رحم الله خلفان الرومي

04:27 صباحا
قراءة دقيقتين
د. عارف الشيخ

يصعب عليّ أن أكتب عن فقيد مثل خلفان بن محمد الرومي، ويصعب عليّ أكثر لو لم أكتب عنه؛ وكيف لا أكتب عنه وقد كان الرجل، رحمه الله، ملء السمع والبصر، وملء الشعور والإحساس.
إن يوم الأربعاء 4 إبريل، 2016، كان يوماً ثقيلاً عليّ، عندما سمعت خبر وفاة «أبي فيصل»، وتذكرت أني فقدت قبله رفيق دربه الدكتور عبدالله عمران، ومن تتلمذت على أيديهم، ورافقتهم برهة من الزمن، أستمتع بتلك الأخلاق العالية، وأكتسب منهم تلك الصفات العصامية التي يصعب أن أجدها في أبناء اليوم وجيل المستقبل.
إن خلفان الرومي الذي يعتقد أنه من مواليد 1943، يمثل مسيرة حافلة بالإنجازات العلمية والتربوية والصحية والاجتماعية والإعلامية.
وعندما انتقل إلى جوار ربه، ترك فراغاً كبيراً في البيت الإماراتي الذي ترعرع فيه هو وأمثاله.
ورثاه كبار قادة هذا الوطن ومثقفيه، بأطيب الكلام وأنبله.
وما لمسته فيه بنفسي، كثير أيضاً، ابتداء من يوم تعرفت إليه عام 1972 وكنت يومئذ أقدم أوراقي إلى قسم البعثات في وزارة التربية، يوم كانت الوزارة في بناية الشيخة لطيفة على خور دبي.
وبعد عودتي من مصر، عاصرته وهو ينتقل من منصب إلى منصب، وزرته في مكتبه في أبوظبي يوم كان وزيراً للإعلام، فاستقبلني في غاية التواضع.
وكنت بعد ذلك ألتقيه عند فقيدنا الآخر الدكتور عبدالله عمران، وفي بعض المجالس والمناسبات، وفي مجلس صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد كل ثلاثاء، وشرّف مجلسي، يوم شرُفت بدعوة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، إلى مجلسي في الخوانيج ولاتزال صورته موجودة بين الصور.
وكان آخر اتصالي به قبل أشهر، عندما طلبت منه أن يمدّني ببعض الصور والأخبار الخاصة به يوم كان يعمل في الحقل التربوي، فأكد لي أنه اشتغل في تعليم الكبار في الشارقة، قبل أن يُعيّن نائبا لرئيس معارف الشارقة عام 1968.
واعتذر عن عدم وجود صور، لكونه لم يحتفظ بشيء منها، لكنه رغم معاناته المرض، لم ينسني، فبعد أيام اتصل بي، وأخبرني بأنه وجد صورة للمبنى الذي كان فيه المكتب عام 1968.
وها أنا اليوم أراجع مسوّدة كتاب «تاريخ التعليم في الشارقة»، لأسلمه إلى دار «منشورات القاسمي» لطبعه، وسوف يجد القارئ فيه بعض أخبار خلفان الرومي الأب والأخ والأديب والصديق والناصح.
نعم... توفي الأستاذ والمعلم القدير، فرحمه الله، ورزقه أجر الشهيد على مرضه العضال الذي لازمه أكثر من سنة، ورزق أبناءه، وكل آل الرومي الصبر والسلوان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

مؤلف وشاعر وخطيب. صاحب كلمات النشيد الوطني الإماراتي، ومن الأعضاء المؤسسين لجائزة دبي للقرآن الكريم. شارك في تأليف كتب التربية الإسلامية لصفوف المرحلتين الابتدائية والإعدادية. يمتلك أكثر من 75 مؤلفا، فضلا عن كتابة 9 مسرحيات وأوبريتات وطنية واجتماعية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"