نتنياهو يتحايل لتفادي محاكمته

02:56 صباحا
قراءة 3 دقائق

فينيان كانينجهام*

يواجه رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو خطر إحالته إلى القضاء فور انتهاء ولايته في الحكم، ولهذا أخذ يفتعل توترات عسكرية مع سوريا وإيران بدعم من حليفه الأمريكي دونالد ترامب، الذي يواجه هو أيضاً مساءلة قانونية في الكونجرس.
يبدو أن التصعيد العسكري «الإسرائيلي» المفاجئ في شن ضربات جوية على مواقع إيرانية في سوريا في هذا الوقت بالذات ليس مجرد مصادفة، إذ يأتي بالتزامن مع احتمال قرب نهاية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المحاصر باتهامات في قضايا فساد.
ويسعى نتنياهو حالياً إلى تجنب محاكمته في قضايا فساد من خلال لعب دور الرجل القوي في مسائل الأمن. فهو يجد نفسه في وضع خطر. فإذا ما فقد منصب رئيس الحكومة، فسوف يواجه على الفور محاكمة قد تنتهي بسجنه مدة قد تصل إلى 13 سنة في حالة إدانته بتهم الفساد الموجهة إليه.
ونتنياهو، البالغ من العمر الآن 70 سنة، هو رئيس الوزراء الذي حكم لأطول مدة في تاريخ «إسرائيل»، حيث حقق أربعة انتصارات انتخابية متتالية على رأس ائتلافه اليميني «الليكود». وبقدر ما يستطيع التشبث بالسلطة، يمكنه تأخير يوم الحساب أمام القضاء، حيث إن منصبه يمنحه حصانة من المحاكمة طالما أنه في السلطة.
وتمر «إسرائيل» حالياً في مأزق سياسي شديد الخطورة بالنسبة لنتنياهو. فبعد إجراء انتخابات عامة مرتين هذا العام، لم يستطع أي من نتنياهو ومنافسه بيني جانتس، زعيم تحالف أبيض أزرق، تأمين أغلبية برلمانية تضمن تكليفه بتشكيل حكومة.
ونتنياهو لا يزال رئيساً للوزراء، ولكن الكنيست يمكن أن يصوت في الأسابيع القليلة المقبلة لاختيار رئيس وزراء جديد، وإلا فسوف يتم تنظيم ثالث انتخابات عامة خلال فترة تزيد على السنة بقليل. ونتنياهو يحتاج إلى البقاء في الحكم حتى يتجنب المحاكمة. وهذا يعني أنه من الممكن جداً أن يزيد من حدة التوترات مع سوريا وإيران، وحتى أن يفتعل اشتباكات عسكرية، وأن يزيد أيضاً من حدة التوترات مع الفلسطينيين.
ويعرف عن نتنياهو أنه كان دائماً يقدم نفسه كمدافع متحمس عن «أمن إسرائيل» بهدف كسب أكبر عدد ممكن من أصوات الناخبين. ولكن في الأسابيع الأخيرة، وصلت تحقيقات جنائية مستمرة منذ ثلاث سنوات إلى مرحلة توجيه اتهامات إلى نتنياهو تتعلق بقضايا تلقي رشى، وتزوير، واستغلال السلطة. وفي محاولة لتجنب إحالته إلى محاكمة، أو على الأقل تأخير إحالته إلى القضاء لأطول وقت ممكن، أخذ نتنياهو يفتعل توترات مع سوريا وإيران.
يذكر أن الجيش «الإسرائيلي» يعتمد عادة سياسة الامتناع عن تأكيد أو نفي شن ضربات عسكرية في سوريا أو بلدان أخرى في المنطقة. ولكن في الأسابيع الأخيرة، أخذ قادة «إسرائيليون»، بمن فيهم نتنياهو، يتباهون بقدرة «إسرائيل» على توجيه ضربات «ضد أهداف معادية في سوريا».
وبموازاة ذلك، أخذ نتنياهو في الأشهر الأخيرة يكثر من تصريحات يعلن فيها أنه في حال فوزه في انتخابات جديدة، فإن حكومة برئاسته سوف تضم بالتأكيد مناطق واسعة من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة. ويشكل موقف نتنياهو هذا تحدياً للمجتمع الدولي، حيث إن القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة جميعها تعتبر المستوطنات «الإسرائيلية» غير مشروعة.
ومن الواضح أن ترامب يريد مساعدة نتنياهو لأسباب تتعلق بأجندته الداخلية الخاصة، بحيث يكسب دعم اللوبي اليهودي النافذ في الولايات المتحدة. إذ إنه يواجه هو أيضا احتمال مساءلته وإقالته في الكونجرس بسبب تعامله غير القانوني مع أوكرانيا. وهذا ما يفسر موقفه المؤيد لنتنياهو في مسألة إثارة توترات مع إيران، إذ إن كلاً من ترامب ونتنياهو يعتقد أن مثل هذه التوترات يمكن أن تنقذه من مشكلاته القانونية الداخلية.

* كاتب وصحفي بريطاني موقع «استراتيجيك كلتشر»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"