجعل المجتمع على دراية تامة بكيفية استخدام تلك الحلول والاستفادة منها.

وكل ذلك لن يتحقق إلّا باتباع استراتيجيات التسويق المرن من خلال إعداد أكثر من خطة للتسويق، واتباع طرق التسويق المتناسبة مع طبيعة المشروع والميزانية، والتنويع بينها بما يتناسب مع متغيرات السوق ومتطلباته.

  • تغيير مكان العمل:

يتطلّب عالم ريادة الأعمال المتقلّب الكثير من المرونة في إمكانية تغيير مكان العمل، لاسيما مع تعدد وسائل التواصل وإنجاز المهام بين فريق العمل. حيث إن رائد الأعمال الناجح لا بد وأن يتسم بالقدرة على التكيف وإدارة العمل من أماكن متعددة، مثل بعض أماكن العمل المشتركة أو حتى العمل من المنزل إن تطلب الأمر.

  • المرونة البدنية:

إنّ الضغط الجسديّ والبدنيّ يؤثر بالسلب في رائد الأعمال، ومن ثَمّ على وتيرة العمل. لذا، لابد من المحافظة على اللياقة البدنيّة خاصة مع العمل المكتبيّ لساعات طويلة. يُنصح بالفصل بين كل ساعة عمل مكتبيّ بعشر دقائق على الأقل من النشاط البدنيّ، وباتباع حِمية صحيّة وممارسة بعض الأنشطة الرياضيّة للحفاظ على اللياقة البدنية والتخلص من الطاقة السلبيّة وضغط العمل الذي يسببه مجال ريادة الأعمال.

  • الالتزام:

إن كنت قادراً على الحفاظ على التزامك في كل من الأوقات الجيدة والسيئة، فمن المحتمل بأن تصبح رائد أعمال ناجحاً. إن إنشاء شركة جديدة هو إنجاز رائع، ولكن لا يجب عليك الاستسلام عندما تتعقد الأمور، وإلا ستفشل شركتك، فقد أشارت الدراسات إلى أن 9 من كل 10 من الشركات الناشئة تبوء بالفشل. ستواجه الفشل حتماً، ولكن إن كنت تنوي التعلّم من أخطائك ومتابعة التقدم، ستنجح في نهاية الأمر.

  • القدرة على اتخاذ القرارات:

ستضطر بصفتك رائد أعمال لاتخاذ قرارات صعبة تؤثر في كل من حياتك الشخصية وشركتك، إذ يجب عليك اتخاذ قرارات بشأن تحديد المزوّدين وأهداف الشركة وتنفيذ مشاريع جديد والمزيد. كما ستضطر أيضاً لاتخاذ قرارات توظيف مناسبة واختيار أشخاص قادرين على اتخاذ قرارات ناجحة وسريعة عند غيابك. في الواقع، يتمتع الأشخاص الذين يمتلكون هذه الصفة بثقة بأنفسهم وبقراراتهم، وهم على استعداد للقيام بالأمور الصحيحة حتى وإن كانت خطرة.

وختاماً، كلما تطور سوق العمل، وهو لا يكف عن ذلك، كانت حاجة رائد الأعمال إلى اكتساب مهارة المرونة أكبر، فلم تعد استراتيجيات الجمود مناسبة لسوق العمل العصريّ خاصةً حينما يتعلق الأمر بعالم ريادة الأعمال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr3kczt3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"