«دبلومات» معهد الشارقة تصون الإرث الثقافي

تمد طلابها بالتحصيل العلمي والتطبيق العملي
02:13 صباحا
قراءة 3 دقائق
أمل سرور

«لقد ترك لنا الأسلاف من أجدادنا الكثير من التراث الشعبي، الذي يحق لنا أن نفخر به ونحافظ عليه، ونطوره، ليبقى ذخراً لهذا الوطن وللأجيال القادمة».
وحدها كلمات المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كانت رفيقتي وسط أوراق ودفاتر طلاب الدبلومات المهنية في معهد الشارقة للتراث، هذه الكلمات العميقة في مضمونها، عندما تتأمل حروفها يزداد يقينك بالحكمة التي تقوم عليها دولة الإمارات، التي استطاعت بجدارة أن تُحقق المعادلة الصعبة؛ حيث سجلت اسمها بين دول العالم بما حققته من أرقام قياسية في مختلف المجالات، وبما وصلت إليه من نهضة وحداثة تنافس بهما دول العالم المتقدمة، وفي الوقت نفسه لم تنس تاريخها وأصالتها وعَبق ماضيها، فكان تراثها ذخراً وذخيرة وحافزاً على بلوغ المستقبل الذي تخطط له

جولتنا بين أروقة المعهد كانت للإجابة عن عدد من التساؤلات الخاصة بتدريس التراث من خلال برامج تعليمية متخصصة، الهدف منها أن نستمع إلى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ونقترب من مشاريع التخرج التي توثق لتجربة رائدة جديدة لعاصمة الثقافة الإسلامية والسياحة والصحافة العربية، من أجل صيانة وحفظ الإرث الثقافي العربي.
ما أن تطأ قدماك أرض معهد الشارقة للتراث، وتدخل عبر بواباته حتى ينتابك إحساس بأنك قد عدت مع الزمن في رحلة إلى الماضي، ربما هي طبيعة المكان الذي ترتسم عليه ملامح الهدوء والقدم، ليتسرب إليك الشعور بأنك تقف أمام التاريخ وجهاً لوجه. صوت د.محمد عبد الحافظ، المدير الأكاديمي لمعهد الشارقة للتراث، كان رفيقي في بداية جولتي بين أروقة المعهد التي بدت هادئة، فلم يكن صوت يعلو على صوت الأساتذة الذين راحوا يدرسون الطلاب في مختلف القاعات، لم يكن ممكناً أن نقطع المحاضرات من أجل الحديث مع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس؛ لذا كان القرار بالانتظار والاستماع إلى د.عبد الحافظ، الذي تحدث تفصيلياً عن طبيعة هذه الدورات الأكاديمية، قائلاً: هي جزء من الخطة الاستراتيجية التعليمية للمعهد، تم التحضير لها على مدار عام من الجهد المتواصل، ولم نكن نتوقع أن يصل عدد المتقدمين إلى 130 طالباً. يضيف: توقعت ألا يتعدى عدد الطلاب 60، وهذا يعد تحدياً ضخماً لنا، ولكن دعم عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أعطانا دفعة قوية من أجل الاستمرار والنجاح. ويلخص د.عبد الحافظ أقسام الدبلومات بالقول إنها ستة أقسام: القسم الأول يتضمن ترميم المخطوطات والوثائق التراثية، ويعد مدخلاً إلى ترميم المخطوطات، والترميم اليدوي والآلي، والمعالجة الكيميائية، والحفظ والتجليد والتغليف، والتصوير الرقمي والأرشفة الإلكترونية.
يتابع: بينما يتضمن القسم الثاني، وهو الجمع الميداني للتراث، أدلة العمل على أرض الواقع من أجل جمع عناصر التراث الثقافي، والكنوز البشرية الحية، وأسس تدوين المادة الميدانية وتوثيقها، واللهجات والفنون القولية الشعبية. أما الدبلوم المهني في إدارة المتاحف وهو القسم الثالث، فهو مدخل إلى علم المتاحف، وتسجيل العناصر المتحفية وحفظها وعرضها، والصيانة الوقائية لمقتنياتها. ثم قسم التراث العمراني الذي يتناول تاريخ الإمارات الآثاري والاجتماعي، والتدريب الميدانيّ على صيانته. بينما تمثل الدبلومة الخاصة بإدارة التراث الثقافي، القسم الخامس، وهي تعد مدخلاً إلى إدارة المنظمات الثقافية، والموارد البشرية في المؤسسة الثقافية، وإدارة تسويق موارد التراث الثقافي، وغيرها، وفي هذا الإطار يأتي القسم الخاص بإدارة المؤسسات الثقافية. إضافة إلى مشروع التخرج في كل دبلوم.
وتتحدث د.بسمة كشمولة، نائب المدير الأكاديمي للمعهد، عن مشاريع التخرج قائلة: هي حالة دراسية من واقع البيئة المحيطة، تتضمن أسئلة شاملة لجميع مساقات كل دبلوم مهني على حدة، والشهادات تُعتمد من المعهد، والترخيص الأولي من الهيئة الوطنية للمؤهلات في أبوظبي، مؤكدة أن الدراسة في المعهد من خلال هذه الدبلومات تمنح الفرصة للحصول على التحصيل العلمي والتطبيق العملي.

تجربة فريدة ورائدة

أسماء السويدي، مدير معهد الشارقة للتراث بالإنابة، والمشرف على المسار الأكاديمي بالمعهد، ترى أن معهد الشارقة للتراث يهدف من خلال تنظيمه هذه البرامج إلى تهيئة وتدريب وتأهيل كوادر مهنية، تعنى بحفظ التراث الخليجي والعربي، في ظل طموح المعهد إلى أن يكون المؤسسة المتخصصة، وطنياً وإقليمياً ودولياً في رفد الميدان الثقافي والتربوي والسياحي، بأطر مزوَّدة بالمعارف والمهارات اللازمة، لإدارة فعالة للتراث الثقافي وحفظه وصونه.تضيف: نهدف إلى العالمية في مجال التراث، كما نركز على الجانب التطبيقي، ليكون الخريج إضافة حقيقية، واصفة تجربة الدبلومات المهنية بأنها: تجربة فريدة ورائدة، نحلم بتطويرها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"