الحلم الآسيوي

لأن النجاح ليس هو الهدف النهائي، الذي يدور عليه وحوله محور حياتنا، فالهدف الفعلي والرئيسي، هو الاستمرار في النجاح، والعمل على مواصلة الفوز والنجاح، الذي يعني التطور والتحسن في الأداء، على أن تكون دوماً، في أفضل حالاتك وأتم جاهزية، والحرص على أن تكون الأفضل، والمتميز بين الآخرين، وأن تسعى لبذل أقصى الجهود، وأن تتعلم من تجاربك ومواقفك السابقة، وتستوعب كل الدروس المستفادة، حتى تستطيع أداء مهامك الموكلة إليك بشكل أفضل، عندما تسنح لك الفرصة، في المرات القادمة.
ما أفرزته مباريات الجولتين الأولى والثانية، من منافسات أنديتنا المشاركة في دوري أبطال آسيا، لم يكن بقدر الطموح، والرغبة والعزيمة الصادقة، التي انتظرتها الجماهير، على الرغم من توقف مباريات الدوري، بين هاتين الجولتين، بل كعادة فرقنا في كل نسخة، شهدت مستوى متذبذباً، بأخطاء وأهداف تلج مرماها، في الدقائق الأولى، وأداءً مخيباً ومتواضعاً، لم يكن متوقعاً في البدايات، الأمر الذي بات مألوفاً وغير مقبول، ولا يعكس حجم طموحات، الجماهير الإماراتية والأندية، بالتمثيل والأداء المشرف، وتأكيد التفوق الآسيوي لدورينا، للمحافظة على المكتسبات، والابتعاد عن شبح الإخفاقات، التي لازمتنا في المشاركات السابقة.
حلم اللقب الآسيوي، الذي توقف وتلاشى، قبل ملامسة ومعانقة الكأس، عند المحطة النهائية والرمق الأخير في آخر مشهدين من عمر المسابقة، نتأمل ألا يتكرر ويعاود الحدوث في النسخة الحالية، وهو ما تتمناه الأندية الإماراتية، التي تحمل على عاتقها، مواصلة الحلم والتتويج باللقب، الذي طال انتظاره، وأن تثبت أنديتنا أحقيتها وجدارتها بالتصنيف الآسيوي، والخروج من عباءة الوصافة، التي لازمت أنديتنا، في ثلاث مناسبات سابقة، ومواصلة مشوار آسيا، بمواجهة أندية تتمتع ببصمات، وسمعة قوية، على مستوى القارة.
مع استمرار إهدار ونزيف النقاط، مازالت حظوظ المنافسة قائمة، الأمر الذي يتطلب من الأندية، إيجاد التوازن والنسق الفعّال، بين مباريات البطولة الآسيوية، والمسابقات المحلية، لتقديم مشاركة إيجابية، تثبت بها استمرار مواصلة النجاح، وتفوق أنديتنا على الصعيد الآسيوي، وقيمة العمل الإداري للأندية، في قدرتها على التصحيح، وتحقيق الأهداف المرسومة، وسد نقاط الضعف والخلل، الذي يلازم الفرق، في الأجواء المحلية، وتؤرق مضاجع المتتبعين، ونحن نقترب من أبواب، استحقاقات مهمة ومفصلية للمنتخب.