موعد الحسم

تتجه أنظار الشارع الرياضي الإماراتي، للانتخابات الثالثة لاتحاد الكرة في 30 من هذا الشهر، حيث سبق أن فاز في انتخابات الدورة الأولى محمد خلفان الرميثي بالتزكية، لرئاسة مجلس إدارة اتحاد الكرة، فيما فاز يوسف السركال في الدورة الثانية، وتشهد هذه الدورة أكبر إقبال تاريخي في عدد المترشحين بواقع 30 مرشحاً، يتنافسون على 13 مقعداً لإدارة المجلس، والحراك الرياضي والتسابق المحموم، الذي نلمسه من المترشحين لرئاسة المجلس للدورة القادمة، بين يوسف السركال ومروان بن غليطة، وبقية الأعضاء لكسب أصوات وثقة الجمعية العمومية.
وما بين رحلات مكوكية قام بها المرشحون، وزيارات ولقاءات إعلامية، ووعود انتخابية أطل بها الراغبون، يظل الأمر معقوداً على أعضاء الجمعية العمومية للاختيار، ويظل الأمر مرهوناً على ماذا تريده الأندية من أعضاء المجلس الجديد، والطموح والفلسفة والاستراتيجيات والخطط الكفيلة، التي ستضع الأندية أجندتها على طاولتهم للسنوات الأربع القادمة، فالأمر ليس منوطاً بمن يصل إلى الاتحاد، أو من يمثل هذا النادي أو ذاك، إنما من يقدر على تحقيق الرؤية والأهداف التكاملية بين الاتحاد والأندية، في وقت بتنا في حاجة إلى الالتفاف معاً خلف من يستحق، وتغليب المصلحة العامة على الخاصة، كي نأخذ بكرة الإمارات لخطوات وثابة إلى الأمام، وهي مقبلة على استحقاقات وبطولات مهمة للمنتخب.
وتعد ثقافة التجربة الانتخابية في المجمل إيجابية، ومنعطفاً مهماً في منظومة الرياضة، ومؤشراً على وجود حراك في مسيرة العمل، وبطبيعة الحال أكثر بكثير من مجرد انتخابات، فهي ليست الغاية بحد ذاتها، بل هي خطوة ضرورية ومهمة في طريق إضفاء طابع التنافس الرياضي، ولرفع كفاءة وتطوير العاملين وتأهيل الكوادر الوطنية، عبر الممارسة العملية في مجلس الاتحاد واللجان المحلية أولاً للانتقال للقارية، وذلك للاستعداد لمواجهة التحديات التي تفرزها عملية التحول الطويلة نحو بوابة الاحتراف المؤسسي، التي ستسهم مستقبلاً للوصول إلى آفاق التطور المنشود في جميع المجالات الرياضية.
فنحن في أمس الحاجة اليوم لاتحادات تلامس حاجات المجتمع وتتجه له بشكل عام، وتعمل على تحقيق المستحيل بالإرادة والعزيمة الصادقة، وتعلم أن التخطيط الاستراتيجي السليم، هو الأساس الذي يقوم عليه بناء الدول والأمم، وأن لا تكتفي بالوعود والأمنيات النرجسية فقط.