«لسان» ميريام فارس

عين على الفضائيات
03:30 صباحا
قراءة دقيقتين
مارلين سلوم

لا تكون أدوار «البطولة» دائماً تلفزيونية، أو سينمائية، أو مسرحية، فالدور الأهم والأصعب أن يعرف النجم كيف يكون «بطلاً» خارج البلاتوه، وخارج الإطار الفني.
الممثل والمغني يقدم لنا نفسه بأجمل صورة: لبق، أنيق، بشوش، متواضع، قدوة، كأنه فارس أحلام بلا حصان.. هذه الصورة تعلق في أذهان الجمهور، خصوصاً الأطفال، والمراهقين، والشباب، إلى أن تكشف المؤتمرات الصحفية واللقاءات المباشرة مع الإعلاميين، وفي الكواليس، الوجه الآخر لهذا الفنان. والوجه الآخر يمكن أن يكون أجمل من الصورة الفنية.. أو أقبح، فتكون صدمة وخيبة أمل المعجبين والناس كبيرة.
«البطولة» الحقيقية، أن يتحلى النجم بأخلاق البطل، وذكائه، ولباقته، وشهامته بعيداً عن التمثيل، أو الغناء، عندها يغفر الجمهور بعض زلات اللسان غير المؤذية، والتي لا تنعكس بالسلب إلا على صاحبها. أما أن تكون الغلطة مهينة لشعب، أو بلد، فهي غير مغفورة، أياً كان حجم الاعتذار من بعدها.
«زلة لسان» ميريام فارس غير مغفورة، لأنها تكشف عن مكنونات نفس المغنية، والغرور الذي أصابها، لدرجة أن ترى نفسها أكبر من بلد بحجم مصر! اعتذرت؟ هذا أقل ما تقوم به بعد التصريح الذي بررت فيه سبب غيابها عن أرض الفراعنة، بالصوت والصورة، وأمام الإعلاميين من مختلف الوسائل الإعلامية العربية؛ مدعية أنها أثناء «الثورة» كبرت هي فنياً، فصارت «تقيلة على مصر».
هل بهذه الكلمة رفعت ميريام فارس من شأن نفسها، لتبدو أمام الجمهور «فنانة من الحجم الثقيل»، وأنها الأعلى أجراً والطلب عليها «نار»، وليست بحاجة لل100 مليون مواطن مصري كي تزداد نجاحاً وشهرة؟ هي لم تزن كلماتها قبل أن تنطق بها، فلو حكّمت عقلها أولاً لأدركت أن بلد ال100 مليون لن يتأثر إن لم تغنّ على أرضه ميريام فارس، وأن مصر الوجهة الأولى لكل فنان عربي يرغب في تحقيق النجاح الأكبر عربياً، وأن بين بيروت والقاهرة خطوطاً فنية لم تنقطع يوماً، وتواصلاً مفعماً بالحب، والتقدير، والاحترام، منذ السيدتين أم كلثوم، وفيروز، ومحمد عبد الوهاب، صباح، فريد الأطرش، نور الهدى، طروب، عبد السلام النابلسي.. وغيرهم الكثير.
المشكلة أنه بقدر ما تساهم وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة نشر أي خبر، أو معلومة، أو «غلطة»، وسرعة ردود الأفعال عليها، بقدر ما يعول النجوم على سرعة «هدوء العاصفة»، ونسيان الجمهور للواقعة، كأن الخطيئة لم تكن.
الوجه الآخر للبطولة، يتجسد في عشاء الفنانات اللبنانيات الذي أقامته ماغي بوغصن، احتفالاً بانتهاء موسم الدراما الرمضانية. العشاء ضم أبرز نجمات الموسم، حتى «المتخاصمات» منهن، أي سيرين عبد النور، ونادين نجيم، وكانت جلسة صلح ذكية. كلهن تنافسن مهنياً، وتلاقين خارج البلاتوه بمحبة واحترام. مشهد نتمنى أن يتكرر في جلسات ودّ فنية، وفي مختلف الدول العربية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"