أمراض طفلك كيف تتعاملين معها؟

00:41 صباحا
قراءة 18 دقيقة

لا شك في أن شعورنا بارتفاع درجة حرارة الطفل قد يثير نوعا من القلق، خاصة إن كان في سنوات عمره الأولى، ويزداد هذا القلق عندما يحدث ذلك في ساعات متأخرة من الليل .

وفي معظم الأحوال يكون ارتفاع درجة حرارة الطفل أمراً بسيطاً يمكن معالجته بمخفضات الحرارة، لكن في بعض الأحيان قد يكون هذا الارتفاع مؤشرا لحالات مرضية تتراوح خطورتها بنسب متفاوتة، وقد يؤدي بعضها للوفاة إن لم يتم الكشف عنها مبكراً في أسرع وقت .

وفيما يلي أهم أمراض الطفل التي ترتبط بارتفاع درجات الحرارة، وما يمكن أن يفعله الاهل للتعامل مع هذه الحالات لحين نقل الطفل الى الطبيب المختص أو أقرب مستشفى لتلقي العلاج اللازم .

الجديري المائي

الأعراض:

عادة ما يبدأ بارتفاع درجة الحرارة وشعور بآلام بالجسد وآلام بالعظم والعضلات وظهور طفح جلدي على شكل بثور مائية مصحوبة بالهرش، وتستمر فترة حضانة المرض من 10 أيام إلى 3 أسابيع قبل ظهور الأعراض . وبعد بضعة أيام تنفجر البثور وتغطى بقشرة تلتئم بعد ذلك، ويمكن أن تنقل العدوى من المريض إلى الآخرين قبل يوم أو يومين من ظهور البثور إلى أن تختفي القشرة وتلتئم آخر بثرة . وفي حالة كشط البثرة فانها قد تسبب ندبة دائمة .

كيف ينتشر؟

ينتشر الجديري المائي عادة عن طريق القطرات الملوثة بالفيروس والتي تصيب الملابس واماكن النوم وتخرج عن طريق العطس . ويكون أقصى العدوى قبل يوم أو اثنين من ظهور الطفح الجلدي .

العلاج:

يكون العلاج في المنزل حيث يمكن الانتظار اسبوعا أو تناول مسكنات الالم والاكثار من شرب السوائل . وقد وجدت بعض الادلة في العلاج بحمام زيت خاص (اسألي الطبيب أو الصيدلي عنه) يمكن أن يقلل تهيج البثور التي تدفع للحكة . ولا يزال العديد من الأطباء ينصحون باستخدام غسول الكلامين، ومع ذلك، توجد علاجات منه على شكل جل مبرد واقل تجفافا في الصيدليات .

ويجب إعطاء حديثي الولادة عقارين مضادين لعلاج الجديري المائي: الأول يعمل على تقوية جهاز المناعة لفترة قصيرة ويصنع هذا العقار من دم المتبرعين وهذا العقار لا يمنع حدوث مرض الجديري المائي ولكنه يخفف من شدة الأعراض ويقلل من مضاعفاتها ولكن لابد أن يستخدم هذا العقار قبل ظهور الأعراض . أما العقار الثاني فهو يساعد على تخفيف درجة الحرارة وتخفيف حدة الأعراض في حالة ما إذا بدأ العلاج خلال اليوم الأول من ظهور الطفح الجلدي . وفي حالة إصابة الطفل بعد 5 أيام من الولادة أو إذا ظهرت الأعراض خلال يومين بعد الولادة يعالج الطفل بعقار المناعة دم المتبرعين الذي لا يمنع الإصابة بالمرض، ولكنه سيساعد على تخفيف حدة الأعراض والمضاعفات وفي حالة ولادة الطفل مصابا فإنه يعالج بالعقار الذي يقوم بتخفيف الأعراض .

الأعراض الجانبية المحتملة للقاح:

الحمى والطفح الجلدي الدائم عرضان شائعان .

لماذا نحتاج اللقاح؟

رغم أن الجديري المائي لا يهدد حياة الطفل، إلا أن هذا المرض يثير الشفقة والرثاء، ويحدث ضيقاً عند معظم الأطفال . فعند بعضهم تحدث البثور المزعجة داخل الفم، وفي اسفل الحنجرة حتى منطقة الأعضاء التناسلية . وبعد الإصابة بالمرض قد يظل الفيروس كامنا في الجسم، وينشط بعد عدة سنوات في حالة نقص مناعة الجسم وفي هذه الحالة يكون المرض معديا ومؤلما ويظهر في شكل التهاب في بعض أعصاب العمود الفقري والجمجمة على طول العصب المصاب .

