«بنت الجيران».. والآتـــي أفظــــع

عين على الفضائيات
02:37 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

غرباء نحن عن هذه «المهرجانات». تأبى الأذن أن تعتاد على ضوضاء الأغاني الشعبية التي تصدح في شوارع مصر. صارت الموجة عالية جداً، لدرجة أنك لم تعد تفرق بين طلاب المدارس و«سواقين التوك توك» في ملابسهم وتسريحات شعورهم وأغنياتهم وحركاتهم ورقصهم.

هل أغاني المهرجانات، كما يطلقون عليها، وهي الأكثر شعبية ورواجاً، موضة ستأخذ وقتها وترحل، أم أنها تحولت إلى لغة وثقافة أبناء اليوم، والآتي من بعدها سيكون «أفظع»؟

لم يعد يجدي السؤال عن كيفية انتشار هذه الأغنيات، ولا الاستغراب أمام هول انتشارها ونجاحها، إذا اعتبرنا أن رواج الأغنية فقط، بغض النظر عن نوعيتها ومضمونها، نجاح. ولم يعد يفيد السؤال عن دور النقابات في مواجهة هذا التلوث السمعي، وإنتاج الأغنية بقوامها الممشوق من الكلمات الى اللحن والتوزيع والصوت والأداء، فهذه المقومات كلها لم تعد مطلوبة لتنتج أغنية، يكفيك أن تنوي الغناء وتدخل أي استوديو، ثم تسرق لحناً وتترك للكمبيوتر التلاعب بنغماته وبصوتك، وتستعين بأي صديق يكتب كلمات فيها خمر وحشيش وحب وعتاب وتهديد، لتصحو فتجد نفسك «مطرب مهرجانات».

أغنية «بنت الجيران» لحسن شاكوش وعمر كمال، كلمات مصطفى حدوته، نالت المركز الثاني في قائمة المواد الأكثر استماعاً على موقع «ساوند كلاود»، محققة أكثر من 45 مليون مستمع، إضافة إلى أكثر من 83 مليون مشاهدة على موقع «يوتيوب». لا تستغرب الخبر بقدر ما تستغرب «الحالة». أغنية سرقوا لحنها من أغنية لمحمد حماقي بلا استئذان ولا حقوق ملكية ولا دستور، تلاعبوا بإعادة توزيعها من خلال الكمبيوتر، جاءت الكلمات مناسبة للسان الشارع، فصارت «أغنية ضاربة».

نعم هي حالة عامة تسود حالياً، ومهما حاولنا البحث عن أسباب لها، فلابد من العودة إلى الوراء قليلاً، وتحديداً إلى موجة أفلام السبكي التي جعلت من البلطجي «أسطورة»، وكلام الأزقة هو لسان حال النجوم في الأفلام، والحشيش ولوازمه ومصطلحاته عرفاً عاماً، و«المطواة» أكسسوار البطل الشاب الشهم، والضجيج والصخب لحن الحياة الجميل!

ما من عودة إلى الوراء تنفع، وما من خطاب نقابي يُقنع. وحده الإنتاج الغزير للأغاني الجميلة الراقية ينعش السوق ويعيد تهذيب الأسماع والأخلاق، فتتراجع الضوضاء وتنزوي أغاني «التوك توك»، لتعود الأغنية الشعبية إلى جمالها ودلالها السابقين.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"