الانتخابات مسؤولية

04:54 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

الانتخابات التشريعية للمجلس الوطني الاتحادي على الأبواب، وقد أعلنت الجهات المختصة القوائم الانتخابية المسموح لها الترشح لعضوية المجلس والتصويت لاختيار المرشحين في كل إمارة من إمارات الدولة، وبدأ التسابق محموماً يأخذ شدته في الإعلان عن الترشح في وسائل التواصل الاجتماعي، بين من ينوون تمثيلنا مثله مثل حرارة هذا الصيف اللاهب.
تمثيل الوطن والمواطنين مسؤولية يجب أن يعيها كل من ينوي الترشح، فعضوية المجلس ليست بهرجة ولا تفاخراً ولا مجرد «بشت» للمظهرية الاجتماعية، ونحتاج فيمن سيمثلنا أن يكون بقدر العبء المتطلب منه؛ ليكون خير ممثل لقضايا الوطن والمواطن ومرآة للواقع، وليس مجرد عدد من الأعداد التي تكمل النصاب فقط، بلا حس ولا خبر، لا أدنى صوت يعبر عنا وعن تطلعاتنا، يطرح قضايانا، يكون فعلاً وعملاً صوتنا في المجلس.
نتطلع أن يكون المرشحون واقعيين في برامجهم الانتخابية التي سيطرحونها، بعيداً عن التهويل والتطبيل والوعد بما لا يمكن أن يتحقق ولا يلامس أرض الواقع وإمكانات العضو ذاته أو صلاحيات المجلس نفسه، كما حصل في الدورتين السابقتين، حيث كثرت الوعود والتصريحات وغابت الواقعية، مما أعطى دلالة واضحة على عدم معرفة أولئك المرشحين بأبسط قوانين المجلس وإمكاناتهم الحقيقية التي يستطيعون من خلالها أداء العمل المنوط بهم، فكانوا عالة على المجلس.
ومن جهة أخرى فالتصويت أيضاً مسؤولية، فلا بد أن يتحرى ويدقق كل من له حق التصويت لمن سيعطي صوته بعيداً عن الصداقات والقرابات والتكتلات الاجتماعية، يمنح صوته لمن يوقن أنه سيكون خير ممثل لتطلعاتنا وطموحاتنا، فهذا الصوت أمانة في عنق كل من له حق التصويت فلا بد ألّا يذهب بعيداً عمن يستحق أن يكون ممثلنا الذي يعرف همومنا وتطلعاتنا وأحلامنا، ويسعى إلى تحقيقها بكل الوسائل والإمكانات المتاحة.
يتطلع الوطن حكومة وشعباً لمجلس فاعل يشكل مع مجلس الوزراء يداً واحدة متناغمة تبني وتعمر وتحقق المنشود من الأهداف التي تسير بالوطن للأمام.
أخي المترشح، عضوية المجلس مسؤولية أمام الله والوطن والشعب، فكن بقدر تلك المسؤولية.
أخي الناخب، صوتك أمانة، فلا تمنحه إلا لمن يستحقه بجدارة واستحقاق، ويستطيع أن يمثل الوطن وتطلعاته خير تمثيل.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"