ويظهر المرض على شكل طفح جلدي مثير للهرش ويجف الطفح بعد فترة وبعدها تكون القشرة . وفي حالة عدم الإصابة بالجديري للمحيطين بالمريض فقد يصابون به عند التعرض للسائل الذي تحتويه البثرات عند ملامسة المريض .

بيد أن ما يتفق عليه الأطباء هو أن الإصابة بالجديري المائي في الطفولة تعطي مناعة ضد المرض فلن تتكرر العدوى ثانية إلا في حالات بسيطة يتعرض لها البالغون نتيجة لنقص المناعة وقد تكون هذه الإصابة خطيرة خاصة في السيدات أثناء الحمل، فالإصابة قد تؤثر بالسلب في الجنين والطفل بعد الولادة .

الجديري المائي والحمل

إذا أصاب المرض السيدة في مرحلة الطفولة فسوف يستفيد طفلها من ذلك حيث يكتسب مناعة ضد المرض في فترة الحمل ولمدة 7 أيام بعد الولادة والتي يحمل فيها الأطفال مناعة أمهاتهم . أما إذا أصاب الجديري المائي الحامل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل فهذا لا يشير إلى زيادة احتمالات الإجهاض فالدراسات تشير إلى أن إصابة الأم الحامل بالمرض لا تتعدى (3/1000) وعدد أقل من الأجنة يصاب به داخل الرحم.

أما بالنسبة لخطورة إصابة الأم بالمرض على الجنين فتعتمد على توقيت الإصابة فمع بداية الحمل وحتى الشهر الخامس الأسبوع 20 فربما يصاب الجنين بنسبة من 1 إلى 2% من الحالات بالفيروس وقد يتسبب هذا في تدمير العين والساق والذراع والمخ والمثانة البولية والأمعاء وهذه الإصابة تظهر بالكشف بالموجات فوق الصوتية في الأسبوع السادس عشر وحتى الأسبوع العشرين أو بعد خمسة أسابيع من إصابة الأم بالفيروس .

وفي حالة إصابة الأم بالفيروس في الأسبوع العشرين وحتى الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل فالأغلب ألا يصاب الجنين بمشاكل داخل الرحم ولكن قد يستقر الفيروس داخل جسم الجنين وربما يظهر في شكل مرض التهاب الأعصاب في السنوات الأولى من حياته ولكنه لن يكون أكثر خطورة من أي طفل آخر أصيب بنفس المرض .

واذا اصيبت الأم بالمرض بداية من الشهر التاسع فإن ذلك قد يصيب جنينها بالجديري المائي داخل الرحم . وفي حالة إصابة الأم بالطفح الجلدي قبل ولادة الطفل بحوالي 7 أيام يصاب الجنين بالجديري المائي بصورة شديدة ويمكن أن تؤدي للوفاة نتيجة لشدة المرض . ولهذا تكون الولادة أكثر خطورة على الأم والطفل في هذه الحالة . وفي حالة الإصابة بالتهاب الأعصاب الفيروسي خلال فترة الحمل فإن الجنين لا يتأثر بالإصابة وتظهر الأعراض خفيفة على الأم .

ويفضل أن تدخل الحامل المستشفى في حالة الإصابة، أو في حالة إصابتها بالمضاعفات مثل مشكلات بالصدر والتنفس أو صداع أو قيء أو إحساس بالتعب أو نزيف أو طفح دموي أو جلدي شديد . ويمكن أن تعالج الحامل بدواء تقوية المناعة بالحقن حتى 10 أيام من التعرض للمرض والذي من شأنه أن يخفف الأعراض .

وقد أظهرت دراسة أجريت على 97 سيدة من الحوامل اللاتي أصيبن بالمرض وعولجن بعقار VZIG أن أطفالهن لم يصابوا بالمرض . وفي حالة أخرى لم يتأكد عدم الإصابة بالمرض . حيث أصيب جنين بمضاعفات داخل الرحم بالرغم من علاج الأم بهذا العقار .

ويمكن أيضا للعقار الثاني أن يقلل من حدة الحمى والأعراض ولكن هذا العقار لا يوصف للحامل إلا بعد 20 أسبوعا من الحمل ويكون في هذه الحالة علاجا بالأقراص . وهذا العقار لا يعطي النتيجة المرجوة إذا تم تناوله بعد 24 ساعة من ظهور الطفح الجلدي وعند ظهور الطفح لابد من تجنب الهرش لعدم تلوث الجلد .

