ثوابت ومتغيرات

02:41 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** يتجدد الحديث عن التغيير وجدواه، والتغيير الذي تتردد أخباره حالياً يشمل الوجوه والهياكل الإدارية، والنظم واللوائح أيضاً، والفترة الماضية شهدت تغييرين رئيسيين ومهمين.. الأول في إدارة اتحاد الكرة بمجيء الشيخ راشد بن حميد النعيمي، على رأس الإدارة المؤقتة بعد استقالة مروان بن غليطة، والثاني بتولي عبد الرحمن العويس رئاسة مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة بعد قبول استقالة اللواء محمد خلفان الرميثي، والتغييران سوف تترتب عليهما تغييرات أخرى محسوسة في الجهتين، وكما أشرت، ستشمل وجوهاً وهياكل ونظماً، والمقدمات ظهرت بوادرها على مسرح التحضير لعمومية اتحاد الكرة التي ستنعقد يوم 12 الجاري، أما ما يخص الهيئة فما زالت أخباره في «الكواليس»، لكن ظهرت له علامات وشواهد، لا تخفى على النابهين.
** مع التغييرات المرتقبة، تبقى بعض الثوابت التي لا فكاك منها، لأنها من ضمن أعرافنا، وتقاليدنا، وعاداتنا، في إدارة الأمور، إذ لا بد من التوازنات والتمثيل الجغرافي، ومعه، أو في درجة تالية، حسب الظروف، هناك مواصفات تتعلق بالمؤهلات، والتجارب، والخبرات.. والعلاقات.
وثوابتنا حاضرة في قرار «التغيير» بحد ذاته وقتما يصبح ضرورياً لازماً، بإرادة شعبية تدفع إليه، وبتوجيه قيادي يحوّله إلى واقع من أقصر الطرق، ولعل سيناريو التغيير على صعيد إدارة اتحاد الكرة جسّد ذلك المعنى جيداً، فمع كامل التقدير لسلطة الجمعية العمومية التي يكرسها المشرع بموجب القانون، ما كان لتغيير كهذا أن يحدث بموجب سلطتها، أو وفق آلياتها التي نعرفها «مطلقاً»، فهي سلطة على الورق، وحسب. فالتغيير عندما يصبح ضرورة، له أسباب ودروب أخرى، فالخيارات تتم، وإجراءات التغيير تأخذ مجراها، وبعد ذلك يتم تكييف القوانين واللوائح لتتماشى معها.
** والتغيير وفق هذا العرف السائد، قد يراه البعض استثنائياً، أو لا يليق بمؤسسات تعمل وفق مرجعية عمومية، وانتخابات، وخلافه، ولكن من يدقق في المشهد بكل تفاصيله، سيجده الحل الحكيم، «والعبقري» لإدارة المنظومة وقتما تواجه مشكلة، أو أزمة أكبر منها، فالعلة ليست أبداً في القوانين واللوائح المنظمة لعمل المؤسسات، وإنما في فهم وتعاطي العاملين في تلك المؤسسات مع ما لهم من حقوق، وما عليهم من واجبات، فالعمومية «مثلاً» الكل يعرف سلطاتها، وصلاحياتها، لكن من يعيها ومن يبادر لتفعيلها؟ فمع تعطل دورها لا بد من تدخل «جراحي» خارجي.. وهذا ما حدث، وما سيحدث، حتى يحدث التغيير في الأشخاص من الداخل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"