البرامج الرقمية.. «موضة» تجذب الإعلاميين والفنانين

03:06 صباحا
قراءة 3 دقائق
القاهرة:محمد فتحي

بات من المؤكد أن يستمر تفوق «الديجيتال» أو الإعلام الرقمي على برامج الفضائيات، وهو ما دفع الإعلاميين والفنانين لتقديم برامجهم الرقمية من خلال «منصات الإنترنت»، ليتحول الأمر إلى ما يشبه «الموضة»، بعد أن كانت تلك المنصات بمثابة بداية انطلق منها عدد كبير من الإعلاميين، ليعودوا إليها مجدداً، بإمكانيات أكبر. فهل يجد الإعلاميون والفنانون ومقدمو البرامج ضالتهم في تلك البرامج؟ وهل يمكن أن تسحب المنصات الرقمية البساط من القنوات الفضائية؟
مؤخراً اتجه المذيع خالد عليش لتقديم برنامجه على صفحته على «فيس بوك»، ويقدم من خلاله تجربة إعلانية للعديد من الشركات بجانب مناقشة بعض الموضوعات الاجتماعية بطريقة «عليش»، وخاض التجربة نفسها أيضاً ثنائي فرقة «شارموفرز» أحمد بهاء ومو العرقان، حيث قدما برنامجهما «آنست وشرمفت» من خلال قناتهما عبر يوتيوب، وتقوم الفكرة على استضافة عدد من مشاهير «السوشيال ميديا» والموسيقى، والتحدث عن العلاقات الاجتماعية والعاطفية، وحقق البرنامج نسب مشاهدات عالية.
وبعد أن كانت بدايته من خلال «يوتيوب» عاد المذيع والممثل أحمد أمين إلى الموقع مرة أخرى من خلال تقديم برنامج «فاميليا»، عبر قناة البرنامج الرسمية، وهو برنامج أشبه بتلفزيون الواقع، ويدور في معسكر مغلق يجتمع فيه مجموعة من الآباء مع أبنائهم في إجازة لمدة يوم واحد، يُمنع فيه استخدام كل ما قد يلهيهم عن بعضهم مثل الهواتف الذكية وألعاب الفيديو وغيرهما، ويستضيف أيضاً بعض الفنانين.
تقدم الممثلة والإعلامية دانا حمدان برنامجها «Superlicious Dana» عبر «يوتيوب»، وتستضيف مجموعة من الفنانين وتحاورهم، على هامش تناولهم مجموعة من الأكلات المفضلة بالنسبة للضيف. عن تجربتها تقول حمدان: السبب الرئيسي لخوض تلك التجربة هو الاتجاه المتزايد نحو الإعلام الإلكتروني، كما أن هناك نوعاً من الحرية في تقديم الموضوعات عبر المنصات الرقمية، خاصة أن البرامج التلفزيونية قد تقيّد المذيع بقوانين القناة التي يعمل فيها إلى حد ما، في حين هناك هامش حرية أكبر عبر الإنترنت، بجانب أن المذيع لديه قدرة على رصد ردود الفعل بشكل لحظي عبر «يوتيوب»، من خلال تعليقات الجمهور، وكأنه يقف على خشبة المسرح، ويتجه قطاع كبير من الجمهور إلى متابعة الأعمال الفنية المفضلة عبر الإنترنت، بسبب الملل من كثرة الإعلانات في التليفزيون، فضلاً على الحرية في المشاهدة خلال أي توقيت، فكل ذلك كان مشجعاً لي لخوض تلك التجربة، والتي سوف أكررها بمواسم أخرى من البرنامج.
أما الإعلامية دعاء عامر فتقول: قدمت برنامج «إمبراطورية ماما» أنا وعائلتي الحقيقية، خالاتي، وأولاد خالاتي، وأولادي، وكان عبارة عن مسلسل درامي لمدة 5 دقائق كل أسبوع حلقة، وكانت الحلقات تدور عن مشاكل حقيقية تحدث في بيوتنا، وكل حلقة لها هدف، وكان البرنامج فكرة أولادي، وتشجعت لأنني أرى أن مواقع التواصل الاجتماعي هي الحاضر والمستقبل، وكانت تجربة ممتعة وأحب أن أكررها.
ويرى د. صفوت العالم- أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة- أن الإعلاميين يلجؤون إلى موقع «يوتيوب» باعتباره قناة خاصة يستطيعون من خلالها تقديم المحتوى الذي يروق لهم دون قيود، واستطاع عدد منهم أن يبنوا ثقة بينهم وبين المشاهدين، فالظهور على «يوتيوب» يجذب عدداً من المتابعين دون التقيد بأوقات معينة، لكن هذا لن يؤثر في القنوات الفضائية على الأقل على المدى القريب، وبالتالي سيظل عدد جمهور القنوات الفضائية كبيراً إلى أن تنتشر التطبيقات الحديثة بالصورة الكافية.
ويقول نبيل بهاء الدين- المتخصص في «السوشيال ميديا» والإعلام الرقمي: اتجاه بعض الإعلاميين والممثلين لتقديم برامج رقمية ظاهرة ليست جديدة، فأغلب هؤلاء كانت بدايتهم من خلال مواقع إلكترونية، واليوم يعودون إلى ملعبهم، وهناك العديد من المكاسب التي يحققها هؤلاء من خلال الإعلام الرقمي، ومنها مكاسب شخصية، من خلال الانتشار أكثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن شهرتهم تساعد على الانتشار أسرع وبشكل أكبر وتحقيق نسب مشاهدة عالية، بجانب المكاسب المادية من خلال الإعلان للشركات، فضلاً على المكاسب من عدد المشاهدات، كما أن إنتاج برنامج ليذاع عبر «يوتيوب» غير مكلف بالطبع ولا يحتاج لفريق عمل كبير، خصوصاً أن معظم هؤلاء الإعلاميين يكتبون لأنفسهم الحلقات. وهناك شريحة كبيرة تفضل الإعلام الرقمي، وأعتقد أن المستقبل سيكون لهذا النوع، خاصة أن الشباب يفضلون الآن متابعة البرامج والأعمال الدرامية من مسلسلات وأفلام، من خلال المنصات الإلكترونية، التي تصاحبهم في كل مكان، في الشارع والمقاهي والمواصلات، فضلاً على ميزة مهمة لا توجد في الفضائيات، وهي عدم وجود إعلانات كثيرة، وإن وجدت يستطيع المتابع التحكم فيها وتخطيها.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"