«مباراة العلوم» تجمع 500 طالب لبناني

المشاركة فرصة للتعلم عبر الابتكار
03:26 صباحا
قراءة 4 دقائق
تنافس نحو 500 طالب وطالبة من 160 مدرسة لبنانية رسمية وخاصة في تقديم 180 مشروعاً مبتكراً في النسخة الخامسة عشرة لمباراة العلوم.
اجمع المشاركون في المباراة التي نظمتها الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على أن مشاركتهم تشكل فرصة ذهبية للتعلم عبر الابتكار والبحث، واكتساب المعرفة بالممارسة والتطبيق وأن حدود حماستهم لن تنتهي عند الاختراعات بل سيواصلون تطوير ابتكاراتهم.
احتضنت باحة كلية العلوم في مدينة الرئيس رفيق الحريري الجامعية اختراعات الطلاب وأبحاثهم التعليمية التي توزعت على ست فئات حددتها الهيئة وهي المشاريع التشغيلية، والروبوت، علم الفلك، تكنولوجيا المعلومات، العلوم الفيزيائية والكيميائية، الصحة وعلوم الحياة، والبيئة والموارد الطبيعية.
وأقيم معرض لاستعراض الأبحاث والدراسات والاختراعات، شرح فيه المشاركون مشاريعهم ودافعوا عنها، وحاججوا أمام أعضاء اللجنة التعليمية المؤلفة من أساتذة المدارس والجامعات المتطوعين الذين بدورهم أثنوا وشجعوا وباركوا جهود المخترعين الصغار.
فؤاد بكار المخترع اللبناني والمشرف على المشاريع في مدرسة «أمجاد» أكد أن المشاركين في مباراة العلوم ال 15 قدموا أبحاثاً جيدة لفت إلى أن طلابه اختاروا موضوعاً شائقاً يهم كل أسرة عربية ويتمحور حول التوعية بمخاطر بداية الحصص الدراسية في السابعة صباحاً، وقد انصرف الطلاب أمجد مراد، حسام أحمدية، يارا حبوب، لين خطار للعمل على دراسة ميدانية اختبارية عن هرمون النعاس في الدم «الملاتونين» وتأثيره في صحة الجسم والضغط والسكري.
المشرف على مدارس المقاصد طلال دندشلي اعتبر أن العمل البحثي والمشاريع التطبيقية والاختراعات العلمية ضرورة لازمة لتطوير المعارف وتوسيع المدارك لدى الطلاب.
أضاف: هذه المبادرة وغيرها من المبادرات التي تشجع الطلاب على الاكتشاف تسهم في بناء مجتمعات علمية وأجيال مخترعة.
ومن التجارب الشيقة التي يعيشها طلاب لبنان اليوم أن جمعية البحوث والعلوم أقامت مباراتها للطلاب في قلب مجمع الجامعة اللبنانية. فهو المكان الذي يشبهنا ويمثلنا وفق ما يؤكد رئيس الهيئة الوطنية للعلوم الدكتور أحمد شعلان وهو يتسع للجميع ويحتضن التلامذة الصغار ومشاريعهم الكبيرة.
أضاف: حرصنا على دعوة المدارس اللبنانية في الداخل والخارج ومشاركة المدارس اللبنانية في فروعها في الخليج العربي وأفريقيا واجتمعنا كلنا تحت هدف واحد هو العلم والاختراع.
عن أهداف الجمعية، أوضح شعلان أن الهدف الأساسي هو اكتشاف المخترعين وفتح المجالات أمامهم لعرض منتجاتهم في الخارج، ففي كل عام يفوز أربعون تلميذاً مشاركاً في المباريات، منهم من ينالون براءات اختراع في وزارة الاقتصاد اللبنانية، ومنهم من يشارك في معارض عالمية للاختراعات ويحصد الجوائز وقد شاركنا في معارض علمية في الكويت، كوريا، ألمانيا، جنيف، سويسرا، تركيا، إيران، الأردن.
وهناك عدد من الفائزين في المباراة ينالون منحا دراسة في الجامعات وميداليات ذهبية وفضية، وبرونزية، إضافة إلى ذلك فقد أصبحت جمعيتنا عضواً في «IFIA» المنظمة العالمية للمخترعين، لأن اختراعاتنا ذات مستوى عال ونحرص على تلقي الفرص لعرض ابتكارات طلابنا في المعارض العربية والدولية.

