«التواصل مع الطبيعة» تعزز علاقة الجيل الجديد بالبيئة

03:20 صباحا
قراءة 3 دقائق
تحقيق: هديل عادل

تعيد مبادرة «التواصل مع الطبيعة» الشباب والنشء إلى فضاء الطبيعة الواسع، بعيداً عن الشاشات والهواتف الذكية والعالم الافتراضي. تمنح المبادرة التي أطلقتها هيئة البيئة - أبوظبي بالتعاون مع «جمعية الإمارات للطبيعة» و«الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى» المشاركين فيها تجربة ممتعة عبر اكتشاف الكنوز الطبيعية الخفية في بيئة الإمارات، والتواصل مع مكوناتها، وفرصة حقيقية لترجمة حبهم للطبيعة إلى خطوات عملية لحماية بيئتهم والحفاظ على مواردها الثمينة.
تقول خنساء البلوكي، مديرة التوعية البيئية في هيئة البيئة - أبوظبي: بيئتنا ثرية بتنوعها البيولوجي، فإمارة أبوظبي وحدها تمتلك أكثر من 3700 نوع من الكائنات البرية والبحرية، ومع إطلاق مبادرة «التواصل مع الطبيعة» تصبح الفرصة أكبر لإعادة بناء جسور التواصل مع تراثنا الطبيعي المميز للتعرف إلى نظمنا البيئية الفريدة، وتزويد الشباب والنشء بخبرات ومعارف ومهارات خاصة تمكنهم من القيام بأدوارهم المختلفة بوصفهم صناع التغير وقادة الغد في مجال حماية البيئة.
وتضيف: حدّد البرنامج ثلاث ركائز أساسية تمهد الطريق نحو تغيير إيجابي شامل في السلوك البيئي للشباب، تبدأ من «الاستكشاف»، حيث يمكن للشباب التعرف إلى عالم الطبيعة من خلال تجارب حقيقية في 30 موقعاً محدداً في الإمارات، والخطوة الثانية «التمكين»، إذ يستطيع الشباب زيادة معرفتهم البيئية من خلال فرص التعلم المقدمة في البرنامج، وأخيراً «التفاعل»، حيث يتم إمداد الشباب الواعين والمثقفين بفرص للقيام بخطوات عملية وتحقيق التغيير المنشود بما يمهد الطريق أمامهم ليصبحوا قادة المستقبل في حماية البيئة.
وعن آلية تنفيذه المبادرة، توضح البلوكي: أطلق برنامج «تواصل مع الطبيعة» تطبيقاً رقمياً وموقعاً إلكترونياً يشمل مجموعة من الميزات، بالإضافة إلى جدول فعاليات يتضمن العديد من أنشطة المغامرات واستكشاف المواقع والمسابقات والجلسات الحوارية مع الشباب، ويبرز التطبيق بعضاً من أكثر المواقع المذهلة في الإمارات، مع توضيح مواقعها الجغرافية وتقديم معلومات عن بيئتها والحياة البرية التي تزخر بها، ويمكن استخدام تطبيق «تواصل مع الطبيعة» للتنزه والاستمتاع بتخطي مجموعة من التحديات الموجهة للشباب.
وتصنف نشاطات الأجندة السنوية لبرنامج «التواصل مع الطبيعة» ضمن أربعة أنواع من التجارب المبنية على التواصل مع الطبيعة في ال 30 موقعاً في أنحاء الدولة، والتجارب هي: المغامرة، والإبداع، والتراث، والحفاظ على البيئة، وتتضمن النشاطات التي يمكن ممارساتها ضمن هذا البرنامج، جولة على قارب الداو للغوص من أجل اللؤلؤ، رحلة اصطياد السمك وإطلاقه، رحلات التخييم الليلية، فعاليات تنظيف الشواطئ، دورات الصمود في الطبيعة، وورش عمل لتصوير الحياة البرية، ومن أهم الأماكن الطبيعية التي تمثل وجهة للمشاركين في البرنامج متنزه القرم الوطني، بحيرات القدرة الشرقية، المدينة المستدامة، حديقة زعبيل، ومحمية الوثبة للأراضي الرطبة.
شاركت صوفيا الغرباوي في أنشطة برنامج «تواصل مع الطبيعة»، تتحدث عن تجرتها، قائلة: أول فعالية شاركت بها كانت تنظيف محمية الوثبة من المخلفات، وكانت الرحلة الثانية إلى جزيرة الريم، واستمتعنا هناك بالغوص تحت الماء «غوص سكوبا»، واستكشاف البيئة البحرية، أيضاً شاركت في فعالية تنظيف شاطئ الجميرا من المخلفات البلاستيكية، وبالنسبة لي هذه التجارب جعلتني أقترب أكثر من الطبيعة، وتفاجأت بأن كثيراً من الناس لديهم وعي كبير واهتمام بالبيئة، ولا شك في أن هذه الأنشطة تزيد الوعي البيئي، فقبل أن أشارك في فعالية تنظيف شاطئ الجميرا لم أكن أدرك خطورة المخلفات البلاستيكية على الطبيعة، وبالتالي أهمية تنظيف الموائل الطبيعية، وحماية الحيوانات من المخلفات التي يرميها الإنسان.
يقول علاء محمود: أحببت فكرة التواصل مع الطبيعة، والمشاركة في مغامرات بيئية، وبعد أن شاركت في البرنامج جذبتني أنشطة حماية البيئة، التي تجمع بين المتعة والفائدة، وتساهم في تعديل سلوكنا اتجاه بيئتنا، وأصبح لدي اهتمام بأن يكون لي دور في حماية البيئة، ومن الأنشطة التي شاركت بها رحلة استكشافية إلى منطقة مليحة في الشارقة، وجلسة حوارية حول المخلفات البحرية في جزيرة السعديات، ورحلة استطلاعية إلى محمية القدرة، وفعالية تنظيف شاطئ منطقة غنتوت.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"