اكتشافات غامضة لا تزال تحير علماء الآثار

ألغاز وأسرار تاريخية تفسيراتها تائهة
03:33 صباحا
قراءة 5 دقائق
إعداد:محمد هاني عطوي

تمثل بعض الاكتشافات الأثرية معضلة حقيقية للخبراء، إذ لا يزال أصلها بالنسبة إليهم لغزاً محيراً، ما يجعل الأماكن والآثار والأشياء المرتبطة بها أكثر إثارة للباحث. فهل سيتم الكشف عن الأسرار التاريخية لهذه الآثار، أم أنها ستبقى على حالها حتى إشعار آخر؟ وهل سنعرف يوماً قصة بناء هذه الأشياء الأسطورية كالطائرات الذهبية التابعة لحضارة كويمبايا (1000 ق.م -1000م) الموجودة في متحف بوجوتا، في كولومبيا والتي يمثل تشابهها مع الطائرات أمراً صادماً ومحيراً بالفعل. ولكن كيف أمكن لأعضاء تلك الحضارة القديمة أن يسبقوا اختراع الطيران بقرون؟
وهناك السيف الأسطوري المسمى «Ulfberht»، فقد تم اكتشافه في النرويج، وهو من السيوف التي تعود للعصور الوسطى التي تنتمي للفايكنج. وبهر هذا النوع من السيوف علماء الآثار، لأنه حتى اليوم، لا يوجد خبير قادر على تفسير الكيفية التي توصل من خلالها الحرفيون في ذلك الوقت إلى تصنيع معدن بهذا النقاء، لأنه من أجل طرق الحديد عند درجة الحرارة المناسبة وجعله طيعاً، لم تكن هناك بعد تقنيات متطورة، كما هو الحال الآن.
وننتقل إلى مقابر مصاصي الدماء، ففي عام 2012، اكتشف علماء الآثار جثتين تعودان لما يزيد على 700 سنة وقد تم خرق قلبَي صاحبيها بالعيدان. ومنذ ذلك الحين، تم اكتشاف العديد من مقابر مصاصي الدماء في أوروبا الشرقية، حيث وجدت هياكل عظمية يعود تاريخها إلى القرن السادس عشر، وقد تم فصل الرأس عن بقية الجسم.

خريطة بيري ريس

في عام 1929، وأثناء ترميم قصر توبكابي في إسطنبول، تم اكتشاف خريطة «بيري ريس» التي تشغل العلماء والتي يعود تاريخها إلى 1513. هذه الخريطة تعرض بدقة سواحل إفريقيا، وأمريكا الجنوبية، عند خطوط طول كاملة، بيد أنه في القرن السادس عشر لم يكن أحد يعرف بعد كيفية حساب الإحداثيات الجغرافية بشكل دقيق. ويمكننا أن نرى على هذه الخريطة أيضاً جزءاً من القارة القطبية الجنوبية التي تم اكتشافها رسمياً في العام 1818، هذا الاكتشاف بالتحديد، يشكك في كل المعرفة الإنسانية حتى الآن، إذ كيف يمكن تفسير رسم القارة القطبية قبل اكتشافها ب300 سنة تقريباً.

المتاهات الحجرية

تقع المتاهات الحجرية في جزيرة بولشوي زاياتسكي، وهي إحدى جزر سولوفيتسكي في البحر الأبيض في روسيا «بحر داخلي يقع في شمال الجزء الأوروبي من روسيا، وهو خليج في المحيط المتجمد الشمالي، وأصغر البحار الروسية». ووفقاً لعلماء الآثار، فإن عمر هذه الأكوام الصخرية المرتبة في أشكال لولبية يزيد على 2500 سنة. كل متاهة منها لها مدخل واحد، ومخرج واحد فقط، ولذا لم يتمكن أحد من تبيان فائدتها. ومع ذلك، فثمة نظرية تقول إنها في الواقع مصائد للأسماك لأنها كلها قريبة من البحر.