وعندما لا تكون الأم الحامل مكتسبة للمناعة ضد الجديري المائي أو غير متأكدة من ذلك فعليها اتخاذ الاحتياطات لتجنب التعرض لمن يمكن أن يكون حاملا للمرض . ولابد للمصابين أن يتجنبوا التعامل مع الحوامل والأطفال الرضع حتى خمسة أيام بعد ظهور الطفح الجلدي على الأقل أو حتى تسقط القشرة عن كل البثور .

الحصبة

الأعراض:

تتمثّل العلامة الأولى للمرض، عادة، في حمى شديدة تبدأ في اليوم العاشر أو الثاني عشر بعد التعرّض للفيروس وتدوم من يوم إلى سبعة أيام . وقد يُصاب المريض أيضاً، في هذه المرحلة الأولى، بزكام (سيلان الأنف) وسعال واحمرار في العينين ودمعان وبقع صغيرة بيضاء داخل الخدين . وبعد مضي عدة أيام يُصاب المريض بطفح يظهر عادة في الوجه وأعلى العنق . وخلال ثلاثة أيام تقريباً ينزل الطفح إلى أسفل الجسم ويطال اليدين والقدمين في نهاية المطاف . ويدوم الطفح فترة تتراوح بين خمسة وستة أيام، ثم يختفي بعد ذلك . ويحدث ذلك الطفح في غضون فترة تتراوح بين سبعة أيام و18 يوماً عقب التعرّض للفيروس، ومتوسطها 14 يوماً .

ومعظم من يصابون بالحصبة هم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنة واربع سنوات .

وتبدأ الأعراض مع شعور بالبرودة وزكام شديد وسعال جاف واحمرار وحرقان بالعينين . وعند نهاية اليوم الثالث تظهر بقع بيضاء داخل الفم تشبه ذرات الملح، وفي اليومين الرابع والخامس يظهر طفح جلدي احمر اللون يبدأ خلف الأذنين ثم ينتشر على الوجه، ثم الجذع، وأخيرا يغطي سائر الجسد .

ويبدأ الطفح الجلدي في التلاشي في اليوم السادس من بداية المرض، ويتماثل الطفل للشفاء بعد مرور اسبوع . وبعد أربعة أيام أخرى تأخذ الحرارة بالهبوط ويتبع ذلك تكوين قشرة شبيهة بالنخالة . وتترواح فترة حضانة المرض بين سبعة أيام وأربعة وعشرين يوما .

ومصدر عدوى الحصبة ومخزنها هو الإنسان، وهي تنتقل بواسطة الرذاذ والاتصال المباشر وغير المباشر عن طريق الأشياء الملوثة . وبعد الشفاء من الحصبة يكتسب الشخص مناعة مدى الحياة .

كيف تنتشر؟

تنتقل الحصبة عن طريق العطس والسعال أو الاتصال المباشر، وينشط فيروسها المعدي جدا لمدة خمسة ايام قبل وبعد ظهور اول طفح جلدي .

ويظل الفيروس نشطاً ومعدياً في الهواء أو على المساحات الموبوءة طوال فترة قد تبلغ ساعتين من الزمن . ويمكن أن ينقل الشخص الموبوء الفيروس إلى شخص آخر خلال فترة تتراوح بين اليوم الرابع الذي يسبق ظهور الطفح عليه واليوم الرابع الذي يلي ذلك .

ويمكن أن تؤدي فاشيات الحصبة إلى وقوع أوبئة تتسبّب في حدوث العديد من الوفيات، ولاسيما في صفوف صغار الأطفال ممّن يعانون سوء التغذية .

وفي البلدان التي تم فيها التخلّص من الحصبة على نطاق واسع لا تزال حالات ذلك المرض الوافدة من بلدان أخرى تشكّل مصدراً مهماً للعدوى .

ويكون الطفل معدياً قبل ظهور الطفح الأول وبعده . وعند من تنتقل اليه العدوى قد يستغرق الأمر اسبوعين قبل ظهر الأعراض .

ويُمنع الطفل من الذهاب إلى المدرسة إلى أن يتماثل للشفاء أو لمدة أسبوع من ظهور الطفح الجلدي الأول.

ومعظم المصابين بالمرض يتعافون منه، لكن في حالات نادرة قد تحدث مضاعفات خطيرة تتضمن التهاب الكبد والالتهاب الرئوي . كما يعاني بعض الأطفال من الإصابة بالتهاب الاذن الوسطى أو التهاب القصبة الهوائية أو التهاب الرئتين . وهناك نسبة صغيرة جداً من الأطفال تصاب بالتهاب الدماغ (encephalitis) الذي يمكن أن يؤدي إلى حدوث مشكلات ذات عواقب وخيمة على الطفل المصاب .

