بيت الشعر.. عشرون عاماً من العطاء

00:50 صباحا
قراءة دقيقتين
عشرون عاماً وأشجار حديقة «بيت الشعر» التابع لدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة تتكاثر وتورق أغصانها إبداعاً في صفحة الكون، برعاية حارس الأدب العربي وملهم الأدباء صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة. وعبر هذه السنوات الطويلة تفتحت زهور أدبية وشعرية، وكرمت أسماء كبيرة، فكان بيت الشعر هو محطة تستريح عندها القامات الأدبية، وتشحذ المواهب الجديدة هممها حتى تصل إلى القمة، وخلال هذه السنوات المتفتحة ورداً، والمنثورة عطراً، كانت الأمسيات الشعرية تحلق بشعرائها في سماء الإبداع والندوات الفكرية ترسم مجراها في صفحة الوجود، فتناقش أبرز قضايا الساحة الأدبية وتمنح الأجيال الجديدة عطراً خاصاً، كما أن المطبعة لم تتوقف؛ فأثمرت دواوين شعرية كمنجزات أدبية في سيرة الحياة.
بدوره أصبح منتدى الثلاثاء واحة وارفة بالشعر والنقد، ومظلة حب وسلام تجمع الشاعر والناقد والباحث والمتلقي، الذين يحرصون على حضور فعاليات البيت ليصبح إحدى ركائز الدعم وعوامل النجاح، ولم تزل المهرجانات الكبرى التي استضافها بيت الشعر سجلاً حافلاً بالإنجازات، حيث غرد شعراء العالم العربي في الشارقة وطن الإبداع وحاضنة الثقافة وواجهة الأدب الرحيب، وها نحن نعيش فرحة انطلاق مهرجان الشارقة للشعر العربي، الذي يتزامن مع مناسبة مرور عشرين عاماً على إنشاء بيت الشعر، الذي اتخذ من مقره بيتاً يجمع الأدباء على عطر الكلمة ويستنشق من خلاله أصحاب الإبداع الحقيقي شذا الشعر الحقيقي، فقد أعطى لكل مبدع منبراً وساهم في التعريف بإبداعات الجيل الجديد، واحتفى بالرواد وكرمهم برعاية خاصة من صاحب السمو حاكم الشارقة الذي إليه تعود كل مكرمة في سجل الأدب العربي الزاخر، فكل عام وبيت الشعر يحلق في الوجود العربي شمساً تشع بالضياء، وتلهم الشعراء ما يبهج وما يزيد من مساحة الفرح، ولايزال يحسب لهذا البيت أنه احتضن بحنو وإخلاص ومحبة الكثير من الإبداعات العربية عبر الندوات الشعرية التي تقام كل فترة للأشقاء العرب في بعض الدول، كما أنه حقق إنجازاً ضخماً عبر تفعيل مبادرة صاحب السمو حاكم الشارقة بإنشاء بيوت الشعر في العالم العربي، وهو ما يؤكد سعي سموه إلى مد مساحات الفرح في الوجود العربي كله، وفتح الباب أمام الشعراء الموهوبين لكي يحلقوا طيور بهجة في حقول الشعر الناضر، بل إن الكثير من المبادرات التي تبنتها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة نفذها بيت الشعر عبر هذه السنوات التي تظللنا في هذه الأيام وسط الحفاوة الكبيرة التي تستقبل بها الشارقة الشعراء في مهرجان الشارقة للشعر العربي، الذي أشعل شمعته الجديدة، ولايزال مجرى الشعر العربي يمضي في هدوء، ليروي المبدعين العرب ويحتفي بمنجزاتهم الثقافية بين أروقة بيت الشعر في الشارقة إيماناً بالدور التنويري الذي تحمله إمارة الشارقة على عاتقها، وفي هذه المناسبة أتوجه بكل التحية إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على كل ما قدمه للأدب والأدباء، وعلى دعمه اللا محدود للثقافة والإبداع، وبخاصة بيت الشعر الذي أصبح بيت شعراء العرب، والذخيرة الفكرية المدّخرة للأجيال الجديدة.

محمد عبدالله البريكي
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"