لمستقبل زاهر

حين أطلقت الإمارات استراتيجيتها للابتكار، كان ذلك إيماناً منها بالبحث عن المزيد من وسائل وطرق العمل لتغيير منظومة العمل الحكومي في كافة قطاعاته وشرائحه، في سبيل الارتقاء بالخدمات المقدمة للجمهور وإحداث نقلة نوعية في آليات وإجراءات العمل، بمزيد من الابتكارات ومجموعة محفزات، من خلال تشريعات جديدة متوازنة ومتناغمة للأفراد، والارتقاء بالمجتمعات بمقترحات ومبادرات مجتمعية هادفة خلال السنوات المقبلة، التي من شأنها أن تعزز النجاح وتساعد على تحقيق السعادة للمجتمع والإنسانية.
يأتي مختبر الابتكار الرياضي، الذي تم عقده الأسبوع الماضي، بمشاركة أصحاب العلاقة من مسؤولين ومختصين في المجال الرياضي، لتوحيد جهود جميع الهياكل والمؤسسات الرياضية، بدءاً من الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية الوطنية والمجالس الرياضية، من أجل الارتقاء بهذا القطاع في الدولة، وتطوير الحلول والمبادرات والفعاليات والمهرجانات الرياضية الإبداعية، وإيجاد أنماط غير تقليدية لتوليد هذه الأفكار، في شتى ومختلف أوجه الرياضة، ولجميع أفراد وفئات المجتمع، من أجل تحقيق الصحة والسعادة، وتعزيز الترابط والتعاون والاحترام المتبادل، باعتبارها إحدى حلقات التواصل بين الأمم والشعوب.
اليوم نحن في أمس الحاجة، إلى إيجاد أرضية خصبة من الفكر الإداري الرياضي بمفهومه الشامل، في مؤسساتنا وأنديتنا الرياضية، بعقليات مؤهلة علمياً وفكرياً، واختصاصيين في مجال التخطيط المنهجي، لقولبة هذه التطلعات المعقودة والآمال المنشودة، والبحث عن أفضل السبل والحلول، لتبني الأفكار الخلاقة والتطويرية، التي من شأنها أن ترتقي برياضتنا إلى أعلى المستويات في كافة المجالات، بدلاً من الحديث والتركيز الذي يصب باستمرار لمصلحة كرة القدم دائماً، والتمعن في قراءة ودراسة الواقع ومكامن الخلل، وتحويل ذلك إلى أعمال ديناميكية وميكانيكية في خريطة وبوصلة التخطيط الرياضي، وإلى أسلوب حياة ومنهج وسياسة عمل واضحة، الذي سيقودنا إلى بوابة التقدم والتطور الرياضي.
إن مثل هذه المختبرات واللقاءات الابتكارية، كفيلة بزيادة التنمية المعرفية للعاملين في أروقة الرياضة، وبتطوير ورفع كفاءتهم، لوضع الاستراتيجيات والخطط في الأندية ومؤسساتها، وما ذلك إلا للاستعداد لمواجهة التحديات التي تفرزها عملية التحول الطويلة نحو بوابة الاحتراف المؤسسي، وستسهم مستقبلاً في الوصول إلى آفاق التطور المنشود في جميع المجالات الرياضية.