نتنياهو يبحث عن طوق نجاة

02:48 صباحا
قراءة 3 دقائق
حافظ البرغوثي

اقترب الناخبون «الإسرائيليون» من جولة انتخابات جديدة هي الثالثة، أو من حرب جديدة للخروج من الأزمة السياسية التي ما زالت تستعصي على الحل رغم جولتين انتخابيتين لم تغيرا في الخريطة السياسية كثيراً، بسبب الانقسام الحاد في توجهات الرأي العام بين معسكرين، هما اليمين والوسط ومن ضمنه اليسار.
العقبة الكأداء في الأزمة من لحم ودم، فبنيامين نتنياهو يصّر على أن أية حكومة وحدة مع الوسط يجب أن تكون برئاسته حتى يتمكن من الهروب إلى الأمام في حالة توجيه تهم له وإحالة ملفات الفساد المتهم فيها إلى المحكمة، حيث بات من المرجح أن تتم إحالة ملفاته إلى المحكمة. إنه يريد الحصانة من وراء ترؤس الحكومة لمدة سنتين بالتناوب مع منافسه الجنرال غانتس الذي يحاول تشكيل الحكومة الحالية بعد فشل نتنياهو، كما يتمسك نتنياهو من جانبه بكتلة اليمين التي تضم أحزاب اليمين وتشكل 55 عضواً في الكنيست ويفاوض باسمها، مبدداً آمال الجنرال غانتس في جذب بعض الأحزاب إلى حكومته من اليمين، كما أن ليبرمان المؤثر في المعادلة السياسية «الإسرائيلية» ما زال مصراً على حكومة وحدة بين الليكود والوسط وحزبه، ويرفض أية حكومة مع الأحزاب الدينية، كما أنه يرفض الانضمام إلى حكومة أقلية يؤيدها أعضاء الكنيست العرب الذين يصفهم ب«طابور خامس».
ويتخوف بعض قادة حزب الوسط المنافس وهم الجنرالات بيني غانتس وموشيه يعالون وغابي أشكنازي من أنه بسبب الوضع السياسي الصعب لنتنياهو، وإلى جانب وضعه الصعب من الناحية القانونية فهو مهدد في نهاية حياته السياسية، فالمستشار القضائي قد يوجه اتهامات له خلال أسبوعين ما يعني خروجه من الحياة السياسية ومنعه من خوض الانتخابات، لذا فإنه يعد الأيام وسيحاول الإفلات بأي ثمن ولو كان ذلك من خلال القيام بمغامرات عسكرية.
وقد دق نتنياهو طبول الحرب عدة مرات في الآونة الأخيرة بهدف الذهاب إلى حكومة وحدة مع حزب الجنرالات وإظهارهم وكأنهم العقبة أمام الوحدة، حيث سبق لدولة الاحتلال أن شكلت حكومات وحدة بين الأحزاب عشية كل حروبها السابقة، ونتنياهو يتحدث هنا عن خطر إيراني وهجوم داهم قريب.
وقال أحد الجنرالات: «إنه يحظر الآن منحه (نتنياهو) إمكانية أن يشد الخيوط أكثر مما ينبغي. فالوضع حساس وقابل للاشتعال أكثر من أي وقت مضى. وإلى جانب الحقيقة أنه لا يوجد إلى جانبه حكومة أمنية مصغرة ذات أهمية، علينا أن نكون قلقين».
وجاءت أقوال الجنرالات بعد التصعيد في لهجة نتنياهو ضد إيران وحزب الله وبعد أن وجد صعوبة في توجيه غارات في سوريا ضد التموضع الإيراني لمعارضة روسيا أكثر من ذي قبل، وقد حذر مراراً من أن «إسرائيل» تواجه تهديداً من جانب إيران وهدد بتوجيه ضربة شديدة لإيران، بعد وقت قصير من إعلان حزب الله أنه أطلق صاروخاً مضاداً للطائرات باتجاه طائرة «إسرائيلية» مسيرة في أجواء جنوب لبنان.
وقال نتنياهو: «إن مستوى جرأة إيران يرتفع بسبب غياب رد فعل».
وأضاف نتنياهو: «إن إسرائيل لن تدير خدّها الثاني. والقوات الإيرانية تتسلح دون توقف، ونحن جاهزون لمواجهة التهديدات ولن نتردد بإنزال ضربة شديدة. ومن يتجه إلى العدوانية سيقابل بحزم كامل ويتكبد ثمناً باهظاً».
لكن منافسه الجنرال غانتس رد عليه قائلاً بأن الجيش «الإسرائيلي» قادر وحده على مهاجمة إيران دون مساعدة من أحد وخاطب بعض قادة اليهود في اجتماع في القدس قائلاً لدينا خبرة مئة سنة من الحروب في إشارة إلى خبرات الجنرالات الثلاثة في حزبه.
وفي المقابل، فإن بعض المحللين «الإسرائيليين» يستبعدون أي مغامرة إيرانية ضد «إسرائيل» بسبب الوضعين في العراق ولبنان لكن الحروب الخارجية تغطي على الأزمات الداخلية في كثير من الأحيان كما هو وضع نتنياهو الآن.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"