وتُعد الحصبة، في غالب الأحيان، مرضاً مزعجاً يتسم بأعراض خفيفة أو معتدلة الوخامة . أما الحصبة الوخيمة فإنها تصيب، على الأرجح، صغار الأطفال الذين يعانون سوء التغذية، وبخاصة الذين لا يتلقون الكمية الكافية من الفيتامين ألف، أو الذين ضعُف نظامهم المناعي بسبب الايدز والعدوى بفيروسه أو أمراض أخرى .

وتحدث معظم وفيات الحصبة بسبب المضاعفات المرتبطة بهذا المرض . وكثيراً ما تحدث تلك المضاعفات لدى الأطفال دون سن الخامسة أو البالغين الذين تتجاوز أعمارهم 20 عاماً .

ومن أكثر المضاعفات وخامة العمى والتهاب الدماغ (عدوى خطرة تصيب الدماغ وتتسبّب في تورّمه) والإسهال الوخيم والتجفاف الناجم عنه وأنواع العدوى التي تصيب الأذن وأشكال العدوى التنفسية الوخيمة، مثل الالتهاب الرئوي .

وتؤدي نحو 10% من حالات الحصبة إلى الوفاة لدى الفئات السكانية التي ترتفع فيها معدلات سوء التغذية وتنقص فيها فرص الحصول على الرعاية الصحية .

العلاج:

يجري الطبيب فحصا بسيطا للعاب للكشف عن الحصبة . فاذا كان طفلك مصابا بها، ظلي على اتصال مع الطبيب، وأبلغي كل من كان على اتصال من طفلك أو قريبا منه كي يتم فحصه، ولا يوجد علاج، وانما ببساطة عليك الانتظار حتى تنتهي الحالة . وفي الحالات الخطيرة، قد تستخدم المستشفيات عقاقير مضادة للفيروس . وقد يحتاج الطفل للمضادات الحيوية لعلاج المضاعفات البكتيرية مثل التهاب الأذن أو التهاب الرئتين .

ويُنصح الطفل المصاب بالحصبة بالراحة إلى أن تنخفض درجة حرارته ويتماثل للشفاء في غرفة هادئة خافتة الضوء حتى لا تؤذي عينيه المتعبتين بسبب الالتهاب . اما الحرارة المرتفعة فتعالج بكمادات الماء والباراسيتامول .

الآثار الجانبية المحتملة للقاح

يعتبر اللقاح ضد الحصبة من اللقاحات الأساسية في جميع دول العالم . ويعطى للطفل في نهاية السنة الأولى من العمر . والجرعة الواحدة من اللقاح تعطي مناعة لأكثر من سبع سنوات .

وقد وجدت بعض الأبحاث أن 10 في المائة من الأطفال يصابون بحمى متوسطة وحكة خفيفة خلال 6-11 يوما من اخذ اللقاح . وبنسبة واحد في المليون قد يحدث صرع . ويرجح بان الحصبة هي احدى مسببات الصرع .

ولا يعطى اللقاح للمرأة الحامل، ولا للمصاب بمرض سرطان الدم . كما لا يعطى لمن يعالج بالكورتيزون أو بالأشعة .

ويستعمل المصل المحصن لمنع الإصابة بالحصبة عندما يختلط الطفل مع أطفال مصابين بالمرض على أن يكون ذلك في أسرع وقت ممكن بعد التعرض للإصابة ليكون مفعوله الوقائي اكبر .

لماذا نحتاج اللقاح؟

تعتبر الحصبة احدى أمراض الأطفال الشائعة في جميع دول العالم، ووفقا لاحدث الاحصائيات التي توفرت من منظمة الصحة العالمية فقد شهد عام 2007 وقوع 197000 حالة وفاة بسبب الحصبة في جميع أنحاء العالم- أي ما يناهز 540 حالة وفاة في اليوم أو 22 حالة وفاة في الساعة .

وتحدث أكثر من 95% من وفيات الحصبة في البلدان المنخفضة الدخل التي تتسم بهشاشة بنيتها التحتية الصحية .

ولهذا فإن اللقاح الثلاثي (الحصبة، النكاف، والحصبة الألمانية) الذي يعطى خلال 72 ساعة من الاتصال بالمريض، أو حقنة غلُوبولينٌ مَناعِيّ، يمكن أن يشكل وقاية أو تخفيفا للمرض .

وإعطاء اللقاح قبل التعرض للعدوى أو في اليوم ذاته يمنع حدوث المرض . أما إذا تأخر إعطاء اللقاح فيعطى المصل المحصن (الغلُوبولين المَناعِيّ) .

