إعلام ... الإعلاميات يفتشن عن الشهرة مهما اختلفت الوسيلة

الشاشة الصغيرة ليست الطريق الوحيد إليها
01:01 صباحا
قراءة 4 دقائق
حقيقة راسخة لدى أكثرية الإعلاميين الشباب مفادها ان الشاشة الصغيرة أسرع وسيلة الى الشهرة، لكن البعض مصر على إيمانه بأن الكلمة المكتوبة هي الأكثر تأثيراً في وجدان الناس والأبقى، وبالتالي، وحدها توفر الشهرة الحقيقية والثابتة للإعلامي طالما أنها سوف تحمل توقيعه دائماً. هنا شهادات إعلاميات لبنانيات: كاتبات وتلفزيونيات وإذاعيات بين مؤيدات للتلفزيون أو للصحافة المكتوبة في البحث عن النجاح والشهرة.تقول ندى الحسيني: (صحافية): من خلال تجربتي الشخصية أقول إن الصحف تقدم الشهرة وعلى طبق من فضة أيضاً، فأنا اشتهرت عبر الصحافة المكتوبة، واستطعت ان أصل بمقالاتي عن الاقتصاد والسياحة الى كثير من القراء، وإثر كل مقال كانت تأتيني اتصالات عديدة مما يؤكد أن الناس تقرأ، والصحف تحقق الشهرة لكتابها.لا شك في أن لكل وسيلة اعلامية أبعادها الخاصة وميزاتها الفريدة. هناك قراء للصحف، ومشاهدون للتلفزيون، ومستمعون للإذاعة.. وبين هذه جميعها يبقى تأثير الكلمة المكتوبة أكبر وأوسع وأشد تأثيراً بحيث تبقى الكلمات والصور في ذاكرة القارئ فيعود إليها كلما رغب.وتقول ديانا رزق (مذيعة): الإعلام المرئي يحقق الشهرة بشكل أسرع، وكل إعلامية تقدم برنامجاً ترفيهياً تُحقق شهرة واسعة لدى المشاهدين وفي زمن قياسي، عكس ما يحصل في الإعلام المكتوب حيث تتطلب الشهرة سنوات عدة حتى تبقى بعض الأسماء في ذاكرة الناس، وفي الغالب تكون أسماء رؤساء ومديري التحرير.ومن خلال تجربتي، بدأت أمسك بأطراف خيوط شهرتي منذ العام الأول الذي قدمت فيه برامج على قناة أوربت، وحرصت على أن أصعد السلم خطوة خطوة حتى لا أتعثر، وها أنا اليوم أتقدم، وأتلمس إعجاب الناس من خلال ما أتلقاه من اتصالات.ميراي حكيم خاضت تجارب مكتوبة ومرئية ومسموعة وتكونت لديها قناعات خاصة تقول عنها: من خلال تجربتي ورحلتي في الحقل الإعلامي، ومروري أولاً بالعمل الإذاعي (لبنان الحر)، ثم في الصحافة المكتوبة، وحالياً في العمل المرئي في تلفزيون OTV لاحظت أن الشهرة لا تتحقق إلاّ عبر الشاشة لأن الكلمة والصورة تصل الى كل الناس، وتطال مختلف الشرائح الاجتماعية والثقافية المتباينة، ما يجعل هذا الوجه أو ذاك معروفاً، وبالتالي مشهوراً. مثلاً سهرة رأس السنة 2007 التي قدمتها على إحدى المحطات أمنت لي شهرة فاقت عشرات المقالات والتحقيقات والتقارير التي سهرت على كتابتها أياماً وليالي.وتقول كمال طنوس (صحافية): أعمل في الصحافة المكتوبة منذ نحو 18 عاماً انقطعت خلالها قليلاً بسبب الإنجاب والأولاد، لأعود وأُتابع مشواري الكتابي.وأرى أن الصحافة المكتوبة اكثر بقاء في عقل القارئ وبالتالي اشد تأثيراً، ذلك أن كتاب الصحافة لا تضيع كلماتهم عبر الأثير الإذاعي والتلفزيوني، لأن كلمات هؤلاء تظل مؤرشفة، علماً ان أصحاب البرامج المسموعة والمرئية يعودون في برامجهم الى الصحافة المكتوبة. وفي جميع الأحوال يمكن القول إن الصحافة المكتوبة هي زاد الإعلام المرئي والمسموع.وتقول إليان حاج: دخلت الى الصحافة المكتوبة بعد عشر سنوات من العمل الإذاعي الأمر الذي جعلني أُدرك أن الكلمة المكتوبة تصل بين كاتبها وقارئها بعمق وثقة واحترام وذاكرة مؤرشفة أيضاً، لذا أحببت العمل الكتابي حيث يعتصر المرء أفكاره ليقدم أفضل ما لديه على عكس الشاشة المملوءة بالترهات. وفيما يتعلق بالشهرة، فالصحافي الحقيقي لا يبغي إشهار نفسه بقدر ما يريد إلقاء الضوء على الآخرين وإظهارهم، وإشهارهم أيضاً. بالنسبة لي الشهرة ليست هدفي، وكثر اليوم يشتهرون عبر الابتذال والفضائح وما شابه، أما من يمتلكون أقلاماً فلديهم أهداف بعيدة وهواجس تتعلق بطروحات ونقاشات مختلفة في الحياة ولا يريدون توقيع ألبومات المعجبين والمعجبات.غادة بيضون التي بدأت الكتابة في صفحة الشباب تقول عن تجربتها: وجدت أن الشغف الحقيقي للمهنة ومتاعبها يكمن في الصحافة المكتوبة، كذلك متعة استخدام القلم والورقة، أما لناحية الحقوق المادية والمعنوية فلا شك في أن العاملين بالقلم والحبر هم الأقل نصيباً من حظوظ المال والشهرة. على عكس ما حدث معي في التلفزيون حيث حققت في فترة قصيرة نصيباً وافراً من النجاح والشهرة. لذا أرى الشاشة سبيلاً لشهرة أسرع ومداخيل أكثر إنما لفترة مؤقتة بينما تبقى الصحافة المكتوبة وأصحابها للتاريخ.وترى سناء نصر أن للشهرة وجوهاً عدة، وتقول عن ذلك: الإعلامي وكيفما اختار الوسيلة، كتابة، إذاعياً، تلفزيونياً، يواجه تحديات متنوعة تؤثر سلباً أو إيجاباً في مسيرته. بعض الإعلاميين يكتبون حتى يصلوا فيما بعد الى الشاشة، وبعضهم الآخر يتعلمون الكلام أولاً عبر الإذاعة والتلفزيون حتى يصلوا الى مرحلة الكتابة. المسألة إذن ذاتية وتختلف من شخص الى آخر بحسب رغباته الشخصية. بالنسبة لي ومن خلال تجربتي أرى أن الاستمرارية في العمل وعدم الانقطاع عنه هي التي تساهم في بناء الشهرة، وأقصد الشهرة السليمة منها فحسب. أما الشهرة السلبية فقد تتحقق بيوم أو بالأحرى بفضيحة. أنا مع العطاء المتوازن والمتواصل والشهرة الايجابية وإن استهلكت المزيد من الوقت.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"