حاضنة أعمال

أسست جمعية العلوم حاضنة أعمال لتوفير البيئة والإرشاد اللازمين لإطلاق شركات ناشئة، وعنها يقول محمد ترحيني الذي تلقى علومه في إحدى المدارس الرسمية اللبنانية وعرض اختراعاته في مباراة العلوم سابقاً، أنه أصبح طالباً في كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية، ويستعد حالياً لتحقيق شغفه بخوض الأعمال وتأسيس شركته الخاصة بتكنولوجيا المعلومات بالتعاون مع الحاضنة. ولا يخفي الشاب أهمية دعم ورعاية جمعية البحوث للاختراعات لأنه لا بد من تحويل الاختراعات إلى منتجات تفيد المجتمع والناس.
ويؤكد رضوان شعيب رئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية ممثلها في ال «IFIA» أن هدف مباراة العلوم هو اكتشاف الشباب المبدعين وتسجيل براءات اختراعاتهم وتحويلها إلى منتجات تحقق أهداف المبتكر وتجعله شريكاً في الحداثة والتطور.
وأشاد شعيب بتنوع ابتكارات الطلاب في مباراة العلوم لعام 2018 مشيراً إلى مشاريع حلول للمشاكل الحياتية وأزمة النفايات والتلوث والصحة والكهرباء والطاقة البديلة وحياة الأسرة وغيرها.

جولة

وخلال جولة على مشاريع الطلاب تحدثت آلاء عبود المشرفة على اختراع جهاز لتحويل النفايات إلى أموال، والذي قدمته وتين محمد، وآلاء سلمان، ويارا صايغ فقالت: «إن هذا المشروع لتحويل النفايات العضوية إلى محطة لاستخراج وقود وغاز وكهرباء، مشيرة إلى تكاليف بنائه مقارنة مع إنتاجيته العالية.
وتحدثت سيليا ملاعب من مدرسة»الأرز«المشرفة على مشروع»من اجل النظافة«لجاد عنتازي وكريم الجردي فقالت إنه يعالج مشكلة التلوث عبر اختراع أكياس ملونة لفرز النفايات وربطها بالروبوت الذي يفرزها بحسب لون المستوعب ويعمل وفق نظام«سبينسر»ومن ثم تتم إعادة تدويرها بحسب طبيعتها. وأشارت ملاعب إلى ضرورة متابعة مشاريع الطلاب حتى النهاية وهذا ما يقوم به مدير مدرسة«الأرز» غازي مطاوع ويتابع مشاريع الصغار في المؤتمرات العربية.
ووصف كوثر ستوميا وكريم الحاج اللذين قدما روبوتاً يقوم بتجميع النفايات من البحر لإعادة تدوير المياه الملوثة أن هذا المشروع ضرورة لازمة في كل بلد يعاني التلوث وهو مثمر، فالصين تعتمده وتوفر 14 مليار دولار جراء اعتمادها تدوير المياه.
وفي مجال الصحة والإسعافات الأولية تحدثت المشرفة حنان أيوب عن مشروع طائرة إنقاذ من دون طيار لزنيم العجمي ويارا عبدالله وقالت إن مهمة هذه الطائرة تلقي رسائل طلب المساعدة من ضحايا الحوادث وحمل الإسعافات الأولية للإنقاذ وهي تزيد من نسب النجاة من الموت خلال الحوادث.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"