ابتكارات طلابية ثمرة 110 أبحاث

ضمن برنامج النجاح الأكاديمي بجامعة الإمارات
03:30 صباحا
قراءة 4 دقائق
متابعة: هديل عادل

غالباً ما ترتبط فكرة المؤتمرات البحثية بالأكاديميين أو بشرائح معينة من الطلاب المتميزين، ولكن مؤتمر بحوث طلبة ما قبل التخرج، الذي ينظمه برنامج النجاح الأكاديمي في الكلية الجامعية بجامعة الإمارات، فتح أبوابه لكافة الطلاب باختلاف مستوياتهم الأكاديمية، بهدف عرض قدراتهم ومهاراتهم في البحث العلمي، وإتاحة الفرصة أمامهم لتبادل المعرفة والخبرة البحثية، وتطوير قدراتهم ودفعهم للابتكار والإبداع، ونظم المؤتمر بمشاركة 240 طالباً وطالبة، قدموا 110 أبحاث علمية في مجالات الطب والهندسة والعلوم وتقنية المعلومات والتربية.
تتحدث الدكتورة فاطمة طايل، المشرفة على المؤتمر عن أهميته، قائلة: يهدف مؤتمر بحوث طلبة التعليم الجامعي العام بنسخته الرابعة، والذي ينظمه برنامج النجاح الأكاديمي في الكلية الجامعية بجامعة الإمارات، إلى تكوين الحس البحثي لدى الطلاب والطالبات ابتداءً من المرحلة الجامعية الأولى وحتى السنة النهائية، وإتاحة الفرصة لهم لاستعراض قدراتهم ومهاراتهم في عرض نتائج بحوثهم ومناقشتها أمام الجمهور، كما يسهم هذا المؤتمر في تشجيع الطلبة ودفعهم نحو الابتكار والإبداع، حيث أصبح تطوير قدرات البحث العلمي والابتكار لدى الطلبة من أولويات نظام التعليم في الجامعات وفي مقدمتها جامعة الإمارات، التي تؤكد دوماً التزامها بالاهتمام بالبحوث العلمية للمشاركة في وضع حلول بحثية في المجالات الاستراتيجية للدولة، وتغذية المجتمع باحتياجاته من البحوث في كافة المجالات الحيوية، وتحقيق الريادة والتميز في التعليم العالي والبحث العلمي على المستويين الإقليمي والعالمي.

أغذية غنية

تشرح الطالبة فاطمة الخوري (تقنية معلومات) فكرة مشروعها، قائلة: مشروعي عبارة عن تصميم تطبيق ذكي لتعليم اللغات للأطفال، أنجزته بالتعاون مع زميلتي عائشة الزعابي، ومرفق مع التطبيق بطاقات تعليمية مساعدة، ويشمل التطبيق في المرحلة الحالية تعليم ثلاث لغات هي الإنجليزية، والإسبانية والألمانية، ومستقبلاً سنقوم بتطوير التطبيق ليشمل لغات أخرى، ويقوم الطفل من خلاله باستخدام تقنية الواقع المعزز، والتي تتيح له إمكانية رؤية الكلمات مجسدة بشكل ثلاثي الأبعاد، ويستطيع الطفل تعلم العبارات اللغوية من خلال تكرارها للتطبيق، الذي يقوم بتصحيحها للطفل حتى يتقنها، أيضاً يقوم التطبيق بتقييم مستوى إتقان المتعلم للغة، مما يساعده في تطوير مهاراته بشكل أفضل.
وقدمت الطالبتان بيان بن خضرة وعليا أحمد (كلية التغذية) دراسة عن مضادات الأكسدة في بعض الأكلات العربية، ومعدل استهلاكها في مجتمع جامعة الإمارات، تتحدث بيان عن أهمية دراستهم، قائلة: أصبح كثير من الناس يتناولون مضادات الأكسدة كمكملات غذائية، دون أن يعرفوا مدى حاجتهم لها، والجرعات المطلوبة لكل حالة، في حين أنه يمكن الحصول على مضادات الأكسدة من خلال الأغذية التي نتناولها، ولكن أغلب الناس يفتقدون للمعلومة العلمية عن أنواع الأغذية الغنية بمضادات الأكسدة، مع العلم أنه يوجد دراسات عن كمية مضادات الأكسدة الموجودة في الأكلات الغربية، ولكننا نفتقد إلى مثل هذه الدراسات لمعرفة كمية مضادات الأكسدة في الأكل العربي، ومن هذا المنطلق فكرنا في إجراء دراسة حول مضادات الأكسدة في بعض الأكلات العربية، وتناولت الدراسة بعض الأكلات العربية والشعبية في دولة الإمارات، من خلال إجراء استطلاع لأنواع وكميات الوجبات الأكثر تناولاً لدى عينة من أساتذة وطلاب جامعة الإمارات، ومن أهم النتائج التي توصلنا لها أن الأكل العربي غني بمضادات الأكسدة، بمعدل يفوق أنواع الأغذية الأخرى على مستوى العالم، ولذلك فإنه لا حاجة لتناول مضادات الأكسدة كمكمل غذائي للمستهلك العربي، ولا شك أننا بحاجة إلى مزيد من الدراسات في هذا الموضوع على مستوى أوسع، للحصول على نتائج تدعم هذه الدراسة.

