«التلي» يزين أشهر الماركات العالمية

إنجاز جديد للمرأة الإماراتية
01:41 صباحا
قراءة 5 دقائق
تحقيق: أمل سرور
«اليوم نرى إنجازاً جديداً للمرأة الإماراتية، تسطره بجهدها وسواعدها وإبداعاتها، إنجازاً يسجل لتراث وحاضر دولتنا وأصالتها ولمستقبل أكثر إشراقاً. اليوم تؤكد الإماراتيات أنهن قادرات على الإبداع والتميز في مختلف المجالات، فكما أبدعن في القطاعات الحكومية والإدارية والأكاديمية، ها هنّ يصلن بحرفهن التقليدية إلى العالمية لتمتزج مع كبرى العلامات التجارية».
لا يوجد أفضل من كلمات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيسة مؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، المؤسس والرئيس الفخري لمجلس «إرثي» للحرف التقليدية المعاصرة، لنقدم بها حكاية البرقع الإماراتي، الذي حمل داخل نسيجه فن التراث وأصالة العادات، فنجح بجدارة في أن يتربع على عرش النجومية في عواصم دول العالم من روما إلى لندن.
جهد ومثابرة وإرادة وأمل ودعم من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري لمجلس سيدات أعمال الشارقة، الذي قام قبل فترة بإطلاق مشروع «بدوة»، ومن بعده مجلس «إرثي»، الذي جعل من أم أحمد المواطنة الإماراتية البسيطة صانعة التلي هي وفريقها من النساء، نجمات في سماء العواصم الأوروبية، تستلهم من مهارتهن الماركات العالمية تصاميمها. ففي العاصمة البريطانية، انطلق مؤخراً أول خط إنتاج عالمي لحرفة «التلي» الإماراتية، في إطار الشراكة بين مجلس «إرثي» للحرف التقليدية المعاصرة، و«آسبري لندن»، العلامة البريطانية الفاخرة التي تأسست منذ العام 1781.
عن «بدوة» و«إرثي»، والجولات الأوروبية التي شاركن فيها، وحققن من خلالها نجاحاتهن، استمعنا إلى أم أحمد وفريقها، الذي تخصص في تقديم فنون «التلي» الإماراتي التي وصلت إلى العالمية.
من خلف برقعها التراثي الأصيل، بدأت أم أحمد حديثها بالقول: سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، التي نعتز ونفتخر بها، هي التي جعلتنا نصل إلى العالم لترى أعمالنا التراثية النور. رسالتها كانت دائماً تتلخص في تمكين المرأة الإماراتية العاملة أو البسيطة، اقتصادياً ومهنياً، وعرض إنجازاتها الحرفية في أرقى المحافل الدولية.
أضافت: ذهبت في رحلة إلى إيطاليا، أشهر دول العالم في مجال التصميم والأزياء، وبالتعاون مع «مجلس سيدات أعمال الشارقة»، تم عرض أزياء لمجموعة من المصممين الذين استخدموا تطريزاتنا التي قمنا بعملها، وهي «التلي» في جميع أزيائهم، في واحد من أشهر معارض الموضة والأزياء على مستوى العالم، وأكثرها جذباً للمصممين والمهتمين بهذا المجال.
وتابعت: من إيطاليا انطلقنا إلى لندن، حيث قامت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي بتدشين أول خط إنتاج عالمي لحرفة «التلي» الإماراتية، وقمنا بتقديم نسخة محدودة من الحقائب المرصعة بخيوط «التلي» الإماراتية الأنيقة، التي قمنا بتطريزها في برنامج «بدوة». كانت أشهرها حقيبة اليد موديل «1781»، المزينة بتطريزات محاكة يدوياً تتميز باستخدام نمط يعرف تقليدياً باسم «الفتول»، وقد حاكتها بإتقان الحرفية، أمينة محمد شرف الدين. وحقيبة الكتف موديل «مورغان ميني ساند ديون بول سكل»، التي تم من خلالها دمج قطع جديدة من «التلي» بأيدي كل من زهرة شيخ أحمد وشيخة راشد اليماحي. في حين قامت فاطمة فريد بتصميم حقيبة اليد موديل «1781 ميني بيتش هت بلو ليزارد»، باستخدام مجموعة مختارة من التطريزات، بالتعاون مع كل من مريم عزيز الرحمن وفاطمة محمد الصاوي.

وفي ختام حديثها لفتت أم أحمد إلى أن رحلة بريطانيا كانت إنجازاً وتحدّياً ناجحاً، لدمج حرفة «التلي» التقليدية التراثية مع الحرف العصرية، بطريقة مبتكرة موظفة بإبداع.

