رامز ثعلب الصحراء

على الوتر
03:47 صباحا
قراءة 3 دقائق

بلغ الفنان رامز جلال قمة الإجرام في عالم المقالب التلفزيونية من خلال برنامج رامز ثعلب الصحراء الذي يقدمه يومياً على شاشة قناة الحياة المصرية، حيث استوحى فكرته من أجواء الفلتان الأمني والبلطجة وقطع الطرق التي عاشتها مصر عقب ثورة 25 يناير، وقرر أن يقطع الطريق على 30 فناناً، ولكن ليس باستخدام السلاح الأبيض، وإنما باستخدام وسائل التفجير وضرب النار وكل ما يمكن أن يرهب ويرعب ضيوفه .

البرنامج لعبة من ألعاب الكاميرا الخفية، التي بدأت بالمقالب الخفيفة، وتطورت وانتشرت سنوات، ثم بدأت تتلاشى بعد أن مل الناس منها ورفضوا مضمونها وعواقبها، ولكن الممثل الشاب رامز جلال لم يسر في الركب ويتخلى عن هذا النمط البرامجي، بعد أن ذاق طعم نجاحه وعائده المادي خلال العامين السابقين من خلال رامز حول العالم ورامز ثعلب الصحراء ولكنه قرر أن يصل به إلى قمة ما تبلغه أفلام الأكشن والإثارة الأمريكية، خصوصاً أن الأجواء في مصر قد تحتمل ذلك الآن .

البرنامج من أوله إلى آخره يقوم على الخداع، حيث يتم الاتفاق مع الضيوف على أنهم سيسافرون إلى الغردقة لتصوير برنامج مع الفنان عزت أبوعوف، وهو ما تم الاتفاق مع الأخير عليه حتى يؤكده في حال اتصل أحدهم به، وبعد الوصول إلى مطار الغردقة يركب الضيف حافلة سياحية تقل أناساً متعددي الجنسيات، ويتم اقناعه بذلك بدعوى أنه لدواعٍ أمنية، وبمجرد صعوده يجلس إلى جوار فتاة أجنبية تفتح حواراً معه حتى يبلع الطعم كاملاً، وعند نقطة معينة في الطريق تبدأ سيارتان بمطاردة الحافلة وإمطارها بوابل من الرصاص ثم يتم إيقافها وتفجير قنبلة ليسقط زجاجها كاملاً، وهو ما ينجم عنه حالة من الصراخ والبكاء والنحيب يؤديها كل من في السيارة، ويتم تسليط الكاميرا على الضيف لمتابعة رد فعله الذي دائماً ما يكون في حالة من الرعب، وموقفه من الفتاة الجالسة إلى جواره، وهل يفكر في مساعدتها أم لا يفكر سوى في نفسه، ليصعد رامز ملثماً وعصابته، ويعصبون عيني الفنان وسط أجواء من ضرب الرصاص ويقتادونه إلى خارج السيارة وبعد أن يصل الرعب مداه يكشف رامز عن نفسه .

بعض الفنانين يقاوم، وبعضهم تصيبه حالة هستيرية، وبعضهم يظل يتمتم بالدعاء وكلمات الوداع للحياة الدنيا، وبعضهم يلتزم تعليمات العصابة أملاً في النجاة، وبعضهم يتوسل ويستجدي، الوحيد في الحلقات الماضية الذي اكتشف اللعبة ورد على الخداع بخداع، هو حسن الرداد، الذي مثل أنه دخل في غيبوبة فحسبوا أنه مات ليذوقوا الرعب الذي يتجرعه الآخرون على أيديهم يومياً .

ردود فعل الفنانين أيضاً متفاوتة، وإن كان الجميع بعد أن يكتشف الحقيقة يلقي بوابل من الشتائم على رامز جلال، وبعضهم يشبعه ضرباً مثل محمد فؤاد الذي استمر يضربه ساعة كاملة، وزوج سيرين عبدالنور الذي هشم كاميرتين انتقاماً لها .

البرنامج مجموعة مواقف وتصرفات مضحكة، وقد تم إعداده وتجهيزه بما يضمن عدم إصابة أحد خلال التفجيرات وتهشيم الزجاج وضرب النار من خلال الاستعانة بخبراء في التفجيرات والرصاص وسيارة إسعاف تلاحقهم خشية إصابة أي من الضيوف بأزمة قلبية نتيجة الصدمة، وهو أمر غير مستبعد في مثل هذه البرامج التي لا ينشغل القائمون عليها بعواقبها على حياة الناس وتأثيرها فيهم، خصوصاً إن كانوا ممن يعانون أمراض القلب، ولكنهم ينشغلون بأن ينافسوا بها فقط، ويحصلوا على العائد المادي المغري .

رامز جلال عاشق للمغامرات، وشاب طايش لدرجة أنه عندما فكر في بطولة فيلم اختار له أحلام الفتى الطايش، ولكن أن يدفع الآخرون ثمن طيشه وتهوره، فهذا هو ما يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير محمودة، ويكفي ما فعله مع فنان كبير مثل حسن حسني، لندرك أن البرنامج مزحة ومقلب قد يدفع الضيف حياته ثمناً لهما .

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتب صحفي، بدأ مسيرته المهنية عام 1983 في صحيفة الأهرام المصرية، وساهم انطلاقة إصداراتها. استطاع أن يترك بصمته في الصحافة الإماراتية حيث عمل في جريدة الاتحاد، ومن ثم في جريدة الخليج عام 2002، وفي 2014 تم تعيينه مديراً لتحرير. ليقرر العودة إلى بيته الأول " الأهرام" عام 2019

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"