عادي

قصائد تحاور الذات في بيت الشعر

15:08 مساء
قراءة دقيقتين
جانب من حضور الأمسية

نظم بيت الشعر في الشارقة أمسية شارك فيها محمد المؤيد مجذوب- السودان، و د. أبو عبيدة صديق- مصر، ود. محمد سعيد العتيق- سوريا، وقدمتها الإعلامية ريم معروف، بحضور محمد عبد الله البريكي، مدير بيت الشعر.

افتتح القراءات الشاعر محمد المؤيد مجذوب، الذي قدم مجموعة من النصوص تراوحت بين التعمق في النفس البشرية، وظواهر الحياة وتحولاتها، ففي قصيدته «رسائل جسد هزيل لظل حالم» يحاور الشاعر نفسه، بأسلوب حواري يطرح أسئلة ويقدم أجوبة، ثم يجنح إلى تقديم صورة متكاملة لكل تلك الرؤى في نصه، فيقول:

ظلٌّ على الطرقاتِ ظلّ مرددًا

لغة المصابيحِ المضاءة فارتَعَدْ

ضاق الطريق بنفسه وأبَى مرو

رَك ثم صار صديق غربتك الألَدْ

ستمُرُّ في كل اللغات الآن مح

ضَ مقولةٍ جاءت تُكذّبُ ماورَدْ

وعلى غرار نصه الأول، قدم الشاعر أيضاً نصاً آخر بعنوان «لا داعي للرسائل»، طرح عبر صوره تساؤلات ذات طابع إنساني، ومما جاء فيه:

هل أنتمُ الموتى؟ فكيفَ رحيلكُم؟

أم نحنُ موتى؟! ماالحياة تكلمُوا

الماء أثقلُ؟ كيف؟ ينقُصُ قاربٌ

الله !..هذا اللغزُ كيف سيُفهمُ ؟

للنيلِ حكمتُهُ بنا وبكم معاً

والشعرُ يُغريكُم بنا.. فتعلمُوا

مُذْ هدهدتنا موجةٌ لم ننتَبه

لسقُوطنا والماءُ لا يتهشّمُ

تلاه الشاعر د. أبو عبيدة صديق، فقرأ نصوصاً تراوحت بين الحكمة وتأملات الحياة، ففي قصيدته «ضجر» يرسم صوراً متلاحقة من تمثلات الطبيعة، كالغيم والنجوم والرياح، ويصوغها في قالب فني يعبر عن روح الشاعر، فيقول:

يمدُّ يدًا فيسحبُ غي

مةً مرّت على عجلِ

ويُطفئُ نجمة كم زا

ولت عينيه لم تمِلِ

ويفتح بابهُ للري

ح لا جدوى من الوجلِ

ويصفح دون معتبة

ويسمح دونما ملل

أكل مساوئ الدنيا

من الإفراط في الأملِ!

أما في قصيدته «إلى المعلم» فيوجه تحية إلى المعلمين الذين يحاربون الجهل بالعلم، وينيرون عقول الأجيال، فتخضرّ بالمعرفة بعد أن كانت صحارى، يقول:

ويعبّدُ الصحراء في محرابه

فتصير من بعد القفار سهولا

تتابع العللُ الجسام فينبري

لا تاركًا حربًا ولا معلولا

ويمدُّ شريان الحياة بنبضه

فيدبُ في أوصالها لتصولا

أما د. محمد سعيد العتيق، فألقى قصائد متنوعة، منها قصيدة بعنوان«رباعيات الزوايا السبعة»، تلاحقت فيها صور شعرية تعبر عن رؤى عاطفية، وافتتح بأبيات أهداها إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منها:

الشارقة.. بدميْ قدْ أشعلَتْ قمَرا

والقاسميّ توشّى في المدى مطرا

كنتَ الحكايةَ قبلَ الوصلِ فيْ شغفيْ

شوقًا، وَ تَشتاقُهُ روحٌ وَ طيبُ كرَى

أنتَ الخلودُ بعينِ الشَّمسِ مذْ طَلعتْ

تطاولتْ شمَمًا وَازَّينَتْ أُمرَا

سعفُ النَّخيلِ و زيتونٌ، وَ داليةٌ

لما رأيتكَ، وجهُ الشَّامِ قدْ حَضَرَا

وفي نفس السياق المرتبط بعواطف الحب ومظاهره، قدم أيضاً قصيدة بعنوان «على حافة النوم» ومما قال فيها:

وفي داخلي جمرةٌ لو تذوبُ

أجرجر خلفي رمادًا يسيلُ

فتى الشك لو لم أكنّي دخانًا

منَ الماءِ ما قام عندي الدليلُ

ولا تهتُ في شارعٍ من يقينٍ

مشظّى ولا خانَ خطوي الرحيلُ

وفي ختام الأمسية كرّم الشاعر محمد البريكي المشاركين في الأمسية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/37jtduuw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"