شكراً جدتي

من أم أحمد انتقل الحديث إلى الحرفية مريم عبد الرحمن، التي تحدثت عن فن «التلي» قائلة: بداية أدين بالفضل لجدتي التي علمتني الحرف القديمة المختلفة، خصوصاً فن «التلي» الذي نعتبره الأصل في فنوننا التراثية، والذي كانت تمارسه النساء في قديم الزمان، وتسمّى هذه الحرفة «تلّي بوادل» أو «تلّي بتول»، نسبة إلى كلمة «التلّي»، وهو شريط مزركش بخيوط ملونة بالأبيض والأحمر، وخيوط فضيّة متداخلة.
وأضافت: تستخدم «الكوجة» في عمل «التلي»، وهي الأداة الرئيسية للتطريز، وتتكون من قاعدة معدنية على شكل قمعين ملتصقين من الرأس، بهما حلقتان على إحدى القواعد، لتثبيت وسادة دائرية تلف عليها خيوط الذهب والفضة للقيام بالتطريز.
السدو هو الأساس، وإذا كان الحديث عن فنوننا التي وصلت إلى العالمية فلا يجب أن ننسى هذا الفن، هكذا بدأت آمنة أحمد حديثها. وتابعت: هو أهم فن في تراثنا، وأهم ما فيه صبغ الألوان، وغالباً ما نستخدم نباتات طبيعية في الصباغة منها الحناء لتعطي اللونين الأسود والأحمر، والعصفر ليعطي اللون الأصفر المائل إلى الاحمرار والزعفران والكركم، أما «قرف» الرمان فيعطي لوناً مائلاً للخضرة، كما يتم استخدامه كذلك في تثبيت اللون، كما تُستخدم «النيلة»، وهي عبارة عن قطع من الحجر الطبيعي الجبلي لتعطي لوناً أزرق، أما العرجون فيمنح اللون البرتقالي.

تعليم جيل الإنترنت

أما عائشة المليحي فاعتبرت أن عملها ومشاركتها هي وزميلاتها من الخبيرات والحرفيات المواطنات، واجب وطني، وأكدت ذلك بالقول: الحفاظ على تراثنا من الاندثار واجب وطني ولا شك؛ لذا نقوم بتدريب الجيل الجديد الذي لم يعد يشغله إلا عالم الإنترنت. إضافة إلى أننا نقدم هذا التراث الذي نعتز به لدول العالم، ليتحول إلى ماركات عالمية ويدخل في صناعتها.
وأشارت إلى «التلي» و«السدو» من أصعب الفنون ومن أكثرها جمالاً وأغلاها ثمناً أيضاً، لافتة إلى نجاحها وزميلاتها في مهمتهن في الدول الأوروبية، ليصل التراث الإماراتي إلى العالمية، ويباع بأثمان مرتفعة.
لا يمكن لنا أن ننسى ونحن نتحدث عن «التلي» النقوش، هكذا بدأت خديجة سرحان حديثها معنا، وتطرقت إلى العلاقة بين «السدو» وألوان البادية العربية المستمدة من الصحراء والجبال. وذكرت أن من أهم النقوش «الضلعة» و«الحبوب» و«العين» و«ضروس الخيل» و«المذخر» و«العويرجان»، وأكثرها صعوبة «الشجرة»، التي لا تتقنها إلا الناسجة الماهرة، وتحتوي على مجموعة من النقوش المتشابكة، إضافة إلى أشكال الثعابين والجمال، وقد تكون عبارة عن كتابة لعبارة معينة، وغالباً ما تكون باللونين الأبيض والأسود.

أميرة بن كرم: خطوة لتمكين المرأة اقتصادياً

أكدت أميرة بن كرم، نائب رئيس مؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، رئيس «مجلس سيدات أعمال الشارقة»، أن إطلاق أول خط إنتاج عالمي لحرفة «التلي» الإماراتية، جاء نتيجة للجهود المتواصلة التي تبذلها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الساعية إلى تطوير قدرات ومهارات النساء الحرفيات، وتقديم الدعم لهن، وتذليل العقبات التي تقف في طريقهن، والتي تعتبرها سموها مهمة شخصية، تقوم بها في إطار دعمها للمرأة عموماً، والمرأة الإماراتية بشكل خاص، وتشجيعاً لها على تعزيز حضورها في قطاعات الأعمال.
وأضافت أن إطلاق هذا الخط منح القائمين على مجلس «إرثي» للحرف التقليدية المعاصرة، طاقة إضافية لمضاعفة الجهود لتحقيق الأهداف المرسومة، والرامية إلى دعم النساء العاملات في مجال الحرف التقليدية، ورفع جودة منتجاتهن، ودفعهن إلى استثمار مواهبهن في إطلاق مشروعات مبتكرة، ذات قدرة تنافسية عالية في الأسواق الإقليمية والعالمية، بهدف تحقيق مصدر دخل مستدام.

دورة تدريبية في «كلية لندن للأزياء»

نجح مجلس «إرثي» للحرف التقليدية المعاصرة، أثناء رحلة لندن الأخيرة، وبفضل دعم سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، في منح الفرصة لثمانية مصممين موهوبين من الإمارات من الجنسين، للمشاركة في دورة تدريبية مدتها عام في كلية لندن للأزياء، إحدى أشهر وأرقى المدارس في العالم. وقد جاءت هذه المبادرة في إطار برنامج «أزيامي» التدريبي، التابع لمجلس «إرثي»، والهادف إلى توفير فرص التدريب للمصممين الشباب، وتمكينهم من عرض تصاميمهم في أرقى دور الأزياء العالمية. ويُعد «أزيامي» أول برنامج تدريبي خارجي يخصصه «إرثي» لرواد الأعمال الإماراتيين.
وقد وقع الاختيار للمشاركة في الدورة، على كل من: علياء الفلاسي، وأسماء أبوصيم، وفيصل المالك، وحصة العبيدي، ولطيفة القرق، وميغانجونغ، ومنى فارس، وسما بن كرم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"