ارتبط اسمه بالتعليم العالي، كما ارتبط اسمه بالخُلق العالي، ذلكم هو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان الذي أبى إلا أن يكون ذلك الرجل الذي يشار إليه بالبنان .
إن نهيان بن مبارك البار بمجتمعه ووطنه، كان قبل ذلك باراً بوالده، وقد ضرب أروع المثل في خدمة والده حتى انتقل إلى جوار ربه، وهو عنه راضٍ والله تعالى راضٍ عنه إن شاء الله .
ومن كبر مقامه عند رب العباد، كان حَرِياً بأن يكبر مقامه في قلوب العباد، وقد ورد في الحديث الشريف أن الله تعالى إذا أحب عبداً من عباده، نادى في ملائكته بأنه يحب فلاناً، فتحبه الملائكة، ثم يلقي الله تعالى حبه في قلوب العباد .
الشيخ نهيان بن مبارك رمز من رموز دولة الإمارات التي لا تنسى، فهو له حضوره في الوسط التعليمي التربوي، وفي الوسط الاجتماعي والثقافي والفكري، ولا يكاد يُذكر بيت في الإمارات إلا وشرّفه نهيان بن مبارك بزيارة، إما في الأفراح وإما في الأحزان .
ومن كان على هذا القدر من التواصل مع مجتمعه، وهو من هو؟ وإلى أيّ أسرة ينتمي؟ فإنه من حقه على الناس أن يحبوه .
نعم . . نهيان بن مبارك صوتٌ ألفه المثقفون والتربويون في المنتديات الثقافية والفكرية والعلمية والتربوية والاجتماعية .
وهو صورة رسخت في أذهان الناس وعقولهم، فلا يمكن أن ينسوه، ولو حاولوا أن ينسوا ذكّرتهم طائرته الخاصة التي يتنقل بها في جولاته، فكلما سمعوا صوت الهليكوبتر في صباح أو مساء، قالوا وصل الشيخ نهيان بن مبارك .
نهيان بن مبارك سوف تتذكره الأجيال التي تعوّدت عليه عبر ثلاثين سنة، فكان ملء أسماع الطلبة والطالبات، وملء أبصار الأساتذة والدكاترة، في مؤسسات التعليم العالي الثلاث: جامعة الإمارات، وجامعة زايد، وكليات التقنية العليا .
لقد استطاع من خلال إدارته لوزارة التعليم العالي، أن يُنَفذ سياسة زايد رحمه الله تعالى في مجال التعليم العالي، واستطاع أن يحقق التوازن والعدالة بين طبقات المجتمع، فجعل التعليم متاحاً لكل طالب وطالبة من أي طبقة كان .
ووفر قبل ذلك النظام الصارم الذي لم يفرق بين هذا وذاك، بل طوّر النظام والمنهج ولغة التعليم، حتى أصبحت مؤسسات التعليم العالي في دولة الإمارات مضرب الأمثال في العالم، ما شجع الكثير من الدول أن تنقل جامعاتها أو تفتح لها فرعاً في دولة الإمارات، فنجد اليوم عشرات الجامعات الأجنبية تفتح أبوابها هنا، من خلال بوابة وزارة التعليم العالي التي سهر على وضع لبناتها الأولى الشيخ نهيان بن مبارك .
نعم . . وستبقى تلك الشجرة التي غرسها زايد، وتعهدها بالرعاية نهيان، طالما تنعم دولة الإمارات بسياسة حكيمة في ظل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة . وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وكذلك الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يؤكدان دائماً أن نهج خليفة هو نهج زايد .
ونتمنى نحن أبناء هذا الوطن المعطاء أن يكون نهج الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي الآن هو نهج الشيخ نهيان بن مبارك .
أما الشيخ نهيان وهو اليوم أصبح وزيراً للثقافة والشباب وتنمية المجتمع، فينتقل إلى ميدان في الجانب الآخر من التعليم، وهو الثقافة التي يعرّفها أحد العلماء الكبار بأنها: أن تعرف كل شيء عن شيء، وتعرف شيئاً عن كل شيء .
إذن، نهيان بن مبارك عطاء لا ينفد كما قلت في البداية، وهو حب لا ينسى في النهاية، ووفاء يتجدد كل صباح وكل مساء .
