اكتشاف دوائي قد يكون الأهم منذ البنسلين

قتل 15 فيروساً في الاختبارات المعملية
13:31 مساء
قراءة 3 دقائق

يبدو أن العلماء قد توصلوا إلى اكتشاف علاج لنزلات البرد، والانفلونزا، ومرض نقص المناعة المكتسب الإيدز . . وأي فيروس آخر يرد في خاطرك، وذلك في أهم اكتشاف من نوعه منذ اكتشاف البنسلين . وتقول التقارير العلمية، إن الدواء المكتشف يعالج الخلايا المصابة بعدوى ويجعلها تدمر نفسها بنفسها، وقد تم ابتداعه في المختبرات الطبية .

تشمل لائحة الأمراض التي يمكن لهذا العقار أن يعالجها، الفيروسات الأنفية البشرية، الحشرات والعثث المسؤولة عن الإصابة بنصف نزلات البرد التي يتعرض لها البالغون، وتقريباً كل نزلات البرد التي تصيب الأطفال، والانفلونزا وشلل الأطفال والفيروسات التي تنقلها الحشرات للمعدة، وحمى الضنك المميتة .

ويتوقع لهذا العقار الذي يسمى انتصاراً ب دراكو Draco، أن يفتك أيضاً بالحصبة والحصبة الألمانية، وقروح نزلات البرد، وداء الكلب والإيدز ويمكن أن يتوافر في الصيدليات خلال عقد من الآن .

ويقول الباحث مايك رايدر: من الممكن أن توجد بعض الفيروسات التي لا نستطيع معالجتها لكننا لم نكتشفها حتى الآن .

وأضاف: لقد أحدث اكتشاف المضادات الحيوية ثورة في علاج الالتهابات البكتيرية ونحن نأمل بأن يسهم هذا العقار في إحداث ثورة مماثلة في علاج العدوى والإلتهابات الفيروسية .

وأضاف الدكتور رايدر قائلاً: لا يوجد الكثير من العقاقير المضادة للفيروسات حالياً .

وقد سخَّر الدكتور رايدر الباحث في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، الدفاعات الطبيعية للخلايا، واستغلها لمواجهة العدوى والالتهابات .

فعندما تصيب الفيروسات الجسم بالعدول، تختطف وتأخذ آليات الخلايا الداخلية لكي تصنع نسخاً - كثيرة - لنفسها .

وخلال هذه العملية تصنع الفيروسات سلاسل مزدوجة طويلة - وملتفة - من الحمض النووي الريبي .

وفي العادة، تدافع خلايانا عن نفسها بإنتاج بروتينات تحاصر الحمض النووي وتمنع الفيروسات من التناسل والتكاثر .

بيد أن كثيراً من الفيروسات يمكنها أن تتحايل على هذا النظام الدفاعي، ولذلك استغل الدكتور رايدر عملية طبيعية ثانية تسمى الاستماتة، وفيها تقدم الخلايا المريضة على الانتحار .

ويوجه عقار الدكتور رايدر على الخلايا التي تتسم بحمض نووي مزودج وملتف، ويوقف العدوى أو الالتهاب في مساراته ثم يقتل الخلايا لإنهاء العدوى .

ولا يكتفي العقار بذلك، فهو حسب مجلة بلوس ون لا يلمس الخلايا السليمة .

وفي الاختبارات المعملية، قتل عقار دراكو 15 فيروساً، تضمنت جراثيم تقف خلف نزلات البرد الشائعة، إضافة إلى نوعين من الانفلونزا، كما أنقذ حياة فئران أعطيت جرعة من الانفلونزا كان من المفترض أن تقتلها .

ويعمل عقار دراكو بسرعة شديدة، وإذا تم تناوله في مرحلة مبكرة، يفترض به أن يمنع أية أعراض من الظهور .

وأوضحت الاختبارات أنه يمنع مهاجمة الفيروسات أيضاً، وهذا يعني أن بإمكانه إيقاف إصابة الناس بالأمراض في المقام الأول .

وقد رحب الخبراء البريطانيون بهذا الاختراق لكنهم حذروا من الطريقة غير المألوفة التي يعمل بها العقار، وقالوا إنه يحتاج إلى سنوات من الأخبار قبل أن يعتبر آمناً لتجريبه على البشر للمرة الأولى .

كيف تعمل تكنولوجيا دراكو؟

عندما تهاجم الفيروسات خلية، تأخذ آليتها المسامية لأغراضها الخاصة والمتمثلة في صنع المزيد من نسخ الفيروس .

وفي غضون هذه العملية، تنتج الفيروسات سلاسل طويلة من الحمض النووي المزدوج dsRNA، الذي لا يوجد في البشر أو الخلايا الحيوانية الأخرى . وكجزء من دفاعها الطبيعي، تملك الخلايا البشرية بروتينات تلتحم بالحمض النووي المزدوج، مطلقة سلسلة من الاستجابات أو ردود الأفعال، التي تمنع الفيروس من استنساخ نفسه .

بيد أن كثيراً من الفيروسات يمكنها أن تتحايل على هذا النظام بصد أو إيقاف حلقة من حلقات السلسلة .

وتعمل هذه التكنولوجيا الجديدة بدمج البروتين الذي يربط الحمض النووي المزدوج ببروتين آخر يجعل الخلايا تخضع لانتحار الخلية المبرمج الذي يطلق، على سبيل المثال، عندما تكون الخلية في طريقها لأن تصبح مسرطنة . وهكذا، عندما تلتحم إحدى نهايات دراكو بالحمض النووي المزدوج، تؤشر لنهاية أو طرف آخر من دراكو لكي يدشن عملية انتحار الخلية . وتتضمن عقار دراكو رقعة توصيل مأخوذة من بروتينات طبيعية، تتيح له عبور أغشية الخلية ودخول أي خلية إنسانية أو حيوانية . وعلى أية حال، يترك دراكو الخلية سالمة إذا لم يكن الحمض النوي المزدوج موجوداً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"