عيدكم ثواب ورحمة

04:48 صباحا
قراءة دقيقتين
إبراهيم الهاشمي

ها هو رمضان يغادرنا.. ها هو شهر القرآن والرحمة والمغفرة والعتق من النار يغادر بعد أن طيب النفوس بمعانيه، ومغازيه.. بعد أن غمر شغاف القلب ببركاته، وطيّب العمر بنفحاته، وجعل الساعات والأيام تتعطر ببركاته. ذكّرنا بما نسينا، ونبّهنا عما سهونا عنه. أيقظنا من سبات الغفلة، كأن رب العزة بكرمه الفياض ما فرض هذا الشهر إلا ليطهرنا به، يوقظنا، يحرك الخير في نفوسنا، يقوّم سلوكنا، وما علق بنا من أدران السنين.
ها هو رمضان يغادرنا، فهل تعاملنا معه بما يستحقه، واستغللنا أيامه كما ينبغي؟ هل ربحنا أنفسنا فيه صياماً، وقياماً، وذكراً لله، وفضله علينا؟ هل كنا شاكرين لأنعم الله علينا، فعرفنا حق الوطن، وحق ذوي القربي، والمساكين، وابن السبيل، وحق الجار، ووصلنا أرحامنا، وأعنّا محتاجنا، وتقربنا لله بتلاوة محكم بيانه، وفعل الخير بشتى ألوانه؟
ها هو رمضان يمضي كما كل عام بعد أن يعيد تذكيرنا بواجبنا الديني، والإنساني، ينشر السكينة والخير والبركات، يهيئ لنا فرص نيل الثواب والرحمة، ينادينا كل عام يا خير أمة أخرجت للناس: قوموا بواجبكم تجاه أنفسكم، والناس.
ها هو رمضان يغادرنا، فهل فتحنا دفاترنا؟ راجعنا أفعالنا، وأعمالنا، وما دوّنته أيدينا، فمحونا ما يجب محوه، وفتحنا صفحة بيضاء جديدة، لا ندوّن فيها إلا ما يسمو بنا، ويرفع مقامنا، ويعيد لحمتنا كبنيان مرصوص يتداعى لبعضه بعضاً تماسكاً، وتظافراً، وخيراً، نبني ونُشيد مجتمع الرحمة، والعطاء، والتطور، والحضارة، والإنسانية؟
ها هو رمضان يغادرنا، والعيد يهلّ علينا، ولا نقول إلا الحمد والشكر لله الذي منّ علينا بصيامه، وقيامه، وأداء واجبه، ونفرح بنعمة الله علينا بإتمام شهر الصيام المبارك، وننتظر فرحتنا الثانية حين لقاء رب العزة طاهرين، مطهرين.
اللهم يا كريم تقبّل منا صيامنا، وقيامنا، وأعد علينا هذه الأيام المباركة أعواماً، وأعواماً، وامنُن علينا برضاك، ورضوانك، وآمِنّا في أوطاننا، واجعل الخير دربنا، وطريقنا.
ها هو العيد يطرق الأبواب فرحاً وسروراً، فكل عام وأنتم بخير، وكل عيد والجميع في أمن، وأمان، وسعادة، كل عيد وقد نلنا الرحمة، والمغفرة، والعتق من النار، كل عيد ونحن إلى الله أقرب، كل عيد والوطن في عيد، كل عيد ونحن أمة قوية، متماسكة، متلاحمة، كل عيد ونحن أمة الرحمة والحضارة، كل عيد ونحن أعزة أقوياء، كل فعلنا خير، ونماء، وبناء، كل عيد ونحن نحمد الله، ونشكره.
عيدكم مبارك.. وكل عام وأنتم بخير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"