قد يتعرض البعض بعد فترة الصيام الطويلة الى حدوث نوبات من التلبك المعوي نتيجة الإسراف في تناول أنواع الأطعمة الدسمة، وببساطة فإن معظم الأمراض يكون سببها تناول أطعمة غير مناسبة للحالة الصحية للشخص، أو تناول كميات أكبر بكثير من حاجة الشخص لها، مما ينتج عن ذلك مشكلات معدية ومعوية عديدة .
إن الانسداد المعوي يشمل الانسداد الكامل أو الجزئي للأمعاء مما ينتج عنه فشل في مرور المحتويات المعوية وحركتها .
أما أنواع الانسداد فقد يكون انسداداً ميكانيكياً أي تشريحياً، حيث يوجد سبب تشريحي يغلق الأمعاء، وقد يكون هذا الانسداد كاذباً مزيفاً ينتج عن شلل في الأمعاء بسبب خلل عصبي وهو شائع بين الأطفال .
وأسباب هذا النوع من الانسداد الكاذب أو المزيف أنه قد ينتج بسبب تعاطي الأدوية المخدرة أو بسبب مضاعفات نتيجة جراحات البطن والأحشاء أو كنتيجة للإصابة ببعض أمراض الكلى والصدر أو انخفاض نسبة البوتاسيوم .
ويؤدي هذا النوع من الانسداد إلى التهابات حادة، وقد يتطور إلى تعفن الأمعاء وإصابة المريض بالتسمم الدموي .
إما عن باقي أنواع الانسداد فهناك نوع ينتج عن سبب تشريحي وهذا الانسداد يؤدي إلى إعاقة تحرك محتويات الأمعاء ووجود سبب تشريحي يغلق المجرى المعوي، وقد يكون هذا السبب الفتق أو التصاق جدار الأمعاء بعد العمليات الجراحية، أو بسبب تكوين ندب، أو تصلب البراز كما في حالات الإمساك، أو بسبب وجود ورم سرطاني يغلق مجرى الأمعاء، أو تداخل الأمعاء، كما هو شائع عند الأطفال في حالة الإصابة بالإسهال الشديد حيث يدخل جزء من الأمعاء الدقيقة إلى الغليظة بسبب الحركة السريعة للأمعاء في حالة الإسهال .
وقد يرجع السبب أيضاً إلى التفاف الأمعاء، حيث تلتف حول بعضها مما يسبب إغلاق المجرى، وقطع وصول الدم أيضاً، أو قد يحدث الانسداد المعوي بسبب ابتلاع أجسام غريبة حيث قد يتسبب هذا النوع في موت الأمعاء وتكوّن الغرغرينا .
ومن أهم أعراض الإصابة بالانسداد المعوي هو الشعور بامتلاء البطن بالإضافة إلى الغازات والنفخة والشعور بألم ومغص في البطن، وحالة من القيء تنتاب المريض، والإصابة بالإمساك أحيانا، وقد يظهر الإسهال ويشعر المريض برائحة كريهة تنبعث من نفسه.
وفي حالة ظهور هذه الاعراض يجب التوجه الى الطبيب الذي يقوم بالفحص بواسطة السماعة أولاً لسماع حركة الأمعاء التي من الممكن أن تكون سريعة جداً أو شبه منعدمة تبعاً لنوع الانسداد، وهنا يتم إعطاء المريض حقنة الباريوم الشرجية وإجراء أشعة سينية وتصوير مقطعي وتصوير بالرنين المغناطيسي لأمعاء المريض .
أما العلاج فيتم عن طريق عدة مراحل أولها يتم إدخال أنبوب إلى المعدة عن طريق الأنف لتقليل القيء وتفريغ البطن والتخلص من النفخة، كما قد يتم اللجوء للتدخل الجراحي لعلاج السبب المؤدي للانسداد واستئصال الأجزاء الميتة من الأمعاء .
وفي النهاية نحذر من حدوث المضاعفات للانسداد المعوي وهي التسمم الدموي أو موت الأمعاء وانتشار الغرغرينا في الأمعاء، أو عدوى لأجزاء التجويفات بالبطن، كما يمكن أن يسبب الانسداد المعوي حدوث ثقب بالأمعاء مما يؤدي إلى تسرب المحتويات إلى التجويفات البطنية التي تؤدي بدورها إلى التهابات الغشاء البريتوني .
أستاذ الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي- جامعة المنوفية
