عادي
انخراط أمريكي واسع في المفاوضات مع الوسيطين المصري والقطري وضغوط على إسرائيل

تأهب في القاهرة لإنجاح صفقة الهدنة حول غزة

00:32 صباحا
قراءة 3 دقائق
فلسطينيون يسيرون مع ممتلكاتهم في بيت لاهيا في شمال غزة (أ ف ب)

شهدت القاهرة طوال ساعات أمس السبت، مشاورات واتصالات مكثفة لإنجاح جولة المفاوضات الحاسمة حول هدنة كبيرة في غزة، وواصل الوسطاء المصريون والقطريون والأمريكيون مساعيهم لإقناع إسرائيل وحركة «حماس» لقبول اتفاق يضمن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تمهيداً لإنهاء الحرب على قطاع غزة التي تسببت في أزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة،

ووسط أجواء متفائلة أكثر من أي وقت، وصل وفد «حماس» ومسؤولون قطريون وأمريكيون أمس السبت إلى العاصمة المصرية القاهرة للمشاركة في المفاوضات، في حين رفضت إسرائيل إرسال وفدها وجددت رفضها إنهاء الحرب على قطاع غزة.

وقال مصدر أمني مصري: إن «النتائج (هذه المرة) ستكون مختلفة عن كل مرة، وتوصلنا إلى توافق في كثير من النقاط ويتبقى نقاط قليلة»، وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه ل«رويترز»: إن «الأمور تبدو أفضل هذه المرة، ولكن ما إذا كان هناك اتفاق قريب يعتمد على ما إذا قدمت إسرائيل ما هو مطلوب لتحقيق ذلك».

وذكرت مصادر أمنية مصرية، أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) وليام بيرنز، وصل إلى القاهرة لحضور جولة المفاوضات، بينما نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أمريكيين، أن الرئيس جو بايدن يشارك شخصياً في جهود مكثفة للتوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار بغزة، ويَعتبر التوصل لصفقة جديدة «عنصراً حاسماً ضمن استراتيجية أوسع داخلياً وخارجياً».

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير: إن الإدارة الأمريكية تعمل على مدار الساعة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وعودة الرهائن، وإن الرئيس بايدن يضغط من أجل التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف إطلاق النار ويسمح بإدخال مزيد من المساعدات لغزة.

كما قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض: إن واشنطن لم تطّلع بعد على خطة إسرائيلية شاملة بشأن عملية عسكرية محتملة في رفح.

في الأثناء، نقلت «القناة» 12 الإسرائيلية عن مصدر في «حماس»، قوله: إن الحركة وافقت على المرحلة الأولى من صفقة وقف القتال وإطلاق سراح الرهائن، مع ضمان أمريكي، أن إسرائيل ستنسحب بالكامل من غزة بعد 124 يوماً، عند الانتهاء من المراحل الثلاث من الاتفاق. طبقاً لما أوردته الصحيفة الإسرائيلية، تتضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، والتي تستمر 40 يوماً، الإفراج عن 33 من الأسرى مقابل انسحاب الجيش الإسرائيلي من مناطق في القطاع، والسماح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في شمال قطاع غزة، وإطلاق سراح مئات من السجناء الفلسطينيين في سجون إسرائيل.

طفل يحمل علبة مياه يسير أمام أنقاض مبنى بشمال القطاع (أ ف ب)

وتتضمن المرحلة الثانية، التي من المفترض أن تستمر 42 يوماً، إطلاق سراح باقي الأسرى الأحياء، والانتهاء من ترتيبات «هدوء مستدام في غزة». أما المرحلة الثالثة والأخيرة، التي تستمر 42 يوماً، فتتضمن تبادل الجثامين.

في الأثناء، قال مسؤول إسرائيلي كبير: إن إرسال وفد من تل أبيب إلى القاهرة رهن لمس «تطور إيجابي» بشأن إطار صفقة الرهائن، وصرّح لوكالة الصحافة الفرنسية، «ما نبحثه هو اتفاق حول إطار عمل لصفقة رهائن محتملة»، متوقعاً مفاوضات «صعبة وطويلة من أجل التوصل إلى اتفاق فعلي».

وتابع المسؤول، «إذا أرسلنا وفداً بقيادة رئيس الموساد إلى القاهرة فسيكون ذلك مؤشراً على تطور إيجابي بشأن إطار العمل».

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس قوله: إنه لم يتم تلقي الرد رسمياً بعد على الصفقة المقترحة ومجلس الحرب سيناقش الرد حال وصوله.

يأتي ذلك، بينما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية عدة، أمس السبت، أن إسرائيل لن ترفض مطلب حركة «حماس» إطلاق سراح الأسير مروان البرغوثي القيادي الأبرز في حركة فتح، والرجل الثاني في الحركة بعد الرئيس محمود عباس.

وأوضحت المصادر، أن إسرائيل لم تعد تعترض على إطلاق مروان البرغوثي، لكنها تصر على إطلاق سراحه إلى القطاع وليس الضفة الغربية.

وقبل ذلك توقعت أوساط عدة أن تقدم حركة «حماس» اسم مروان البرغوثي في قائمة المرحلة الأولى من تبادل الأسرى.

ونص مشروع الاتفاق المقدم للحركة على، «أن تسمى الحركة 20 أسيراً محكوماً بالسجن مدى الحياة مقابل كل مجندة إسرائيلية يطلق سراحها في المرحلة الأولى من الصفقة»، وبحسب المصادر، فإن لدى حركة «حماس» والفصائل في غزة ما بين 3 إلى 5 مجندات، وهو ما يعني بأنه سيجري إطلاق سراح ما بين 60 إلى 100 أسير فلسطيني محكوم عليه بالسجن المؤبد في المرحلة الأولى من التبادل. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5dcjdebe

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"