وقد مكّنت جهود التطعيم ضد الحصبة من تحقيق مكاسب صحية عمومية كبرى ممّا أدّى إلى انخفاض وفيات هذا المرض في جميع أنحاء العالم بنسبة 74% في الفترة بين عامي 2000 و2007 وانخفاض تلك الوفيات بنسبة ناهزت 90% في إقليمي شرق المتوسط وإفريقيا .

وفي عام 2007 تلقى نحو 82% من أطفال العالم جرعة واحدة من لقاح الحصبة قبل بلوغهم عامهم الأوّل في إطار الخدمات الصحية الروتينية، وذلك يمثّل زيادة مقارنة بعام 2000 حيث كانت تلك النسبة تناهز 72% . (يوصى بإعطاء جرعتين من اللقاح لضمان المناعة، ذلك أنّ المناعة لا تتطوّر لدى 15% من الأطفال المُطعّمين تقريباً بعد تلقيهم الجرعة الأولى) .

التهاب السحايا

الأعراض:

قد تسبب البكتيريا السحائية التهاب السحايا (أو انتفاخ أغشية الدماغ) وحدوث تسمم في الدم . وهذا المرض مخيف لأن الالتهاب الذي يحدث في أغشية الدماغ والحبل الشوكي يمكن أن يتطور في بضع ساعات .

وعلى الرغم من أن غالبية أسباب الإصابة تكون عدوى (بكتيرية، فيروسية، فطرية وطفيلية)، إلا أن هناك عوامل كيميائية وخلايا ورمية قد تسبب ذلك .

وهناك أكثر من نوع بكتيري يسبب التهاب السحايا، من أهمها بكتيريا تسمى Haemophilus influenzae وبكتيريا تسمى نيسرية بنية وتوجد في أحيان كثيرة على شكل أزواج حيث تهاجم هذه البكتيريا اغشية الدماغ وتتكاثر في السائل الدماغي داخل هذه الاغشية . وتشبه أعراض هذا المرض في البداية أعراض الرشح العادي، ثم يتبعها صداع وحمى تسمى الحمى المخية الشوكية أو حمى البقع وتشنج في عضلات الرقبة والظهر . يصاب الإنسان أحيانا في الحالات الشديدة بفقدان السمع وفقدان الوعي ومن ثم الموت .

اما أهم نوع من أنواع الفيروسات المسببة للتهاب السحايا غير الصديدي فهو فيروس كوكساكي coxackie ، وعشر حالات الالتهاب ترجع إلى العدوى بفيروس يوجد عادة في الفئران ويسبب مرضا يسمى التهاب السحايا الليمفاوي الكوريوني Lymphocytic Chriomeningitis وضحايا هذا المرض يشفون تلقائيا .

وهناك مرض معد آخر يمكن أن يؤدي إلى التهاب السحايا وهو الالتهاب الرئوي Pneumonia، ولكن البكتيريا المسؤولة عن الالتهاب الرئوي الفصي هي بكتيريا النيومونيا Streptococcus Pneumonia .

ويمكن أن تصاب الأغشية المخية مباشرة بالعدوى ويحدث ذلك للأطفال الصغار المصابين بعدوى وتقيح سائل بالأذن، ويمكن أن تحدث أيضا في الكسور الخطيرة في الجمجمة حيث تتلوث الأغشية المخية بالميكروبات من الجو أو من جلد المصاب .

وفي واحدة من كل عشر حالات لا يتم تشخيص المرض مبكرا بما يكفي ما يؤدي الى الوفاة .

ويعتبر التهاب السحايا اكثر الأمراض خطورة عند الأطفال دون سن الخامسة، وعادة ما يكون سببه بكتيريا المكورة السحائية .

وتتضمن علامات التحذير الأولية ألماً شديداً في الساقين واليدين . وشعوراً بالبرودة في الساقين واليدين، وشحب لون الجلد وازرقاق الشفتين، والقيء، والحمى، والتعب، والصداع .

ويمكن أن تتضمن أعراض التهاب السحايا البكتيري حدوث تشنج في الرقبة والجسم، أو ظهور اخفاق في التنفس السريع، وغالبا ما يكون مصحوبا بحمى وشحوب لون الجلد أو بقع جلدية وطفح جلدي شديد الاحمرار أو ارجوان، ويبدو من صعوبة السيطرة على المريض، ويرفض الاكل، ويظهر مستويات غير عادية من التعب وعدم الاستعداد للنهوض من النوم، والبكاء أو النحيب بطريقة غير عادية . اما أعراض التهاب السحايا الفيروسي فقد تكون مشابهة مع ارتفاع في درجة الحرارة (مثل حمى الإنفلونزا)، وألم وصداع وغثيان وقيء وحساسية غير طبيعية للضوء، ولكنها في العادة لا تسبب طفحاً جلدياً مميزاً .

