عادي
عقار فرنسي عمره عقود ينجح في كبح جماحه

الصين تعتمد دواءً يابانياً.. وعقار فرنسي للملاريا يكبح «كورونا»

05:04 صباحا
قراءة 4 دقائق

أعلنت الصين أنها بصدد اعتماد عقار «فافيبيرافير» الياباني، بعد أن أظهر فعالية سريرية جيدة ضد المرض الناجم عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، على أن يتم البدء باستخدامه في أقرب فرصة، وقد أعلنت شركة أدوية فرنسية أن عقاراً قديماً تنتجه لعلاج الملاريا أثبت فعالية في علاج الفيروس.

وذكرت وسائل إعلام أن الصين أكملت البحث السريري لدواء «فافيبيرافير»، وهو عقار مضاد للفيروسات أظهر فعالية سريرية جيدة ضد مرض فيروس كورونا الجديد. وقال تشانج شين مين مدير المركز الوطني الصيني لتطوير التكنولوجيا الحيوية التابع لوزارة العلوم والتكنولوجيا في مؤتمر صحفي، إن عقار فافيبيرافير، الذي يعد دواء إنفلونزا تم اعتماده للاستخدام السريري في اليابان في عام 2014، لم يظهر أي ردود فعل سلبية واضحة في التجربة السريرية.


80 تجربة سريرية


وشارك أكثر من 80 مريضاً في التجربة السريرية في مستشفى الشعب الثالث في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ جنوب الصين، بما في ذلك 35 مريضاً تعاطوا «فافيبيرافير» و45 مريضاً في مجموعة لم تتعاطاه.
وأظهرت النتائج أن المرضى الذين تلقوا علاج «فافيبيرافير» أصبحوا سلبيين للفيروس في وقت أقصر، مقارنة مع المرضى في المجموعة الثانية.
واقترحت أيضاً دراسة سريرية عشوائية متعددة المراكز بقيادة مستشفى تشونغنان التابع لجامعة ووهان، أن التأثير العلاجي ل «فافيبيرافير» أفضل بكثير من تأثير المجموعة المرجعية. وقال تشانج إنه تم التوصية ب«فافيبيرافير» لفرق العلاج الطبي، ويجب إدراجه في خطة التشخيص والعلاج ل «كوفيد-19» في أسرع وقت ممكن. وأضاف تشانج أن إدارة المنتجات الطبية الصينية وافقت على شركة أدوية صينية لإنتاج الدواء بكميات كبيرة وضمان استقرار العرض.
وكانت الصين أعلنت أول أمس الثلاثاء، أن باحثين صينيين بقيادة «المرأة التي دمرت إيبولا»، وهي الباحثة الصينية تشن وي، اختبروا لقاحاً «آمناً وفعّالاً» ضد الفيروس. واجتاز اللقاح مراجعة الأبحاث السريرية وتمت الموافقة عليه للتجارب السريرية. وقالت تشن وي، إن التحضير لتحقيق الجودة الآمنة والفعالة للقاح، تم وفقاً للمعايير الدولية واللوائح المحلية، بحيث يمكن السيطرة عليه وإنتاجه على نطاق واسع.
اللقاح الذي طورته «الأكاديمية العسكرية للعلوم الطبية» قبل شهر واحد، بدأ الاثنين الماضي اختباره المبدئي، وسيبدأ عملياً في أواخر إبريل/نيسان المقبل ويستمر حتى نهاية العام الجاري، لمعرفة مدى سلامته على الإنسان، وسيشمل الاختبار حقن جرعات متطوعين أصحاء ومتنوعي الأعمار.
وكانت تشن وي أبلغت «رويترز» أن ما تم تطويره «هو السلاح العلمي الأشد قوة لإنهاء تهديد كورونا» بحسب وصفها للقاح المستمد مصله من بروتينات هيكلية في «كورونا» المستجد نفسه.
كما ذكرت صحيفة «الشعب» الصينية الرسمية، أن لقاحاً آخر سيتم إنتاجه أيضاً، بتعاون ألماني- صيني، عبر تحالف استراتيجي تم الاثنين الماضي. التحالف كان بين شركة الأدوية الألمانية «بيونتيك» والذراع الصيدلية لشركة «فوسون» العالمية الصينية بمدينة شنغهاي، لتطوير وتسويق علاج لقاحي ضد الفيروس في الصين، بعد قيام الشركتين بتجارب سريرية مشتركة على اللقاح الذي سموه «مرنا» والمكلفة شركة «فوسون فارما» الصينية بتسويقه مستقبلاً في الصين، بينما تحتفظ الشركة الألمانية بحق تسويقه في بقية العالم، في خطوة قد تبدأ بها «حرب اللقاحات» بين الدول العظمى، وهي الحرب الوحيدة التي يتمنى العالم كله اندلاعها بأسرع ما يمكن.
من جهة أخرى، أعلنت مجموعة «سانوفي» الدوائية الفرنسية، أنها مستعدة لأن تقدم للسلطات الفرنسية ملايين الجرعات من «بلاكنيل»، الدواء المضاد للملاريا الذي تنتجه، والذي برهن عن نتائج «واعدة» في معالجة مرضى فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن هذه الكمية كافية لمعالجة 300 ألف مريض محتمل.وقال متحدث باسم سانوفي لوكالة فرانس برس، إنه على ضوء النتائج المشجعة لدراسة أجريت على هذا الدواء فإن «سانوفي تتعهد بوضع دوائها في متناول فرنسا وتقديم ملايين الجرعات، وهي كمية يمكن أن تتيح معالجة 300 ألف مريض»، مشدداً في الوقت نفسه على أن المجموعة الدوائية مستعدة للتعاون مع السلطات الفرنسية «لتأكيد هذه النتائج».
يشار إلى أن «بلاكنيل» عقار مكون من جزيئات «هيدروكسي كلوروكين» ويستخدم منذ عقود في معالجة الملاريا وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة والتهاب المفاصل.