الكرة العملاقة

الكرة الصخرية التي يتراوح قطرها بين 1.2 و 1.5 متر، أمر مثير للجدل حقاً في عالم الآثار، فقد اكتشفت في غابة البوسنة، وقيل وفقاً لمتخصصين، إنها دليل على وجود حضارة فقدت قبل 1500 سنة.
وربما يبدو هذا السيناريو قد صدر مباشرة من احد أفلام «إنديانا جونز»، وربما يكون حقيقياً وفقاً لما قاله خبير الآثار سمير عثمانوجيتش، أثناء استكشافه غابة بالقرب من بلدة زافيدوفيتشي في البوسنة، حيث صادف هذه الكرة الصخرية الضخمة المدفونة في الأرض.
وعلى الرغم من أن جزءاً من الكرة لا يزال مدفوناً، إلا أن سمير عثمانوجيتش تمكن من تقديم ملاحظات أولية تشير إلى تركيبة غنية جداً بالحديد. كما تمكن من تقدير كتلتها بنحو 30 طناً.
لكن بغض النظر عن أبعاد الكرة الصخرية، فإن مصدر هذه الصخرة هو الذي يثير الجدل اليوم. ووفقاً لعثمانوجيتش، فقد صنعها الإنسان، ما يجعلها أكبر كرة صخرية من أصل إنساني اكتشفت في أوروبا. لكن عثمانوجيتش يذهب أبعد من ذلك، فهذا الرجل الذي يُطلق عليه أحيانًا اسم «إنديانا جونز» البوسني يرى أن هذه الصخرة يمكن أن يثبت وجود حضارة متقدمة قديمة عاشت قبل أكثر من 1500 عام في هذه المنطقة.
ووفقًا لعثمانوجيتش، فإن الكرة المكتشفة في البوسنة يمكن أن يكون لها أصل مماثل، وليست فريدة من نوعها، بل إن العشرات، أو حتى المئات منها قد تم إنتاجه لكن العديد منها تم نقله، أو تدميره من قبل السكان المحليين في السبعينات من القرن الماضي، ظناً منهم أنها تحوي ذهباً وفقاً لأسطورة محلية. وقد تم العثور على ثمانية منها في البوسنة. وإذا ثبتت صحة هذه النظرية، فستكون الصخرة الجديدة أقدم، وأكبر من تلك المكتشفة في كوستاريكا.

السحالي البشرية

اكتشف في موقع العبيد الأثري في العراق الذي يبلغ قطره نصف كيلومتر تقريباً، ويبلغ ارتفاعه مترين وهو عبارة عن تلة، تماثيل غريبة عمرها 7000 عام. وهي تمثل أشكالا بشرية لها رؤوس سحالي، بعضها له سمات ذكورية، والبعض الآخر له سمات أنثوية. وتتواجد هذه السحالي في وضعيات مختلفة، فبعضها يعتمر خوذة، والبعض الآخر يرتدي درعاً حول الكتفين. ويمكن للمرء أن يرى صولجاناً في أيدي بعض التماثيل، كما تظهر بعض التماثيل الأنثوية كأنها ترضع أطفالها، وهي بملامح الزواحف. ولم تزل هذه التماثيل ذات الأشكال الزاحفة، والعيون اللوزية، والجماجم الطويلة، تمثل لغزاً للباحثين.

مخطوطة فوينيتش

يتكون هذا الكتاب الذي يعتقد حسب بحث علمي أجري في عام 2009 لتحديد عمر المخطوطة باستخدام اختبار الكربون-14، أن كتابته تمت بخط اليد وموضح برسوم نباتية وخرائط فلكية ما بين 1404 - 1500م من 272 ورقة، في 17 ملزمة، وفي كل ملزمة 16 ورقة. وتشير الفجوات في عدد الصفحة إلى نقص الأوراق عندما اكتسبها فوينيتش. واستخدمت الريشة لكتابة الأفكار العامة، والنصوص، أما الألوان فمن المحتمل أن تكون قد طليت بطريقة شبه عشوائية مع الأفكار، في عهد متأخر.
وهناك مؤشر يقول إنه في وقت ما من التاريخ رتبت صفحات هذا الكتاب بترتيب مختلف. وحتى هذا الوقت، لم يتمكن أي خبير من فك رموز لغة هذه المخطوطة الغامضة لأنها كتبت من قبل مؤلف مجهول، بأبجدية مجهولة الهوية، وبلغة غير مفهومة. و أول مالك معروف للمخطوطة هو جورج باراسيتش، كيميائي مجهول عاش في براغ في بداية القرن 17م. ومن الممكن أن باراسيتش حار مثلنا في مضمون هذه النصوص التي شغلت مساحة من مكتبته بلا فائدة بضع سنين.
ودرست المخطوطة على يد العديد من المحترفين وعلماء التعمية، البريطانيين والأمريكيين في الحرب العالمية الثانية، وفشلوا في تفسير حرف واحد.
فقد استعمل في المخطوطة نوع من علم التعمية القديم، ما أعطى وزناً لفرضية تقول إن الكتابة خدعة متقنة، وإنه ليس فيها نوع من الرموز الاعتباطية التي لا معنى لها. وسميت هذه المخطوطة على اسم بائع الكتب البولندي-الأمريكي ويلفريد فوينيتش، الذي امتلكها سنة 1912.

سهل الجرار

تتناثر على مسافة تمتد عدة أميال في لاوس، بالقرب من فونجسافان عدة آلاف من الأواني الحجرية العملاقة. ومن المعروف أن هذه الجرار كانت مملوءة بالقنابل أثناء حرب فيتنام، والسهل كان، ولا يزال لغزاً لعلماء الآثار. إذ لم يتمكن أحد حتى الآن من معرفة أصل هذه الجرار الغامضة التي يبلغ ارتفاع أعلاها 3 أمتار، ويزن 14 طناً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"