متاهة أولمبية

02:38 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** لم يعد باقياً على دورة الألعاب الصيفية «طوكيو2020» سوى شهور معدودة، وعلى الرغم من ذلك لا نعرف شيئاً بالمرة عن تحضيرات المشاركة، بأي معسكرات.. بأي ألعاب.. بأي لاعبين ولاعبات.. بأي تأهيل تحقق.. وبأي دعوات تلقيناها؟.. وعسى خير.
** «رحم الله أمرئ عرف قدر نفسه».. من هذه الزاوية فقط يمكن التماس العذر في كل ما نشهده من صمت أولمبي، فالحال كاشف بما فيه الكفاية؛ إذ لم نسمع خبراً واحداً يسر القلب عن تحقيق لاعب أو لاعبة لرقم التأهيل الأولمبي المطلوب للدورة، وهذه في حد ذاتها حقيقة مؤلمة تدين بشكل مباشر كل ما يجرى على صعيد الرياضة من تخطيط وإعداد ومشاركات وبطولات، ومن مصروفات في كل الاتجاهات.
** في وقت ما، في مثل هذه الأيام، كان من المعتاد أن نقرأ عن تحضيرات ومعسكرات لفرق ولاعبين بعينهم، ومشاركات في بطولات تأهيلية نترقب منها التأهل، والآن لو استثنيت المنتخب الأولمبي لكرة القدم الذي يتأهب لخوض التصفيات الآسيوية النهائية في تايلاند بالمجموعة التي تضم معنا فيتنام وكوريا الشمالية والأردن، لن تتمكن من معرفة شيء محدد بخصوص بقية الألعاب، وهذه مسألة ليست مرهونة بالاجتهادات الصحفية، حتى نلوم أنفسنا على أي تقصير بشأنها، فهي هم وطني واستحقاق أولمبي تنتظره وتترقبه الدول لمعرفة موقعها على الخارطة العالمية، وفي وجود إدارات للإعلام ومنسقين، ومواقع رسمية للتواصل بالاتحادات واللجنة الأولمبية، لا عذر ينفع ولا سبب يشفع لما نراه من سلبية وصمت.
** من حقنا أن نتساءل عن طموحات تم الوعد بها عبر مشروعات وطنية مهمة فرحنا بها في وقتها ك «البطل الأولمبي» و«نادي الموهوبين»؟ فمنذ أن نجح الشيخ أحمد بن حشر في انتزاع ذهبية الدبل تراب في أولمبياد أثينا 2004، ونحن في صيام طويل إلى أن أفطرنا على برونزية «سيرجيو» بالجودو في ريودي جانيرو 2016(!)
من حقنا أن نعرف مصير قائمة اللاعبين الذين قيل إنهم سيتكفلون بتحقيق «الحلم الأولمبي»، لا سيما أن هذه المشروعات لحقت بها مبادرات مهمة «مختبر الإبداع» من اللجنة الأولمبية، ثم «صندوق الموهوبين» من الهيئة العامة للرياضة، ولماذا في كل هذه المشروعات نعرف البدايات جيداً ولا نعرف شيئاً بالمرة عن النهايات؟ ولماذا نطلق مشروعات جديدة مع أن القديمة تحمل الأهداف نفسها؟ بالله عليكم إلى متى سنظل نلف وندور في هذه المتاهة؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"