برامج "الكبار"

على الوتر
04:02 صباحا
قراءة 3 دقائق

تعرض فضائيات عربية مختلفة العديد من البرامج التي صنعت خصيصاً لخريطة رمضان، وبدلاً من أن تراعى فيها حرمة الشهر الكريم تجاوزت كل الخطوط الحمراء، واعتدت على القيم والمبادئ، وفتشت في خزانات أسرار بعضهم أملاً في فضيحة أو خراب بيت، ورغم كل هذه المغريات إلا أنك نادراً ما تجد أحداً يناقشك أو يفتح معك حواراً عن أحد هذه البرامج أو ما جاء فيها . وهي برامج تصدى لتقديمها من يعتبرون أنفسهم الكبار في عالم الإعلام المرئي، ولكن يبدو أن الناس ملت منهم ومن برامجهم، بعد أن فشلوا في تقديم جديد يدهش الناس ويشغل عقولهم ويأخذ قلوبهم، ولا بد أن ينصرف عنهم القائمون على الفضائيات في الأعوام المقبلة، بعد أن فشلت برامجهم في استقطاب المعلنين، ولكم أن تتخيلوا أن البرنامج الطائش رامز ثعلب الصحراء وحده يستحوذ على إعلانات ضعف ما تستحوذ عليه جميع البرامج التي تعرضها فضائيات مصرية مختلفة ويقدمها هؤلاء الكبار .

الكبار عجزوا عن أن يقدموا جديداً، وداروا في نفس الفلك الذي اعتدناه منهم خلال السنوات الماضية، وأول هؤلاء هو جورج قرداحي الذي قضى عمره التلفزيوني أسيراً لبرنامج مسابقات، وهو من سيربح المليون الذي قدم عدة أجزاء منه على إم بي سي وفي رمضان الحالي يعيده ولم يحدث فيه أي تغيير سوى في الاسم ليصبح المليونير، وماعدا ذلك فالديكور هو ذاته وأيضاً الإضاءة وزوايا التصوير وأداء الكبير جورج قرداحي، ونتيجة أنه عاش عمراً يتحدث بالآلاف أو المليون ريال، التبس عليه الأمر أو فقد تركيزه في إحدى الحلقات ليستبدل الجنيه بالريال .

هل تتخيلون أن مذيعاً شغل الدنيا في بداية من سيربح المليون يظل أسيره عمراً، وعندما فكر في أن يثبت للناس أنه إعلامي ذهب إلى إل بي سي وقدم افتح قلبك ليفشل فيه ويتم فسخ العقد، وبعدها أدرك الكبير أن خروجه من عباءة من سيربح المليون أو المليونير بمنزلة خروج السمك من الماء .

الكبير الثاني الذي يكرر نفسه هو طوني خليفة الذي يقدم برنامج زمن الإخوان ولا يختلف فيه عن الشعب يريد الذي قدمه العام الماضي باستثناء أن الفلول والموقف من الثورة كان محور أسئلة الأخير، في حين أن الإخوان والموقف من الانتخابات والحكومة هو محور أسئلة البرنامج الآني بجانب لجنة التحكيم التي لا تقدم ولا تؤخر .

أما نيشان فقد بدأ برنامجه أنا والعسل مهموماً بالبحث عن عمر الفنانات، والنبش في أسرارهن، ومحاولة فضح خصوصياتهن، وخلق أزمات في حياتهن من خلال أسئلة تتمحور حول الرجل في حياة كل ضيفة، وذلك من خلال برنامج لا يختلف عمّا قدمه سابقاً لا في الشكل ولا في الديكور، ويبدو أن نيشان اختار لنفسه أن يظل أسير الفن وأهل الفن .

وتسير على نهج نيشان المذيعة المصرية سمر يسري في برنامج سمر والرجال باحثة عن فضائح تهدم وتخرب وتدمر العلاقات الأسرية، ومتجاوزة عن كل ما هو أخلاقي، وخادشة للحياء والآداب من دون أن يمنعها أحد، والفرق الوحيد بينها وبين أستاذها نيشان أنه يفتش عن خصوصيات النساء وهي تفتش عن خصوصيات الرجال .

الإعلامي الذي حاول ونجح في التجديد وتغيير جلده هو عمرو الليثي من خلال برنامج الخطايا السبع، وهو برنامج نفسي يغوص في أعماق الضيوف من النجوم والسياسيين للكشف عن خطاياهم ومدى تغلغل الغضب والشهوة والطمع والكسل والحسد والغرور والشراهة في نفوسهم .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب صحفي، بدأ مسيرته المهنية عام 1983 في صحيفة الأهرام المصرية، وساهم انطلاقة إصداراتها. استطاع أن يترك بصمته في الصحافة الإماراتية حيث عمل في جريدة الاتحاد، ومن ثم في جريدة الخليج عام 2002، وفي 2014 تم تعيينه مديراً لتحرير. ليقرر العودة إلى بيته الأول " الأهرام" عام 2019

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"