تصحيح المسار

04:06 صباحا
قراءة دقيقتين
مبارك الرصاصي

ما زالت ذاكرة التاريخ لدى الكثيرين من الإماراتيين، تختزن ذلك الحلم الكبير الذي تحقق عام 1990، ورحلة تصفيات الأبيض الإماراتي في كأس العالم، والتي توشّحت بالوصول للمونديال الإيطالي، وما رافق ذلك من حلم كبير وأمل وخوف وقلق، إلا أن رفقاء الطلياني وخالد إسماعيل وعلي ثاني، استطاعوا تخطي تصفيات سنغافورة المؤهلة للنهائيات بعد رحلة شاقة وعسيرة، حقق فيها نجوم المنتخب ما يشبه المستحيل للعبور، وقد كانت الترشيحات تصب لمصلحة كوريا الجنوبية والشمالية والسعودية في تلك الفترة، وقال الأبيض كلمته وتأهل بجدارة واستحقاق، بهدف التعادل الذي سجله عدنان الطلياني على كوريا الجنوبية.
بتلك الذكريات وذلك التاريخ، الذي ينبغي أن يكون حاضراً وجلياً في أذهان هذا الجيل الذي بات الكل يرشحه ويعقد عليه الأمل للوصول لنهائيات روسيا، بعد كل هذه الاستعدادات والمراحل الطويلة التي مروا بها، بعد كل الأموال والميزانيات والمعسكرات التي صرفت من أجله، والاستقرار الفني والإداري الذي أوجدناه له، بعد هذا الزخم الإعلامي الذي صاحبه وناله، بعد كل التضحيات من الأندية لعيون أبناء مهدي، والجمهور وفي زرعنا فيه الأمل بقدرة الأبيض، على تحقيق المراد بالوصول، فكان حضوره وتفاعله في جميع الاستحقاقات، ما خفف عنا ذلك التأهل المنقوص.

نعم تأهلنا ولكن لم يكن بالشكل المطلوب والمستحق، تأهلنا للدور الثاني على حساب آخرين، ولم نقدم ما يشفع لهذه المسيره الطويلة من البناء والإعداد، بل واجهنا عدة صعوبات في مجموعتنا، وخسرنا نقاطاً ما كان لنا أن نخسرها، وحان الوقت أن تكون لدينا وقفة جادة وحاسمة، لتقييم المرحلة وتصحيح المسار في البناء، إن أردنا أن نحقق ما نصبو إليه، إن أردنا تحقيق الحلم والطموحات، إن أردنا أن نصنع التاريخ والحدث.
لم تعد الأمنيات تأتي بضربات الحظ، بل أصبحت حتى الأحلام الآن لا تأتي إلا بالإرادة والعزيمة الصادقتين، وأصبح التخطيط الاستراتيجي السليم، الأساس الذي تقوم عليه بناء الدول والأمم، فبعد الصعود والمشاركة في مونديال 1990، لا يزال أمل وحلم تكرار المشاركة في النهائيات يراود الكثيرين وبقدرتنا على تحقيقه، في ظل جيل واعد أثبت حضوره خليجياً وآسيوياً، حلم يراود الجميع وطال انتظارة، منذ أن تكوّن من أجله منتخب المناطق، لمواصلة مسيرة النجاحات وتحقيق حلم الوصول في التصفيات النهائية المؤهلة، لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018 بإذن الله.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"