مادة زايد الدراسية

«الكاريزما وصف يطلق على الشخصية الجذابة، ذات الحضور الطاغي، ويتمتع بها بعض الأشخاص ذوي القدرة الفائقة على التأثير في الآخرين إيجابياً بالارتباط بهم عاطفياً وثقافياً، والشخصية الكاريزمية شخصية غير عادية تثير الولاء والحماس.. وهي أيضاً الروح التي تبعث الطاقة العاطفية المؤثرة في الناس على المستوى الفكري أو الحسي أو الانفعالي بوساطة التواصل البصري، ونبرة الصوت، ودرجته، والمهارة الخطابية الملامسة لحاجة الناس»..
تلك هي افتتاحية مقدمة كتاب «زايد الشخصية الاستثنائية»، للأديب الإماراتي القدير علي أبو الريش الذي ظهر إلى نور المعرفة والتداول الشعبي والفكري في العام 2015، متناولاً فيه شخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بوصفه «شخصاً كاريزمياً وُجد ليبقى في الذاكرة ولا يُنسى أبداً».. ولأن «الاستثناء، هو الإخراج من القاعدة العامة»، ولأن الشيخ زايد حالة استثنائية بالمعنى الإيجابي للاستثناء، من حيث القول والفعل والفكر والحكمة والحنكة والإنسانية، بما أكسبه محبة جَمْعِيّةً أقبلت عليه من كل حدب وصوب محلي وإقليمي وعربي وعالمي، في حياته وبعد مماته.. فقد بادر الإعلامي الشاب هزاع علي أبو الريش بطرح فكرة اقتراحية عبر فيلم فيديو مكثف جداً يتوجه بواسطته إلى وزارة التربية والتعليم لإدراج مادة أساسية تُضاف إلى مناهج التعليم بمسمى «مادة زايد»، يتم عبرها توظيف الكاريزما السيكولوجية للقائد زايد، بتحليلات فلسفية شاملة ودقيقة عن سلوكه وفكره وحديثه وقصائده وفطرته وسجاياه الإنسانية والأخلاقية.
هكذا مقترح فكري تنويري وطني يستهدف تعريف الأجيال بهذه الشخصية الاستثنائية الخالدة، زايد، حتى يتم ترجمته إلى واقع ملموس في المشهد التعليمي الإماراتي، لابد من التأكيد على ضرورة مراعاة ما يلي: أولاً، على صعيد وزارة التربية والتعليم: لابد من تسمية المادة بما يشد انتباه الطالب ويوضح له الفكرة منذ الوهلة الأولى للقراءة، وأن تكون المادة موزعة على كافة الصفوف الدراسية من الأول الابتدائي حتى الثاني عشر، مع مراعاة المراحل الدراسية المختلفة والمراحل السنية للطلاب، وعلى أن يتناول كل جزء من الأجزاء الاثني عشر جانباً من جوانب شخصية زايد.
ثانياً، على صعيد التعليم العالي: لابد من طرح مساقات معنية بشخصية زايد في كافة الجامعات والمعاهد والكليات، الحكومية منها والخاصة والأهلية، وذات المناهج العربية والأجنبية على السواء.
هنا فقط يتحقق الهدف المنشود من مقترح إدراج «مادة زايد» في المشهد التعليمي الإماراتي.. سواء على صعيد مناهج وزارة التربية والتعليم، أو على صعيد مناهج التعليم العالي.. فالشيخ زايد موسوعة بشرية عالمية، حظيت بحرص الأقلام المثقفة المواطنة والمقيمة والعربية، من تلقاء محبتها، ومختلف المؤسسات الثقافية والاجتماعية والرياضية الوطنية، على جمع أقواله وقصصه وحكاياته ومواقفه الحياتية رحمه الله، لتُصار إلى كتب يتداولها الناس من جيل إلى جيل، تقديراً لمآثره وآثاره، رحمه الله وطيَّب ثراه.

[email protected]