في الوقت الذي يتحول فيه الوضع في إيطاليا إلى مأساة حقيقة مع تسارع وتيرة الإصابات وحالات الوفاة، بدأت الصين وروسيا وكوبا حملة دعم منسقة لإنقاذ الإيطاليين من تفشي الفيروس القاتل. وأعلنت السلطات الإيطالية عن تسجيل 360 وفاة جديدة في منطقة لومبارديا خلال يوم واحد فقط. وأنشأ الجيش الإيطالي مستشفى ميدانياً في ساحة تابعة له في مقاطعة بياتشنزا الإيطالية، حيث يستوعب 40 حالة إصابة ممن يعانون من أعراض خفيفة.
وأرسلت روسيا أول طائرة من تسع طائرات عسكرية ستحمل 100 خبير ومختص طبي في مجال الفيروسات من الجيش الروسي إلى إيطاليا لمساعدتها في مكافحة وباء كورونا المستجد. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أنه سيتم إرسال بعثة المساعدة بعد اتفاق بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي. وقال الكرملين: إن الزعيمين تحدثا هاتفياً مساء السبت.
ووصلت طائرات النقل العسكرية خلال الليل إلى مدرج على مشارف موسكو، وأصبحت ثماني فرق طبية جاهزة للتوجه إلى إيطاليا، ومعها وحدات متنقلة للتطهير ومعدات طبية، بحسب وزارة الدفاع. وقالت الوزارة: إن الخبراء شاركوا في السابق في مكافحة وباء الإيبولا، وحمى الخنازير الإفريقية والإنثراكس.
كما أرسلت كوبا فريقاً من 52 طبيباً وممرضاً، بينهم من شارك في مكافحة حمى إيبولا في إفريقيا، إلى إيطاليا من أجل تقديم العون لهذا البلد الأوروبي في مكافحة وباء كوفيد 19. ويتوجه هذا الفريق الذي وصل إيطاليا السبت، إلى منطقة لومبارديا الأكثر تضرراً من الفيروس في البلاد. وخلال شهر واحد، توفي 4825 شخصاً بسبب الوباء في إيطاليا. وأعلن مدير الفريق كارلوس ريكاردو بيريز أن الطاقم المؤلف من 36 طبيباً و15 ممرضاً وإدارياً «مستعد للعمل من دون هوادة لمعالجة المرضى والتصدي لوباء كوفيد 19، بالتعاون مع الاختصاصيين الصحيين» في إيطاليا. وعمل 30 عضواً من أعضاء هذا الفريق بمكافحة وباء إيبولا في غرب إفريقيا عام 2014 بدعوة من منظمة الصحة العالمية، وفق ما أكد مدير الفريق خلال حفل وداع لهم في هافانا.
وأرسلت الصين ملايين الأقنعة الواقية إلى إيطاليا، لكن جزءاً من هذه الشحنات أخذ طريقه إلى جمهورية التشيك، وهو ما أثار أزمة بين البلدين، وذكرت وسائل الإعلام الإيطالية أن السلطات التشيكية استولت على أقنعة واقية صينية مرسلة إلى مستشفيات البلاد، لكن براغ قالت: إنها صادرت الأقنعة في إطار عملية ضد مهربين وإيطاليا لن تتأثر بالمشكلة.
في غضون ذلك، أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي وقف «كل الأنشطة الإنتاجية» التي لا تُعتبر ضرورية بالنسبة إلى تأمين السلع الأساسية للسكان. وقال: إن الحكومة قررت «إغلاق كل الأنشطة الإنتاجية» التي لا تُعتبر «ضرورية ومهمة وحيوية»، في خطوة إضافية تأتي في إطار التدابير المتخذة في محاولة للقضاء على فيروس كورونا المستجدّ. وأضاف أن الصيدليات ومحلات السوبر ماركت ومخازن المواد الغذائية والخدمات البريدية والمالية والتأمين والنقل ستُواصل عملها. وقال: «لا يمكننا إخفاء الحقيقة الموجودة أمامنا كل يوم. إنها أخطر أزمة تشهدها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية». من جانبه، دعا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان كل المسيحيين حول العالم للصلاة والتضرع. وقال: «نريد أن نتعامل مع الوباء بالصلاة والتعاطف والرحمة على مستوى العالم.. فلنبقَ متحدين». (وكالات)
