هويتنا الوطنية

01:57 صباحا
قراءة دقيقتين

اعتمد صاحب السّمو الشّيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدّولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي قرار إنشاء المجلس الاتّحادي للتركيبة السكانية الذي سيتولى مهام رسم استراتيجيّات سكّانيّة وطنيّة تعتمد على جمع المعلومات، والإشراف على الدّراسات وإنشاء قاعدة بيانيّة سكّانيّة رسمية.

في الحقيقة، إنها خطوة هامة في مواجهة التّفاوت المتنامي في أعداد المواطنين والوافدين المقيمين في الإمارات وتقليصه. فالمواطنون يمثّلون حوالي 16% من الخريطة السّكّانيّة بينما يتشكّل ال 84% الباقون من الوافدين من أقطار العالم كافّة، علماً أن معظمهم لا يتفاعلون مع المواطنين. لكن الأعداد غير دقيقة تماماً وستظل متأرجحة حتى تصبح الإحصاءات رسمية فيصبح الإجراء حتمياً.

ولمّا كان المواطنون أقلّيّة في وطنهم، فلا بدّ من الدّعوة للحديث عن الهويّة الوطنيّة. ولا بد أن يدرك الجيل الجديد من المواطنين الإماراتيّين أهمية انتمائهم ويفخرون به، وإلا فسيضيعون في الزّحام. ولكن ما هويّتنا الوطنيّة؟

إنّ ديننا الحنيف هو مبعث هويّتنا الوطنيّة الأوّل. فالإسلام هو دين الإمارات العربيّة المتّحدة وهو مصدر القوانين الّتي تحكم بها. والبلد الذي لا يعرف معرفة راسخة ما معنى أن يكون مسلماً حقيقياً يخسر روحه. إنّ اللّغة العربيّة هي لغتنا الأمّ وهي الجوهر الذي يميّزنا وإن كان معظمنا ما عاد يستخدمها إلا نادراً. ففي فرنسا وألمانيا وسويسرا، من النّادر أن يصل المرء إلى مبتغاه باستخدام اللّغة الإنجليزيّة، فهذه الدّول ترفض استخدام الإنجليزيّة، ليس من باب التّعالي، وإنّما خوفاً من فقدان هويّتهم، بينما أصبحت الإنجليزيّة لدينا اللّغة الأولى!

إنّ تاريخ دولتنا واحد من أعظم الإنجازات. وهو ما يجب أن نفتخر به وألا ننساه مطلقاً. ولكن يا للأسف فإنّ كثيراً من أطفالنا اليوم لا يعرفون شيئاً عن نشأة الإمارات. وعلى المدارس جميعها خاصّة كانت أو حكوميّة، أن تدرّس تاريخ الدولة؛ لأنّنا إذا كنّا ندعو الأجانب لجعل الإمارات وطنهم فسيكون من العدل على الأقل أن يعرفوا كيف تخيلنا الوطن الّذي اختاروه وكيف دبت فيه الحياة.

يجب أن تعرف الأجيال القادمة أنّ وطنهم ليس مجرّد علَم. ويجب أن يدركوا أنّ هذا العلَم قد خرج من رحم سبعة أعلام متفرّقة. إنّ أطفال الإمارات يجب أن يعرفوا أنّ ما قد غدا وصولهم إليه اليوم سهلاً ومتاحاً لم يكن ليكون لولا كفاح آبائنا المؤسّسين.

إنه لحق أن بلادنا ما زالت غضّة العمر، لكنّ عمرها حافل ولا شكّ بالإنجازات الّتي تغمرنا بالفخر. وصحيح أننا قليلون في العدد، لكنّ حبّنا لهذه الأرض يتحدّى أيّ خلل في التّوازن السّكّانيّ ويرجّح كفّة الميزان لصالحنا دائماً. إنّ دولة الإمارات تعيش، وتزدهر مثبتة أنّ الوحدة العربيّة الحقيقيّة حيّة ترزق، وسوف تبقى حيّة متّحدة إلى الأبد تحت هذا العلَم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

​رئيس تحرير صحيفة Gulf Today الإماراتية

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"