أخجل من كوني «إسرائيلياً»!

03:23 صباحا
قراءة 3 دقائق
نبيل سالم

نحميا شطر سلر، محلل سياسي «إسرائيلي»، لم يتردد في افتتاح مقال له في صحيفة «هآرتس» العبرية نشر في الثالث عشر من إبريل/ نيسان الجاري بعبارة «أنا أخجل من كوني إسرائيلياً».
ويضيف سلر أنه بعد عبارة من هذا النوع، يجب أن تعتذر كي لا تصبح مطروداً، وأنه صدم ولم يصدق ما سمعته أذناه، وأصيب بحالة من الغثيان الشديد، لدى سماعه عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا في التظاهرات بالقرب السياج في قطاع غزة؟
الصحفي «الإسرائيلي» لا يخفي تأييده إعطاء توجيهات إلى قوات الاحتلال «الإسرائيلي» لمنع عبور المتظاهرين من غزة إلى داخل «إسرائيل»، لكنه يعتقد أنه «يجب أن يجري ذلك باستخدام وسائل غير قاتلة كخراطيم المياه، والقنابل المسيّلة للدموع، وطلقات مطاطية موجهة نحو الأقدام. ومن دون استخدام نيران حيّة، وبالتأكيد من دون استخدام نيران حيّة موجهة للقتل».
ويتابع، إن الذي يعطي أمراً بإطلاق نار حيّ على متظاهرين عُزّل غير مسلحين، ولا يعرّضون حياة الجنود للخطر، هو يعطي أمراً واضحاً وغير قانوني، فقط قلب شرير لا يشعر بذلك.
تعليقات الصحفي «الإسرائيلي» جاءت عقب بث الشريط المرعب الذي يُظهر قناصاً يطلق النار على فلسطيني، لا يشكل عليه خطراً بتاتاً. مع تعالي أصوات حماسية وابتهاج من الجنود «الإسرائيليين»، وشتائم موجّهة للضحية بلغة سوقية لا يمكن إدراجها هنا.
هذه الجريمة كما هو معلوم لاقت استحساناً من قبل وزير الحرب «الإسرائيلي» أفيجدور ليبرمان الذي ذهب إلى المطالبة بمنح الجندي «الإسرائيلي» الذي أطلق النار على الفلسطيني الأعزل وساماً، وليبرمان هو الذي يتشدّق بما يدعوه أخلاقية الجيش «الإسرائيلي»، وأنه حسب زعم ليبرمان «الجيش الأكثر أخلاقية في العالم»!.
والمضحك في الأمر أن ليبرمان هذا يحاول تبرير الجريمة بأن الغزاويين كانوا مسلحين بعدة أنواع من الأسلحة، فلديهم مقاليع وإطارات أشعلوها، لا بل ما هو أخطر من ذلك بكثير، حيث أحضر الفلسطينيون المدججون بالسلاح، مرايا جاؤوا بها من منازلهم، لإبهار عيون الجنود «الإسرائيليين».
يا لها من أسلحة فتّاكة يملكها الفلسطينيون، استعملوها في مسيرة العودة !!
ويقول مؤيدو إطلاق النار على الفلسطينيين العزل: إن الغزاويين «أرسلوا أولادهم للقيام بعمليات إرهابية. ومن الجيد أننا أوقفناهم»، واصفين التظاهرة بأنها غزو إرهابي يستهدف تدمير «إسرائيل» وهو ما دفع المحلل «الإسرائيلي» نحميا سلر إلى القول، «من العار أن تكون إسرائيلياً في هذه الأيام.. وهو عار يرافقه شعور حاد بالغثيان».
ومع أن كلمات المحلل السياسي ««الإسرائيلي» المذكور»، ربما تعكس صحوة وإن كانت متواضعة لدى بعض «الإسرائيليين»، إلا أنها قد لا تكون ذات فاعلية في ظل هيمنة التطرف اليميني في «إسرائيل» إلا أن أحداً لا ينكر أن هكذا أصوات تدلل على بداية تشقق النظرية العنصرية «الإسرائيلية»، التي قامت «إسرائيل» على أساسها، حتى بين بعض اليهود أنفسهم الذين استطاعت الحركة الصهيونية خداعهم على مدى عشرات السنين.
أخيراً لا بد من القول إن ممارسات الاحتلال «الإسرائيلي»، ضد أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل رغم ما تتركه من ألم في صفوف الفلسطينيين، إلا أنها تكشف يوماً بعد يوم عري الاحتلال وافتقاره إلى أبسط المعايير القانونية أو الأخلاقية، وهو أمر سيسهم إن عاجلاً أو آجلاً في كشف حقيقة الاحتلال «الإسرائيلي»، باعتباره شكلاً من أشكال العنصرية البغيضة، التي لا تشبه سوى العنصرية النازية التي قادت العالم إلى الحرب العالمية الثانية، بكل ما تركته من ويلات ودمار، ذاقت مرارتها شعوب العالم أجمع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"