"الهاكتيفست" تشن غارات على المواقع الإلكترونية لسرقة البيانات

مجموعات من قراصنة الفضاء الإلكتروني
04:39 صباحا
قراءة 4 دقائق

لمعت أسماء في عالم قراصنة الفضاء الإلكتروني وأطلق على هؤلاء القراصنة ناشطو الهاكرز، وهم ليسوا أفراداً، بل هم مجموعات صعدت إلى القمة بأدائها في عالم الفضاء الجنائي خلال العام الماضي . ويبرز تقرير جديد أنهم ارتكبوا جرائم عدة .

كشف تقرير فيريزون لانتهاك البيانات عبر الفضاء الإلكتروني أن مجموعات هاكتيفست يتحملون مسؤولية جميع البيانات المسروقة في العام الماضي . ونجحت شركة تيليكوم جاينت العام الماضي في جمع بيانات تكتشف عن انتهاكات للمعلومات التي سرقت من عملائها ومن دوائر الشرطة في ستة بلدان .

ويعود السبب في نجاح الهاكتيفست إلى التصاعد المتزايد في عدد الهجمات التي يشنها مجهولون على مؤسسات مختلفة في العام الماضي . ويشار إلى أن فيريزون التي كانت تلاحق أنشطة الهاكتيفست منذ العام 2004 قالت إن الانتهاكات التي قامت بها هذه المجموعات واختراقها لمنظومات إلكترونية مختلفة وصلت في مجموعها في العام الماضي جميع المعلومات التي سرقوها في الأعوام القليلة الماضية .

وقال التقرير إن ذلك التوجه قد يكون على الأرجح أكبر عملية قرصنة جماعية ووحيدة من نوعها .

الجدير أنه عندما بدأت عمليات القرصنة الإلكترونية للمرة الأولى في التسعينات . وتركزت معظم أعمالهم الإجرامية على شطب بيانات، ووضع عراقيل أمام تدفق المعلومات لمستخدمي الويب والتسبب في مشكلات بالغة الخطورة لأصحاب المواقع الإلكترونية .

السطو على البيانات

بدأت فيريزون العام الماضي بملاحظة ما أسمته بالتحول الشامل في أنشطة مجموعات القرصنة هاكتيفست، وفضلاً عن أنشطتهم المعتادة بدأت هذه المجموعات والمجموعات القريبة منها في شن عمليات انتهاك للبيانات ضد أهداف منتقاة وهو ما أصبح يعرف بالتكتيك الجوهري الجديد الذي بات أداة مستخدمه من قبل المجموعات لشن هجمات إلكترونية .

وبحسب فيريزون أنه وفي حالات كثيرة فإن عمليات شل أنشطة مواقع أفراد أو مؤسسات على الويب كان الهدف منها صرف الانتباه عن مسائل أكثر خطورة . ويشار إلى أن الهاكتيفست عمدوا إلى تسريب معلومات حول نيتهم شن هجوم كبير لكن الهدف في الحقيقة كان تكريس كل الهجمات على مصادر المواقع لتدمير إمكانية الحصول على البيانات من مصادرها . وبينما كان يحدث كل ذلك كانت مجموعات القراصنة يتسللون من دون أن يلمح نشاطهم أحد ويسرقون بيانات مهمة خاصة بالمؤسسات أو الشركات .

عالم الهاكرز

وتمكن الهاكتيفست من سرقة ما لا يقل عن 100 مليون سجل في العام الماضي، أي ضعفي حجم البيانات التي نجح مجرمو الفضاء الإلكتروني في سرقتها لقاء أموال تدفع لهم لتوفير تلك البيانات خلسة . ولكن لايزال 2% من تلك السرقات تنسب إليهم، ولكن تظل النسبة الأكبر من لصوص البيانات من الويب هم من الجنائيين المحترفين الباحثين دائماً عن سرقة بيانات يمكن أن توفر لهم الأموال .

تكلفة جرائم الفضاء الإلكتروني

هؤلاء يمكن وصفهم بلصوص الليل والنهار، واللافت أن هؤلاء يقومون بعمليات دقيقة أشبه بالعمليات التي يقوم بها الجراحون ولا تحتمل الخطأ . ولكن لماذا تعمد مجموعات الهاكتيفست لتلك التكتيكات التي تتسم بالهجمات المتواصلة، لا شك أن الهدف هو نبش كل ما من شأنه الوصول لمعلومات بالغة الأهمية، فهم أيضاً يتبعون تكتيكات بارعة مثل سرقة نسب محدودة من البيانات ولكن على نطاق واسع .

ويستهدف الهاكتيفست الشركات الضخمة والمرموقة لأن الهدف الرئيس هو لفت نظر الجمهور حتى يمكن الاعتراف بهم وببراعتهم . ومن الأهداف الثمينة التي استهدفها جنائيو الفضاء الإلكتروني شركات مثل نيوز كورب وسوني و بي بي إس ومكتب التحقيقات الفيدرالي و إدارة الاستخبارات المركزية و وزارة العدل وأعداد ضخمة من الوكالات الأمنية .

ولكن الأنباء المبشرة والطيبة أن معظم البيانات التي سطا عليها الهاكرز كانت بيانات حميدة وليست بتلك الخطورة . وتتضمن تلك البيانات أسماء عملاء في بنوك، وأسماء المستخدمين وعناوين بريد إلكترونية . وهي نوعية البيانات الأكثر تعرضاً للصوصية الإلكترونية . وعلى الأقل لم تكن البيانات التي نجحوا في الحصول عليها أمنية، أو بالغة الحساسية مثل معلومات عن بطاقات الائتمان أو معلومات حول شيفرة الدخول .

محاربة مافيات الفضاء الإلكتروني

وقال تقرير فيريزون إن معظم الناس يودون كشف الوسائل التي يستخدمها قراصنة الفضاء الإلكتروني، وتشير الأرقام المفترضة أن الناس بحاجة إلى إعادة تقويم الطريقة التي يمكنهم فيها التعرف إلى الإمكانات التي يمتلكها الهاكتيفست، والأدوات والتكتيكات والأساليب التي يستخدمها جنائيو الفضاء الإلكتروني في تشكيل تهديد دائم على مستخدمي ذاك الفضاء .

وعمد جنائيو الفضاء الإلكتروني منذ العام الماضي على متابعة الأجهزة المتطورة مثل ال إيه تي إم وسطوح المكتب والهواتف الذكية وهاجموا المواقع الأكثر تطوراً وتنوعاً في الأعوام الأخيرة . وأصبحت تلك الأجهزة تحتل 60% من المواقع التي يشن عليها الهاكرز الجنائيون هجماتهم . ويقول تقرير فيريزون إنه لن يفاجأ المستخدمون إذا أصبح أغلبية مستخدمي الهواتف الذكية هدفاً للهاكرز .

وسجل تقرير فيريزون 855 انتهاكاً تضمنت 174 مليون تقرير خاصة بفضائح أو مسائل تخص تشويه السمعة . ومثلت تلك البيانات أو السجلات ثاني أعلى نسبة مستدفة للسرقة من قبل الهاكرز .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"