تجربة واعدة


وكان مدير المعهد الاستشفائي الجامعي في مرسيليا، البروفيسور ديدييه راوول، أعلن أنه أجرى تجربة سريرية أظهرت أن هذا العقار يمكن أن يساهم في القضاء على كورونا. وبحسب الدراسة التي أجراها راوول على 24 مريضاً بالفيروس، فقد اختفى كورونا من أجسام ثلاثة أرباع هؤلاء بعد ستة أيام على بدء تناولهم العقار.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية، سيبيث ندياي، إن هذه التجربة السريرية «واعدة» وسيتم إجراء المزيد منها على عدد أكبر من المرضى. وقالت في أعقاب اجتماع لمجلس الوزراء، إن التجارب السريرية المقبلة «ستجرى مع فريق مستقل عن البروفيسور راوول»، مشددة في الوقت نفسه على أنه في هذه المرحلة «ليس لدينا أي دليل علمي» على أن هذا العلاج فعال.
من جهته، قال وزير الصحة الفرنسي، أوليفييه فيران، خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف: «لقد اطلعت على النتائج وأعطيت الإذن لكي تُجري فرق أخرى، في أسرع وقت، تجربة أشمل على عدد أكبر من المرضى». وإذ أعرب عن أمله في أن «تؤكد هذه التجارب الجديدة النتائج المثيرة للاهتمام» التي حصل عليها راوول، شدد على «الأهمية المطلقة لأن يكون أي قرار يتصل بسياسة عامة في مجال الصحة مبنياً على بيانات علمية موثوقاً بها وعمليات تحقق لا لُبس فيها».
يذكر أن العديد من الخبراء يدعون إلى توخي الحذر في غياب المزيد من الدراسات، ويحذرون من الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة، لا سيما في حالات الجرعات الزائدة. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"