خالد الفيصل في الشارقة

06:38 صباحا
قراءة 3 دقائق
لا تزال الشارقة ماضية في تحقيق طموحاتها الكبيرة في إبراز دورها الريادي في مجال الثقافة والأدب والفنون المختلفة، وفي كل مرة تقدم الجديد الذي يكسر الرتابة والملل في العمل الثقافي، وفي الفترة الأخيرة قدمت مبادرات كبيرة ومشاركات فاعلة في الدول العربية والعالمية، وهي إذ تواصل خلال هذه الفترة تنفيذ مبادرة حاكمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رعاه الله في إنشاء ألف بيت شعر في أقطار الوطن العربي من خلال افتتاح بعض البيوت والتجهيز لافتتاح بيوت أخرى، وما لقيته هذه المبادرة من تفاعل كبير وفرحة عارمة لدى المثقفين والشعراء في الوطن العربي، ولا تتوقف هذه المتابعات والأنشطة العديدة التي تهتم بالثقافة وتقدمها وتتابعها دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة.
كذلك انتقلت الشارقة مؤخراً بفكر حاكمها ورؤيته الثاقبة المحبة للتواصل الثقافي والإنساني من خلال تلك الملحمة التاريخية والعناقيد المضيئة «عناقيد الضياء» التي قدمت 9 لوحات تجسد سيرة خاتم الأنبياء ونبي الرحمة والإنسانية عليه الصلاة والسلام، وشهد مسرح المجاز المطل على بحيرة خالد الآسرة انطلاقتها الأولى في نهاية شهر مارس/‏آذار عام 2014 وهي لا تزال عالقة في الذاكرة، وراسخة في التاريخ الموثق للإنجازات العظيمة، لتنتقل هذه العناقيد خلال شهر أكتوبر/‏تشرين الأول المنصرم إلى أرض الكنانة مصر العروبة، وتقترب بأحداثها من الجمهور المصري المقدر للفن الجميل والشعر والفكر، وأوجز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي شكره بقوله:» إن العمل الفني المتميز يعكس مدى عمق العلاقات بين الشعبين المصري والإماراتي» ومن هنا يتبين مدى وأثر العمل الثقافي في تلاحم الشعوب وتقاربها ووحدتها لتكون سداً منيعاً ضد ما يراد بها من شتات وفرقة وتشظٍ.
وخلال هذه الفترة تقيم الشارقة معرض الشارقة الدولي للكتاب، هذا الحدث الثقافي الذي تميزت به خلال سنوات طويلة، وحافظت على هذا التميز، وسعت في كل دورة إلى تقديم فعل مميز وحدث لافت، وليس أكثر أهمية من تكريم الرواد الذين سخروا طاقاتهم، وبذلوا جهداً سرق منهم الوقت والراحة من أجل أن يسعد غيرهم، أولئك الذين انتشرت أعمالهم بين الناس وعطرت أجواءهم بعطر الشعر والثقافة والفن.
ها هي الشارقة تكرم هذا العام رائداً من رواد الشعر والفكر، تكرم شاعراً وصلت كلماته إلى الجميع، وكان ولا يزال بشعره منهلاً عذباً، وتميز شعره بالبساطة الصعبة والعمق، وبالسهل الممتنع الذي يرى على أنه من الممكن قوله لكنه في الواقع صعب تقليده، هذا الشاعر الذي تربى على شعره جيل من الشعراء من خلال أعماله الكثيرة التي توزعت بين حناجر أشهر المطربين، وبين الدواوين المطبوعة والقصائد المسموعة والمرئية، شاعر المعاناة الذي يقول: يا ليل خبرني عن أمر المعاناة/‏ هي من صميم الذات والا أجنبيّة، شاعر يرى أن الصعب أحلى من الشيء الذي يتم الحصول عليه ببساطة: يا مدوّر الهيّن ترى الكايد احلى/‏ إسأل مغني كايدات الطروقي، شاعر يأسر في العاطفة، وحين يتحدث عن الغربة لا يسع قارئ حرفه إلا التوقف عنده والبكاء مع شجنه: غريب الدار ومناي التسلّي/‏ أسلّي خاطري عن حب خلّي/‏ غريب الدار، هو المعاتب للوقت والحبيب برقة ومحبة: أستكثرك وقتي عليْ وغدا بك/‏ عادة زماني كل ما طاب هوّن/‏ ليت الذي وداك يا زين جابك/‏ تشوف عقبك كيف الأيام سوّن، شاعر لا يغفل عن أمته ولا عن عروبته، ويتباهى بها أمام العالم وهو يقول: حنا العرب يــا مدعين العروبة/‏ وحنا هل التوحيد وأنتم له أجناب/‏ وحنا شروق المجد وأنتم غروبه/‏ وحنا هل التاريخ و أنتم به أغراب.
صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل في شارقة الثقافة، شارقة سلطان القاسمي التي قدرت عطاءه الطويل، وهي إذ تكرم هذا الرمز الثقافي الكبير تثبت دائماً وفي مجال الثقافة أنها الفيصل.

محمد عبد الله البريكي

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"