فحص الكوب

يمكن الكشف عن التهاب السحايا بفحص بسيط يستخدم فيه الكوب، وفي هذا الفحص اضغطي جانب الكوب على جلد الطفل . فاذا كنت لا تزالين قادرة على رؤية الطفح من خلال الزجاج، فإن من المرجح أن الطفل أو الرضيع مصاب بالسبتيكايميا (تسمم في الدم)، وفي هذه الحالة يجب طلب الاسعاف فورا .

كيف ينتشر؟

وتحدث العدوى عن طريق استنشاق رذاذ الهواء الملوث بالبكتيريا، (السعال، العطس، الاتصال المباشر) حيث تدخل بداية إلى الجهاز التنفسي وتتكاثر، ومن ثم تنتقل عن طريق الدم إلى الجهاز العصبي، وبالتحديد إلى اغشية الدماغ، وتفرز السموم هناك . ومن الظواهر الملفتة لهذه البكتيريا أنه يسهل امتصاصها بوساطة كريات الدم البيضاء التي تتجمع عند الأغشية الملتهبة .

وتعيش البكتيريا في المسالك الأنفية والأغشية المخية ومنها تنتشر أثناء الحديث أو السعال .

العلاج:

بعد فحص الدم، يجرى تصوير بالأشعة المقطعية (CT Scan) وأخذ عينة من الحبل الشوكي . ويعالج التهاب السحايا البكتيري في وحدة العناية المركزة (ICU) باعطاء المريض أدوية السفونامايد وبعض المضادات الحيوية . اما التهاب السحايا الفيروسي فقد لا يحتاج المكوث في المستشفى، وانما تلزمه الراحة والنقاهة في المنزل لمدة اسبوعين . وهناك نوع من التهاب السحايا أكبر خطورة بكثير وهو النوع المعروف بالتهاب السحايا غير الصديدي (Aseptic Meningitis) ويحدث هذا المرض عن طريق عدوى الأغشية المخية بنوع معين من الفيروسات وقلما تؤدي الإصابة به إلى الموت .

الآثار الجانبية المحتملة للقاح:

التهاب في مكان الحقنة، ضعف مؤقت عند الأطفال الرضع .

لماذا نحتاج اللقاح؟

يوفر اللقاح المركب (اللقاح الثلاثي، التهاب السحايا سي، المكورة الرئوية ولقاح الدفتيرا شلل الأطفال الكبد الوبائي) شيئا من الوقاية من معظم انواع البكتيريا والفيروسات المسببة لالتهاب السحايا . وقبل طرح هذا اللقاح عام 1999 كانت السلالة سي من هذا المرض تصيب ما يقدر بنسبة 40 في المائة من حالات الإصابة بين الأطفال .

النكاف (أبوكعب)

الأعراض:

النكاف مرض معد حاد يصيب الإنسان ويتسبب في التهاب الغدد اللعابية والجهاز العصبي وأجزاء أخرى من الجسم .

وقد كان النكاف احد أمراض الأطفال المنتشرة إلى أن تمت السيطرة عليه تقريباً بسبب انتشار التطعيمات بشكل واسع في العالم .

ويبدأ هذا المرض بارتفاع درجة الحرارة يمكن أن تصل إلى 39 درجة مئوية، بالإضافة إلى الإحساس بالصداع وفقدان الشهية، ثم يظهر ورم إحدى الغدتين النكفيتين عند زاوية الفك الأسفل تحت الأذن نتيجة التهاب في الغدة اللعابية، ويشكو المريض من ألم أثناء المضغ، كما يشعر برعشة، ويتجنب الضوء (لأنه يؤذي عينيه) . وبعد يومين أو ثلاثة قد تتورم الغدة الأخرى فيشكو المريض من قلة اللعاب . وقد تتورم الغدتان معاً في بعض الحالات ثم تهبط درجة الحرارة وتبدأ الغدد في الضمور وترجع لحالتها الطبيعية بعد حوالي سبعة أيام . وبعض الأعراض التي يجب توخي الحذر منها من المضاعفات تشمل ارتفاع درجة الحرارة أكثر من 39 درجة مئوية، وتصلب العنق والغثيان والقيء والصداع الشديد، والنعاس الشديد، والتشنجات، فقد تشير هذه الأعراض إلى التهابات السحايا أو الدماغ . وإذا حدث آلام في البطن مع ارتفاع درجة الحرارة أو ألم حاد في المعدة أو تورم في الخصيتين فإنها قد تدل على التهابات البنكرياس، أو التهابات المبيض عند الفتيات أو التهابات الخصيتين في الذكور

وقد يكون هذا المرض بسيطا جدا، حيث يعتقد أن ثلث الحالات تشفى من دون ملاحظتها، لكن المضاعفات تتراوح من التهاب في البنكرياس الى التهاب السحايا الفيروسي . وفي حالات نادرة تتضمن التأثيرات فقدان السمع والتهاب الدماغ بنسبة 1 من كل 5000 طفل .