معادن ثقيلة

شاركت كل من الطالبات سلامة حارب وحليمة راشد وسماح حسن (هندسة كيميائية) في عرض مشروع إنتاج الكربون المنشط من نواة التمر، تشرح الطالبة سلامة حارب فكرة مشروعهم، قائلة: يستخدم الكربون النشط في تنقية المياه الجوفية من المعادن الثقيلة، والتي بدورها تؤثر في صحة الإنسان وتسبب له الأمراض كأمراض الكلى وضغط الدم، ومن المعروف أن نواة التمر تحتوي على الكربون بنسبة كبيرة، ونظراً لكونه متوفراً بكثرة في دولة الإمارات فكرنا في إجراء دراسة تشجع على التوجه نحو إنتاج الكربون من نواة التمر، بدل التخلص منه.
ويقول الطالب خالد محمد (هندسة بترول): نحن بحاجة إلى هذه النوعية من المؤتمرات الطلابية التي تتيح لنا فرصة الظهور والتحدث ومناقشة نتائج أبحاثنا أمام جمهور كبير، وبالنسبة لي هذا المؤتمر أشبه بالبث التجريبي للتعرف إلى إمكاناتي وقدراتي في مجال البحث العلمي في وقت مبكر من حياتي العلمية، مما يساهم في تنمية مهاراتي البحثية والذاتية، وقدرتي عل الإبداع والتميز، وشاركت فيه من خلال عرض نتائج مشروعي عن إعادة تصنيع محطة مائية لحقول النفط، وتأهيلها للسكن والسياحة.
وتحدث الطالب حسين الشقفة (كلية الطب) عن مشاركاته في المؤتمر، قائلاً: أنجزت دراسة عن تأثير الخصائص الميكانيكية لعظام الجردان، وتهدف إلى معرفة قدرة تحمل عظام الجردان السليمة من خلال تعريضها لقوة دفع عالية، لنقيس أعلى قدرة تحمل لها، ومدى مرونة عظامها، ومن ثم مقارنتها بقدرة تحمل عظام الجردان المصابة بمرض السكري.

الثعلب الأحمر

قدمت الطالبة حصة سلطان (علوم أحياء) دراسة عن قدرة طائر سوقرطة كورمورنت على تحمل دراجات الحرارة العالية، توضح نتائج دراستها، قائلة: يعيش هذا الطائر في جزيرة سينيا في أم القيوين، وجزيرة صير بني ياس، وتبين لنا من هذه الدراسة أنه عندما ترتفع درجة حرارة الجو يقوم طائر سوقرطة بالوقوف على بيضه ليضلله ويقلل من درجة حرارته، أما بالنسبة له فإنه يخفف من درجة حرارته من خلال استنشاق الهواء الحار وإخراجه بارداً عبر عملية تحريك (رفرفة) لمنطقة البلعوم.
أيضاً في مجال علوم الأحياء شاركت الطالبة لمياء محمد بدراسة عن نشاط الثعلب الأحمر اليومي في المواسم المختلفة، تقول لمياء: ركزت الدراسة على نمط حصول الثعلب على غذائه، وتبين لنا أن الثعلب الأحمر يتغذى على طائر سوقرطة كورمورنت في مواسم تكاثره، ويقوم بتخزين غذائه تحت الأرض، ليتناوله في مواسم ندرة الأكل، أيضاً وجدنا أن الثعلب الأحمر ينشط ليلاً في الأجواء الدافئة.
ومن جهتهن قدمت الطالبتان نورة راشد وشمسة العسائي (تقنية معلومات) مشروع تحليل استخدام التعلم الآلي للمباني واستهلاك الطاقة المنزلية، تقول نورة راشد: يقوم المشروع بالتنبؤ بمعدل استهلاك الطاقة في المباني والمنازل من خلال استخدام آلية التعلم الآلي، التي تعتمد على تحليل البيانات السابقة لمعدل استهلاك الطاقة الكهربائية للمباني والمنازل، مما يساعد في معرفة نمط الاستهلاك والتنبؤ به.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"