الحوثي وتدمير الطفولة

03:38 صباحا
قراءة 3 دقائق
سلطان حميد الجسمي

يسعى العالم اليوم لمحاربة استغلال الطفولة في دول العالم، وبالأخص في الدول الفقيرة التي يتراجع فيها الأداء الاقتصادي والاجتماعي، ويتلاشى الأمن والاستقرار، فيستغل البعض الأطفال لتجنيدهم في القوات المسلحة أو التنظيمات والميليشيات الإرهابية، كما هو حال الحوثي والمخلوع صالح في اليمن، اللذين لا يزالان يقومان بتجنيد الأطفال في الحرب ضد القوات اليمنية الشرعية والتحالف العربي، وأمام مرأى من المجتمع الدولي ومنظماته الحقوقية والإنسانية التي تقف عاجزة أمام هذا الفعل الرديء، وتشكل هذه الظاهرة كارثة بكل المقاييس على المجتمع الإنساني.
آلاف الأطفال جندوا في قوات الحوثي على اختلاف مهامهم، فمنهم من أعطي السلاح والذخيرة ليقاتل في الحرب ضد قوات بلاده الشرعية، ومنهم من ألبس حزاماً ناسفاً ليفجر نفسه في عملية انتحارية ويقتل الأبرياء من شعبه، إلى غير ذلك من أشكال الأعمال الإجرامية التي قتلت فيهم البراءة والطفولة، وحولتهم إلى وحوش متعطشة للدم والقتل والإرهاب.
ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح اليوم تستخدم أبشع الأساليب للضغط على الحكومة الشرعية في اليمن للانسحاب أو التنحي، ومن هذه الأساليب التعرض للمدارس في انتهاك صارخ لكل القيم والمبادئ، حيث تعرضت ميليشيات الحوثي لما يقارب من أكثر من 50 مدرسة أطفال، تاركة خلفها قتلى وجرحى من الأطفال الأبرياء، وذلك لاستخدام هذه المدارس كمعسكرات، وأيضاً وفي عمل جبان كانت هذه الميليشيات ولا تزال تمنع الأدوية في الأماكن التي تسيطر عليها، وتشير تقارير «اليونيسيف» إلى أنه قد لقي ما يقارب من 10 آلاف طفل حتفهم بسبب الأمراض التي كان يمكن وقايتهم منها.
وفي مساعٍ خادعة يسعى الحوثي والمخلوع صالح إلى تجنيد الأطفال بشعارات زائفة، وهي إيهامهم بالانضمام إلى الحرس الجمهوري، ولا شك أن من أسباب ذلك حالات الانهيارات الكبيرة في صفوف الميليشيات، والنقص الشديد في الأفراد والمقاتلين، حيث تم بالفعل توزيع استمارات الالتحاق بالحرس الجمهوري من قبل أعضاء المجالس المحلية الموالية لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح تحت غطاء ضمان وظائف وحوافز.
أساليب غاشمة تنتهك بكل فظاظة حقوق الطفولة، ففي كل منطقة دخلها الحوثي والمخلوع صالح تتحول الطفولة إلى صواريخ جاهزة بفتائل مجهزة للقتل والتدمير مودعة البراءة، واليوم لا تشاهد الأطفال وهم يحملون الحقائب المدرسية، بل يحملون أسلحة نارية، كما هو الحال في المناطق التي يسيطرون عليها.
ما هو مؤكد اليوم أن الحرب في اليمن هي صناعة إيرانية، دعم إيراني لميليشيات الحوثي والمخلوع صالح، وأساليب استخدام الأطفال في الحروب هي متبعة من الأطراف الثلاثة، ففي اليمن أثبت الحوثي والمخلوع صالح لدى المجتمع الإنساني أنهم يستخدمون الأطفال لدواعي الحروب والقتل، وإيران أيضاً تتبع نفس الأسلوب في الدول التي تشارك في الحرب فيها مثل العراق وسوريا، ومما لا شك فيه أنهم يسعون جاهدين إلى زيادة أعداد المقاتلين بإجبار الأطفال على دخول حروبهم القذرة.
على المجتمع الدولي أن يمارس جميع أساليب الضغط والعقوبات على إيران والحوثي والمخلوع صالح لإجبارهم على وقف تجنيد الأطفال في صفوفهم، لما له من عواقب وخيمة على العالم أجمع في المستقبل القريب والبعيد، حيث يتم استغلال هؤلاء الأطفال كوقود للحروب، وتجهيزهم كجنود في معسكرات التدريب، أو تجهيزهم للعمليات الانتحارية، والتي سوف يصل مداها بالتأكيد إلى أوروبا وأمريكا، في إرهاب عابر للحدود، ومن هنا تستمر مخططاتهم القذرة لتخريب الأمن الإقليمي والعالمي باستخدام الأطفال في عملياتهم الإرهابية.
وكما أنهم جعلوهم وقوداً للحروب فإنهم في عملياتهم القتالية والقصف بالصواريخ يستهدفونهم في بداية العمليات، لأن الطفل البريء يكون أقل قدرة على الفرار والاختباء، يقتلون الأطفال بدماء باردة، ويجندونهم ويجعلونهم أداة حرب. ما يفعله المخلوع صالح في اليمن يدل على نكران الجميل للشعب اليمني، وتعاونه مع ميليشيات الحوثي لاستغلال أطفال اليمن هو كارثة تاريخية سجلت ضده، ولن ينساها الطفل اليمني، لقد تجرد صالح والحوثي من الرحمة باستغلال أطفال اليمن في الحرب ضد القوات الشرعية اليمنية وقوات التحالف العربي، وعليهم فوراً وقف استغلال الطفولة، الذي يتنافى مع جميع القوانين الدولية والأعراف التي تدعم حظر استغلال الطفولة لأغراض الحرب.
اليوم تشارك قوات التحالف العربي في محاربة تجنيد الأطفال في الحرب في اليمن، ولها مساعٍ وجهود كبيرة مشهودة دولياً في فك أسرى من الأطفال المجندين في معسكرات ميليشيات الحوثي، وإرجاعهم إلى عائلاتهم معززين مكرمين، لتسجل تاريخاً مشرفاً للعالم الذي شهد على كل عمل كريم وشريف وخير فعلته قوات التحالف العربي تجاه أطفال اليمن الشقيق.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"