حملة هستيرية لنتنياهو ضد النواب العرب

05:55 صباحا
قراءة 3 دقائق
حافظ البرغوثي

يصب بنيامين نتنياهو جامّ غضبه كلما اقترب موعد تقديم لائحة اتهام له في قضايا الفساد على النواب العرب، وهذه ثالث موجة تحريض ضدهم خشية تأييد بعضهم لحكومة يشكلها منافسه الجنرال غانتس. وفي كل مرة يختلق إما أزمة خطر أمني وجودي يهدد كيانه، أو يجر «الإسرائيليين» إلى اشتباك في غزة، لكنه في مطلع الأسبوع اختلق خطراً وجودياً جديداً هو احتمال تأييد نواب عرب في الكنيست لحكومة يشكلها غانتس. في الأيام الأخيرة حاول نتنياهو استغلال رد المقاومة على اغتيال القيادي أبو العطا من حركة الجهاد للقول إنه لم يقدم شيئاً مقابل وقف إطلاق النار، واتخذ نواب القائمة العربية المشتركة موقفاً هجومياً ضد العدوان على غزة، وظن أنه مثلما دقّ اسفين بين حماس والجهاد وجعل حركة حماس تراقب القصف «الإسرائيلي» دون مشاركة، إلا أن نتنياهو في اليوم التالي اكتشف أن «الإسرائيليين» أدركوا عجز جيشهم عن الحسم وأنهم أمضوا أياماً في الملاجئ من محيط غزة إلى تل أبيب وأن ثلث سكان الكيان تعطلت حياته وخسروا مئات الملايين من الدولارات. ظن نتنياهو أن الاعتداء على غزة سيوحد الأحزاب اليهودية من حوله وسيستطيع إجبار حزب يمين الوسط «ازرق -أبيض» إلى الانضمام إلى حكومة وحدة قبل توجيه الاتهامات إليه في قضايا الفساد، لكن الجنرالات عادوا إلى مواقفهم السابقة من حيث رفضوا المشاركة في حكومة وحدة بزعامة نتنياهو كرئيس لتكتل اليمين وأصروا على أنهم يريدون الليكود منفرداً وليس ممثلاً لأحزاب اليمين.
ومع اقتراب نهاية الفترة الممنوحة لغانتس لتشكيل الحكومة، عقد نتنياهو مؤتمراً طارئاً لحزبه، شن فيه هجوماً غير مسبوق على أعضاء الكنيست العرب الذين طردهم من الكنيست بعد انتقادهم له إبان القصف على غزة ووصفهم له بأنه «مجرم حرب» وكرر التحريض على المواطنين العرب، واصفاً إياهم ب«داعمي الإرهاب، أعداء إسرائيل»، واعتبر أن تشكيل حكومة أقلية تستند إلى دعمهم هو هجوم قومي تاريخي على «إسرائيل».
وقال إن «تشكيل حكومة أقلية تستند إلى العرب، هو خطر وجودي على دولة «إسرائيل»، وتعبير عن حالة طوارئ ولحظة مصيرية في تاريخها»، واعتبر أنه إذا ما تم تشكيل حكومة أقلية بدعم القائمة المشتركة، سيحتفلون في طهران ورام الله وغزة، كما يحتفلون بعد كل عملية ضد أهداف «إسرائيلية».
في المقابل، أصدرت قائمة «أزرق - أبيض» بياناً جاء فيه أنه «فيما لم يحظ سكان الجنوب (خلال الجولة التصعيدية الأخيرة في غزة) ب«مؤتمر طارئ» كذلك المرضى الذين أُلقي بهم في أروقة المستشفيات، كالعادة، نتنياهو يهتم فقط بنتنياهو»؛ كما غرد الرجل الثاني في القائمة، ليبيد، على حسابه بموقع «تويتر» قائلاً: «طالما أن نتنياهو هستيري من فكرة إقامة حكومة أقلية، فلينضم إلينا في حكومة وحدة، لينفصل عن الكتلة الحريدية المتطرفة، ويوافق على أن يحل ثانياً في اتفاق تناوب مع غانتس على رئاسة الحكومة، ونشكل معه حكومة وحدة خلال 48 ساعة.
ويرفض نتنياهو أيضاً إجراء انتخابات لاختيار مرشحي ورئيس الليكود إن تقرّر حل الكنيست وإجراء انتخابات ثالثة أخرى قريباً.
وينصّ دستور الليكود على إجراء انتخابات لعضوية القائمة ورئاستها في كل مرّة تجري فيها انتخابات عامة، إلا أن الانتخابات لعضوية القائمة لم تجر في انتخابات أيلول/ سبتمبر الماضي، بينما تعود آخر انتخابات لرئاسة القائمة إلى 2015.
وسبق أن دعا أعضاء في الليكود خلال الأسبوع الأخير إلى انتخابات داخلية، في حين أحبط نتنياهو انتخابات على رئاسة القائمة مؤخراً، بعد أن أعلن غريمه داخل الحزب، جدعون ساعر، نيّته الترشّح لها.
ومرّر نتنياهو رسائل لأعضاء في حزبه أنه ينوي تجميد القائمة وعدم إجراء انتخابات إضافيّة، ضمن مسعاه «للحفاظ على وحدة صفوف الحزب»، ومنع تمرّد أعضاء كنيست «من المقاعد الأخيرة» يخشون خسارة مقاعدهم حال أجريت انتخابات إضافية.
ومع ذلك، من المتوقع أن يطلب ساعر إجراء انتخابات على رئاسة القائمة في حال حلّ الكنيست الحالية.
وفي حال فشل غانتس ينتقل التكليف إلى الكنيست التي ستمنح مدة 28 يوماً لاختيار عضو كنيست لتكليفه بالمهمة، فيما تشير الترجيحات إلى أن احتمال إجراء انتخابات ثالثة، لا يزال حاضراً وبقوة. وكانت قناة «كان» قد كشفت، نقلاً عن «مصادر سياسية تحدثت مؤخراً مع مقربين من نتنياهو»، أن طاقم محامي نتنياهو نصحوه، أن يذهب إلى انتخابات ثالثة، لأن هذه الخطوة قد تمنح نتنياهو مزيداً من الوقت للتعامل مع ملفات الفساد التي تلاحقه، ويوفر له الفرصة بإدارة ملفاته في مواجهة النيابة العامة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"