وتستمر مدة حضانة المرض من سبعة عشر إلى تسعة عشر يوماً .

كيف ينتشر؟

بطريقة مباشرة عن طريق الرذاذ الملوث في الهواء نتيجة العطس أو الكحة أو من خلال الاتصال المباشر بلعاب المصاب . أو بطريقة غير مباشرة بواسطة أدوات المريض الملوثة بالفيروسات .

وقدرة النكاف على العدوى مشابهة للإنفلونزا والحصبة الألمانية، وأقل من الحصبة أو جدري الماء . ويكون المصاب به معديا قبل 3 أيام (تقريبا) من ظهور الأعراض وتستمر قدرته على العدوى إلى حوالي 4 أيامٍ بعد ظهورها، وذلك بالرغم من أن الفيروس يمكن أن يوجد في اللعاب قبل 7 أيام من بداية الأعراض، ويستمر بالتواجد باللعاب إلى 9 أيام بعد بداية الأعراض .

العلاج:

يتم علاج مريض النكاف في المنزل . ويمكنك الانتظار لمدة اسبوع وتجريب مسكنات الالم والاكثار من السوائل مع تجنب شرب المشروبات الحمضية مثل عصير البرتقال أو الجريب فروت، ووضع كمادات دافئة على الغدد المتورمة للتخفيف من الالم . وإعداد غذاء سهل البلع للطفل لتخفيف الألم أثناء المضغ . ولا ينصح باستخدام الأسبرين للأطفال الذين يعانون من العدوى الفيروسية، وذلك لأن الأسبرين مرتبط ببعض الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى فشل الكبد (reyeصs syndrome) .

اما المضادات الحيوية فقد لا تنفع في التغلب على الفيروس، ولذا يجب مراجعة الطبيب في حالة تطور مضاعفات للمرض .

وتتم الوقاية من النكاف بإعطاء الطفل اللقاح الواقي في نهاية السنة الأولى من العمر والموجود ضمن اللقاح الثلاثي (MMR) . وتوفر معظم البلدان في الوقت الراهن هذا اللقاح الثلاثي . وعادة ما يعطى للأطفال ما بين الشهر 12 والشهر ،15 وتعطى جرعة ثانية ما بين السنتين 3 و5 قبل ذهاب الطفل إلى المدرسة .

والتحصين عادة لا يتم في سن أصغر بسبب انخفاض خطر الإصابة بمرض النكاف قبل السنة الأولى من العمر . ولقاح النكاف آمن جدا وتوصي به منظمة الصحة العالمية والأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها .

الآثار الجانبية المحتملة للقاح:

حمى خفيفة، نتيجة الصلة بلقاح الحصبة، وفي حوالي واحد في المائة من الحالات يحدث انتفاخ بسيط في الوجه .

لماذا نحتاج اللقاح؟

قبل ظهور اللقاح الثلاثي (MMR) كان ما يزيد على 2 في المائة من الأطفال يدخلون المستشفيات بسبب مرض النكاف . وفي الماضي، كان يعرف ان هذا المرض يصيب الجيوش، وكانت الإصابة به من الأسباب الرئيسية لدخول المستشفى أثناء الحرب العالمية الأولى .

الحصبة الألمانية

الأعراض:

الحصبة الألمانية هي مرض مُعد يسببه فيروس الحميراء ولا يسبب للطفل إزعاجا أكثر من إزعاج الزكام، وتستمر فترة حضانة الفيروس بعد أن يدخل الجسم من 14 إلى 21 يوماً وعادة يكون 18 يوما ثم تبدأ أعراض المرض في الظهور مثل ارتفاع خفيف في درجة حرارة الجسم خلال اليومين الأولين لا يزيد بأي حال من الأحوال عن 4,38 مئوية، وقد تنتفخ الغدد الواقعة خلف الأذنين وحول العنق وفي منطقة الوركين أو الابطين . ثم الاذرع والساق، وألم في المفاصل . ولا يستمر ارتفاع الحرارة ولا الطفح الجلدي أكثر من ثلاثة أيام، حيث ينتشر الطفح من الوجه إلى باقي الجسم ويختفي بسرعة خلال تلك الفترة، لذلك يسمى هذا المرض أحياناً حصبة الأيام الثلاثة، أما تضخم الغدد فقد يستمر لمدة من 7 - 10 أيام . ويظهر الطفح في اليوم الأول أو الثاني، ويتكون من بقع مسطحة تتراوح بين الارجواني والاحمر القاني فوق الرأس والرقبة خلف الاذنين لمدة يومين الى ثلاثة ايام، ثم ينتشر بسرعة إلى كافة أنحاء الجسم . وتزول كل الأعراض في اليوم الرابع والخامس .

