تأثير الجن في الإنس

02:29 صباحا
قراءة 3 دقائق
الجن حقيقة، والرسول صلى الله عليه وسلم بعث إلى الثقلين: الجن والإنس، والله تعالى يقول: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، (الآية رقم 56 من سورة الذاريات) .
كما أن الله تعالى أنزل سورة الناس، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يعلم أصحابه تحصين أنفسهم من السحرة والجن والشياطين والحاسدين بالمعوذتين اللتين هما: سورة الفلق وسورة الناس .
وتحدث العلماء عن إيذاء الشياطين والجن للإنسان رغم كل التعويذات والتحصينات، لأنهم كما كما يقول الشيخ مصطفى البنا في كتابه "الطاقة الشفائية في القرآن الكريم"، لا يمرضون ولا يصابون بحوادث إلا نادراً .
ولهم طاقة عجيبة في المقاومة، حتى إنهم عندما يحترقون بنور القرآن، يعالجون أنفسهم من تلك الحروقات خلال ثلاثة أيام والله تعالى أعلم، وقد استنتج هذا الذين يعالجون المصابين بالمس الشيطاني من خلال تجاربهم مع الجن الذين أصلهم هو إبليس كما أن أصل الإنس آدم عليه السلام، وهذا ما رواه ابن جرير في تفسيره عن الحسن البصري .
وبما أن الجن "إبليس وجنوده" لا يزرعون ولا يحصدون ولا يبنون بيوتاً ولا يشترون طعاماً ولا يطبخون ولا يحتاجون إلى المال، فإنهم يعيشون عالة على البشر، ويقومون بتضليلهم ونشر الفواحش والأمراض بينهم، قال تعالى: "الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء . ." (الآية رقم 268 من سورة البقرة) . ومن مساوئهم أنهم يعيشون على الفضلات ويستمتعون بالبخور، ويعيشون في الصحارى والأماكن الخربة ويحبون كل شيء لم يذكر اسم الله تعالى عليه، سواء كان مأكلاً أو ملبساً، ويحبون المخدرات والمسكرات والأغاني والرقص والمزابل والمراحيض .
وبما أنهم عالم أكبر من عالم الإنس، فإن لهم ملوكاً وممالك، ويتشكلون بأشكال عدة، منهم الطوائر ومنهم الزواحف، ومنهم الغواصون، ومنهم المؤمنون، ومنهم المردة والعفاريت، ولهم قدرة على سرعة الحركة كسرعة الضوء (انظر كتاب البنا ص 141 - 145)
ولقد تحدث أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه الشهير "تلبيس إبليس" عن ألاعيب الجن والشياطين، وعن مهاراتهم في تلبيس الحق بالباطل، كما تحدث الشيخ بدر الدين الشبلي عنهم بشكل مفصل في كتابه "آكام المرجان في أحكام الجان" .
والعجيب أن الغربيين لا يؤمنون كثيراً بالشياطين والجن، إلا أن "وليام كار" الضابط في البحرية الأمريكية كتب في كتابه "أحجار على رقعة الشطرنج"، عن تخطيط إبليس والشياطين، وبين أن بينهم وبين بعض قادة البشر تعاوناً واضحاً في سبيل هدم القيم ونشر الفوضى .
وذكر أيضاً في هذا الكتاب أن عبدة الشيطان يعتبرون إبليس الإله الأعظم، ويسمون أنفسهم النورانيين، ولهم جمعية سرية انضم إلى عضويتها عدد من الأذكياء جداً والأغنياء جداً والبارزين في المجتمعات، وهدفهم كما قلنا إثارة المشكلات في العالم بما فيه العالم العربي .
إذن أقول لمن سألني عن حقيقة الجن: الجن والشياطين عالم واحد، وسواء قلنا إن إبليس من الجن أو هو أصل الجن، فإن الجن عالم كبير، وإنكارهم غير صحيح، كما أن تأثيرهم في الإنسان محقق، بدليل أنهم كما قال البنا يعيشون من خلال الإنس، فهم ليس لهم بيوت ومتاجر وملابس خاصة من صنع أيديهم، وإنما يأكلون ويشربون ويلبسون من مآكلنا ومشاربنا وملابسنا، لذلك فإنهم يؤذوننا إذا كانت مصالحهم في خطر، وإنني أسمع كثيراً من الناس يقولون: نفتح خزانة الملابس فما نجد الثوب الفلاني، وبعد ساعة نعود فنجده معلقاً في المكان الذي نحن على يقين بأنه كان فارغاً من الثوب .
والإسلام علّمنا ألا نتعرى عند المجامعة أو عند المنام عموماً وذلك لأن المرأة العارية أو الرجل العاري، له قبول عند الجن أكثر، واحتمال تلبسه بالجن والعفاريت أكثر أيضاً، وللحديث بقية .

د . عارف الشيخ

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلف وشاعر وخطيب. صاحب كلمات النشيد الوطني الإماراتي، ومن الأعضاء المؤسسين لجائزة دبي للقرآن الكريم. شارك في تأليف كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلتين الابتدائية والإعدادية. يمتلك أكثر من 75 مؤلفا، فضلا عن كتابة 9 مسرحيات وأوبريتات وطنية واجتماعية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"