كيم وبوتين وثالثهما ترامب

03:17 صباحا
قراءة دقيقتين
مفتاح شعيب

حط الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون رحاله في مدينة فلاديفوستوك الروسية؛ ليعقد قمة، هي الأولى من نوعها، مع الرئيس فلاديمير بوتين، وتأتي بعد قمتين عقدهما كيم مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحديث يجري عن قمة ثالثة؛ لبحث إبرام اتفاق حول القضية النووية لكوريا الشمالية والأمن في جنوب شرقي آسيا.
توقيت القمة الروسية- الكورية الشمالية مثير للكثير من الأسئلة، بالنظر إلى التوتر الملاحظ على محاور عدة، فالعلاقة بين بيونج يانج وواشنطن لا تبدو في أحسن حالاتها، رغم سياسة «ضبط النفس»، التي تتظاهر بها إدارة ترامب؛ رداً على تصريحات كورية شمالية «تصعيدية»، وتقارير عن استئناف التجارب الصاروخية. والعلاقة بين واشنطن وموسكو محافظة على توترها المعهود، وكثرت نقاط التصادم بين سياستي البلدين بدءاً من سوريا مروراً بإيران وفنزويلا وصولاً إلى كوريا الشمالية، والخلاف المتصاعد على معاهدة الصواريخ متوسطة المدى؛ بعدما انسحب منها البلدان. ولا شك أن قمة كيم وبوتين ستتطرق إلى مختلف هذه القضايا، رغم أن العنوان الظاهر هو بحث العلاقات الثنائية، ومسألة السلام في شبه الجزيرة الكورية.
من المعروف أن كوريا الشمالية بلد يلفه الغموض، ولا ينكشف على الخارج بسهولة، وتخضع سياساته إلى مزاج زعيمه وتقلباته، فقبل نحو عام كانت العلاقة بين كيم وترامب على شفا حرب، وكانت تصريحات الطرفين توحي بذلك؛ لكن مفاجأة حصلت في وقت لم يتوقعه أحد؛ إذ التقى الرجلان في يونيو/حزيران الماضي بسنغافورة، وعقدا قمة تبدلت بعدها لغة التهديد إلى ثناء متبادل، ثم التقيا ثانية بهانوي في فبراير/شباط الماضي، ومنذ ذلك الحين أصاب الجمود المفاوضات بين الطرفين، ويبدو أن الصفقة التي كان يبحث عنها ترامب لم يجدها؛ لتعود العلاقة مجدداً إلى اللغة الجافة، وهناك توقعات بأن «القمة الثالثة» لن تعقد؛ لأن ما تطلبه واشنطن من الصعب على بيونج يانج أن تنفذه.
في ضوء هذه المعطيات يأتي اللقاء بين كيم وبوتين، وهو لقاء لديه بنك من الأهداف للطرفين، فكيم يريد أن يستوثق من دعم بوتين إذا اضطر إلى التصعيد مع الولايات المتحدة. ومن المتوقع أن يحصل على هذا الأمر لسببين، الأول أن بوتين يقود سياسة ضد الغرب والولايات المتحدة بالذات وفق نهج لا يختلف كثيراً عن سياسات الكرملين السوفييتي، وثانياً أن العلاقة الممتازة بين روسيا والصين يمكن أن توفر حماية واسعة لكوريا الشمالية، وتجعل موقفها قوياً إزاء أي ضغوط أو تهديدات أمريكية. وفي هذا السياق، ربما لا يستبعد أن تنسف قمة كيم وبوتين كل «التفاهمات» التي توصل إليها كيم وترامب. وحينئذ ستخرج الأزمة من السياق الأول إلى سياق أكبر يشمل كل القضايا الخلافية بين الأقطاب الدولية، وبصورة أوضح بين روسيا والصين والولايات المتحدة وبعض الحلفاء.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"