واذا انتقل الفيروس الى امرأة حامل غير محصنة في الاسابيع الثمانية حتى العاشرة من الحمل، فإن ذلك قد يسبب حدوث تشوهات ولادية للطفل بنسبة 90 في المائة تتضمن العمى، والصمم والتخلف العقلي . ويستمر الخطر حتى الاسبوع العشرين من الحمل، ويمكن أن تستمر الأعراض لمدة تتراوح بين اسبوعين الى ثلاثة اسابيع . ويكون المصاب معديا في الفترة من أسبوع قبل ظهور الطفح إلى مدة خمسة أيام بعد ظهوره .

ويكتسب الشخص مناعة دائمة بعد شفائه من المرض .

كيف ينتشر؟

تنتقل الحصبة الألمانية عن طريق العدوى بواسطة الرذاذ (أي استنشاق هواء يحتوي على فيروسات المرض) من الشخص المصاب إلى الشخص السليم وذلك عن طريق إفرازات الجهاز التنفسي مثل العطس أو مخاط الأنف تحدث العدوى، وفي حالة الجنين تنتقل إليه العدوى عن طريق المشيمة من أمه المصابة .

العلاج:

تعد الحصبة الألمانية أقل انتشاراً من مرض الحصبة، وهي لا تسبب أي وباء، ولكنها تحمل خطر الإصابة بالتهاب الدماغ في حالات نادرة جداً، أما التأثير الأكثر حدوثاً عند البالغين الذين يصابون بالحصبة الألمانية فهو انتفاخ المفاصل وتصلبها . ولا يحتاج مرضى الحصبة الألمانية إلى علاج خاص، ولكن هذا المرض قد يؤثر في الجنين وهو في رحم والدته (كأن يولد الطفل مشوها (مصابا بمرض القلب) فقدان النظر أو السمع (متأخرا في نموه العقلي والجسدي أو غير ذلك)، ولذلك يجب أن تتجنب المرأة الحامل الاتصال بشخص مصاب بالحصبة الألمانية لتجنب العدوى .

وطريقة علاج الحصبة الألمانية لا تقلل من فترة الإصابة بالمرض أما بالنسبة للجنين، فلا يوجد علاج للحد من مضاعفات الحصبة فعلاج الجنين المصاب بالمرض في رحم الأم يعتمد على مدى حالة الجنين بعد التعرض للمرض . إذا حدثت إصابة فعلية بالحصبة الألمانية عند الطفل أو الشخص البالغ فيجب اتباع الآتي:

* الراحة التامة في الفراش (حسب إرشادات الطبيب) .

* التأكد من إجراء فحوص طبية على الأشخاص الذين يتعاملون مع الطفل بشكل يومي حسب إرشادات الطبيب .

* يصف الطبيب بعض العقاقير لخفض الحرارة أو تخفيف ألم المفاصل . وتكون الوقاية بأخذ المصل الخاص بالحصبة الألمانية ويوجد هذا المصل منفرداً (مصل ضد الحصبة الألمانية فقط) أو متحداً مع مصل الحصبة المعتادة والتهاب الغدة النكافية وهذا الطعم يعرف ب (MMR) ويُسمَّى ثلاثي الحصبة، وفي الحقيقة فإن هذا المصل المشترك في غاية الأهمية لعملية الإنجاب، وذلك للوقاية من الحصبة الألمانية بمخاطرها التي عرفناها وكذلك الوقاية من الحصبة المعتادة التي قد تؤدي إصابة المرأة بها أثناء الحمل إلى موت الجنين وكذلك الوقاية من التهابات الغدة النكافية التي قد يكون من مضاعفات الإصابة بها ضعف الإنجاب عند الذكور إذا حدث التهاب بالخصيتين حيث يؤدي إلى حدوث عقم مؤقت بنسبة 13% من الحالات المصابة، لكن العقم المطلق احتمالية نادرة .

الأعراض الجانبية المحتملة للقاح:

حمى خفيفة، تصاب بعض النساء بألم مؤقت في المفاصل .

لماذا نحتاج اللقاح؟

قبل ظهور لقاح الحصبة الألمانية كان هذا المرض سبباً شائعاً لإصابة الأطفال بالصمم .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"