ضيفة "أوبرا" تتعرض لانتقادات لاذعة

03:52 صباحا
قراءة 3 دقائق

مساء السبت الماضي، كان الإماراتيون على موعد مع حلقة جديدة من برنامج أوبرا ونفري التلفزيوني الذي تبثه قناة MBC4، وقد كانت لتلك الحلقة أهمية خاصة، إذ كان الجميع يترقبون الحديث عن مدينتنا الحبيبة دبي التي جرى تقديمها كإحدى أسعد المدن في العالم إلى جانب مدن أخرى مثل كوبنهاجن، ريو ديجينيرو واسطنبول.

كانت وينفري مقدمة البرامج المتربعة على عرش المقابلات التلفزيونية الحوارية، قد زارت كوبنهاجن حيث التقت بسيدتين في منزلهما، وسلطت الأضواء على أسلوب حياتهما المعتدل العامر بالسعادة.

وكانت مدينتنا الحبيبة التي نعتز ونفتخر بها دبي، المحطة الثانية التي توقفت فيها أوبرا، وبعد مقدمة جميلة مع أنها بدت لي سريعة بالنسبة لما قدمته دبي من انجازات، اتصلت أوبرا عبر كاميرا الانترنت بالطبيبة الممارسة العامة الاماراتية، الدكتورة لميس حمدان التي تحدثت عن حياتها وعن عائلتها، كما تحدثت عن منزلها وعن مدينتنا دبي بحرية وثقة، وأظهرت معرفة وسعة اطلاع.

ودعت الدكتورة لميس، أوبرا لدخول منزلها والتجول فيه عبر الكاميرا، وقدمت عائلتها للمشاهدين، وبدت فخورة للغاية خصوصاً عندما تحدثت عن تراثها وقربها من عائلتها العريقة.

بعد ذلك، بدأت أوبرا بطرح الأسئلة، وتحدثت الدكتورة لميس عن الرعاية الصحية المجانية التي توفرها دولة الامارات لرعاياها، على عكس ما جرى في الولايات المتحدة التي يعاني شعبها من صعوبات كثيرة في هذا الإطار.

كما أضافت الدكتورة لميس قائلة إن دولة الإمارات لا تلزم شعبها بدفع الضرائب كما هي الحال في بلدان أخرى. وقد أثار هذا الموضوع إعجاب أوبرا، التي ما لبثت أن انتقلت للحديث عن طريقة اللباس في دولة الإمارات، وقد أخبرتها الدكتورة أنها ترتدي الجلابية، وهي ثوب تقليدي، وأنها لم ترتد الشيلة التي توضع كغطاء للرأس مع العباية وهي الزي التقليدي، على عكس شقيقاتها اللواتي التزمن بها.

وذكرت الدكتورة لميس أن العباية والشيلة جزء من ثقافة الإمارات، وأن للمرأة الحرية في ارتدائهما أو لا.

كان كل شيء في المقابلة واضحاً ولطيفاً، لكن بمجرد انتهاء الحلقة، انهالت على الهواتف المتحركة رسائل نصية قصيرة تشن هجوماً قاسياً على الطبيبة، لميس حمدان، وتتهمها بتشويه صورة الإسلام ودبي معاً، وقد بدا واضحاً أنهم قصدوا ما ذكرته الدكتورة عن العباية.

من ناحيتي، لا أظن أن الدكتورة لميس قد أساءت إلى دبي بأي شكل من الأشكال، فقد تحدثت عن العباية على أنها مظهر ثقافي وزي للنساء في الإمارات حرية الاختيار في ارتدائها أو لا.

من جهة أخرى، فإن الامارات دولة تفخر بمنح أبنائها حرية الرأي والتعبير، وهذا بالضبط ما أرادت الدكتورة لميس أن تبثه من خلال حديثها، وأظن أيضاً أن هناك مبالغة كبيرة في اتهامها بالإساءة إلى الإسلام، فهي لم تأت على ذكر الحجاب زي المرأة الشرعي في الإسلام، ففي العالم الإسلامي أجمع، ترتدي النساء الحجاب، أما العباية فهي زي المرأة في دول الخليج، وخصوصاً في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وما أذهلني في الواقع هو ذلك الهجوم المتسرع وغير المنطقي الذي تمثل بإطلاق وابل من الانتقادات القاسية والمتهورة عوضاً عن محاولة فهم الدكتورة لميس التي تحدثت عن حياتها الخاصة ولم تشمل الآخرين بها، وعلينا نحن كمواطنين عموماً، وكنساء خصوصاً، أن نبقى بعيدين عن مثل هذه الانتقادات اللاذعة التي تشبه الأنصال الحادة، وأن نقدر جملة لا تفصيلاً تمثيل الدكتورة لميس للأمهات المتعلمات والعاملات في دولة الإمارات العربية المتحدة.

وعقب قراءة الكثير من الرسائل المتمادية في تضليلها بدا واضحاً أن الغيرة باعثها، ولعلي لا أجد مفراً من مناشدة مواطنينا أن يكونوا أكثر تقبلاً وتسامحاً كحال البلد الذي نمثل.

وعوضاً عن مهاجمة واحد منا ينبغي علينا أن نأخذ العبرة والقدوة من حكومتنا المتسامحة التي تصحبنا بدعمها وتمكننا من المضي قدماً.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​رئيس تحرير صحيفة Gulf Today الإماراتية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"