نزاعات تؤثر في الغذاء

02:36 صباحا
قراءة دقيقتين
د. لويس حبيقة

مهما تعقدت الأمور وتفاقمت النزاعات الأمنية والسياسية، يبقى إنتاج الغذاء وتوافره في كل المناطق هو الأهم للتنمية وللحفاظ على الحقوق الإنسانية. هناك نزاعات كبرى تؤثر في القطاعات الاقتصادية، وفي طليعتها الزراعة. العالم يعيش اليوم في ظروف انتقالية، نتيجة تغيرات فرضت نفسها على الخريطة السياسية العالمية.
التأثيرات الاقتصادية لمجمل النزاعات (حول العالم) كبيرة وتضر بالتنمية والنمو وبالتالي بالتحسن المعيشي لأكثرية دول العالم مباشرة أو بصورة غير مباشرة.
ثمانية أشخاص يملكون ثروة تعادل ما يملكه نصف سكان للعالم. موازنة مؤسسة «بيل وميلندا غايتس» الخيرية هي أعلى من موازنة منظمة التغذية العالمية الموجودة في روما. حوالي 40% في سكان العالم أو 2.8 مليار شخص اليوم يعانون مشكلة غذائية.
المدهش أن المناطق النائية الزراعية، حيث مصدر الغذاء هي المتضررة الأولى من سوء التغذية ومن الجوع تحديدا. حوالي 70% من الأشخاص الذين لا يأكلون حتى الشبع يعيشون في المناطق النائية. هناك سوء توزع للأراضي في كل دول العالم، ما يعني أن من يملك الحصص الكبيرة غير مهتم بالزراعة، ومن يملك الحصص الصغيرة غير قادر على الإنتاج والتوزيع. هناك ضرورة لمواجهة المضاربات على السلع الغذائية الرئيسية التي تسبب ارتفاعا كبيرا في الأسعار. إن العلاقات التجارية العالمية وشروطها بحاجة إلى تحديث حتى لا يأكل الغني والقوي دائماً إنتاج الفقير والضعيف. ما هي الحلول الممكنة لمشكلة الغذاء الناتجة عن تفاقم النزاعات السياسية والأمنية؟
أولا: يجب مساندة الزراعة العائلية والإنتاج البيولوجي الطبيعي الصحي الخالي من السماد والأدوية، بحيث يصبح المزارع العادي سيد نفسه. فالزراعة العائلية تنتج حوالي 80% من الإنتاج العالمي ولا تستثمر إلا 12% من الأراضي.
لهذه الزراعات عائد مرتفع، إضافة إلى احترامها للقواعد البيئية المعروفة عاليا. وكي تزدهر الزراعة العائلية، يجب إيصال المدرسة والمستشفى إلى الريف حتى لا يغادره السكان. أما الإنتاج الطبيعي، فله تقنياته، وليس مؤكدا أن جميع سكان الريف يعرفون هذه العلوم وأدواتها.
ثانيا: زيادة الإنتاج الزراعي الصحي عبر التقنيات الحديثة، كما عبر مشاركة فاعلة للمرأة في الإنتاج والتسويق.
فالمزارع لا يأخذ حقه في القيمة النهائية للإنتاج التي يسلبها منه الوسطاء. مشاركة المرأة ضرورية في الإنتاج إذ تسهم في تخفيض الأسعار المسببة الأولى للجوع عالمياً. يجب إصلاح الأراضي المستعملة والتربة لرفع الإنتاج، كما يجب إدخال مساحات جديدة إلى الإنتاج خاصة في الدول الفقيرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​خبير اقتصادي (لبنان)

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"