«اللهم إني صائم»

04:10 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

* ذلك الحلم والوعد الجميل، الذي راود الإماراتيين، وراهن عليه الكثيرون، بإمكانية الصعود والتأهل، إلى نهائيات كأس العالم المقبلة، لما يملكه المنتخب، من إمكانات وعناصر ومواهب، كان يعول عليها الجميع، لذلك المستوى الرائع، الذي وصل إليه المنتخب، وتغنى به الآخرون، ولكن ضاعت البوصلة، وفقدنا الاتجاه، والطريق الصحيح، حين اعتقد بعضهم، أن لدينا آمالاً باقية، وظننا أن الفرص لاتزال قائمة، والأمل موجود، كيف ونحن نتخبط منذ تأهلنا، إلى التصفيات النهائية المؤهلة بصعوبة، ولم نستطع أن نجد رمانة الميزان، التي تعيد للأبيض بريقه، ونجد أنفسنا في كل مرة، وبأيدينا خارج الحسابات.
* كيف نراهن على منتخب، قد تاه وضل الطريق، ولم يعد في إمكانه، أن يبرهن عن نفسه، وأن يعيد تلك الانتصارات، والصولات، التي أسعدتنا، وذلك المستوى والأداء، اللذين كنّا نراهن عليهما، وصارت الروح القتالية، قلما نجدها موجودة أم نراهن على العالمي باوزا، كمدرب تغنى به، من تعاقدوا معه، لينسينا ويخدرنا، عن تلك الكبوة، التي ألمت بِنَا، أعقاب استقالة مهدي علي، بالتغيرات الإدارية، ونحن في نهاية مطاف التصفيات، وكأنه المنقذ البشير، الذي سينتشل أخطاء الماضي، ليعالج خط الدفاع، بينما نحتاج إلى الأهداف، أم للتخبطات المتكررة، التي لازمت مسيرة المنتخب، إدارياً وفنياً ومعنوياً.
* لا أعتقد أن أمر الفشل، الذي يمر به المنتخب، مرتبط ومتعلق، بجهة معينة بذاتها، إنما بالمنظومة الكروية ككل، بذلك الشرخ الذي اتسع خرقه، بين المعنيين والمسيرين، من تخبط قي القرارات، على مستوى إدارة هذه اللعبة، والقدرة على إزالة التوترات الداخلية، التي تعصف بالكرة، خارج المستطيل الأخضر، ودرء الصفوف، من كابوس التكتلات واللوبيات والتربيطات، التي عادت إلى الظهور من جديد، في المشهد الرياضي الأخير، لاجتماع الجمعية العمومية، في تجارب مختبرات، باعتماد 12 فريقاً لموسم، والعودة إلى 14 في الموسم اللاحق، وكسب الرهان، بتأليف وتوحيد القلوب، دون القدرة على الإقناع، وإبداء الأسباب والمسببات، فكيف نراهن عليهم.
* إن تطوير الرياضة الإماراتية عموماً، والمنتخبات بشكل خاص، لابد أن يكون هدفاً للجميع، وأن تختفي ظاهرة، البحث عن الاستقلالية، أو العمل بشكل منفرد، وأن تعمل جميع المؤسسات، والهيئات الرياضية، بالشراكة في اتخاذ القرارات، وتبادل الآراء والأفكار، ببناء الثقة، التي باتت تهتز، فاهتز بها عرش المنتخب، واللهم إني صائم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"