البيت مكان تتفتح فيه أفئدتنا للمرة الأولى لتطل على الحياة، وتتشكل رويداً رويداً بين جنباته أحاسيسنا ومشاعرنا، وتنمو فيه أحلامنا وآمالنا. نظل نحمل البيت الأول الذي ولدنا ونشأنا ولهونا فيه داخلنا، مهما ابتعدنا أو سافرنا. البيت أكثر من ذاكرة، هو وطن الروح وسكن القلب، واجتماع الأسرة، وشعور أفرادها بالطمأنينة والدفء والأمان بين جدرانه، هو بمعنى ما دولتهم الصغيرة.
البيت ليس قيمة فردية أو عائلية وحسب، ولكن له دلالاته الضاربة في تاريخ الإنسان، كان رفيقاً لتطوره، يمتلك رمزية لافتة إذا تأملنا أنماط البناء وأشكال العمارة التي ميزت كل حضارة عن أخرى، بيوت من الطين وثانية من الحجر وثالثة من الخشب.. إلخ، مما يمنح الثقافة هوية واضحة وجمالية خاصة نجدها في الكثير من الأعمال الفنية التي صورت البيت، وأيضاً في القراءات الظاهراتية للبيت ودوره في حياة البشر.
