تجربة أول لقاح مصري لمقاومة التهاب الكبد سي

نسب نجاحه بلغت 70% على مرضى لم يفلح معهم الإنترفيرون
13:46 مساء
قراءة 3 دقائق

تبدأ مصر في غضون أسابيع تجربة أول لقاح محلي للوقاية من فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي ك عبر متطوعين من بينهم أطباء أعضاء في الفريق البحثي التابع للمركز القومي للبحوث، الذي توصل إلى اللقاح الجديد .

قال الدكتور مصطفى العوضي أستاذ الهندسة الوراثية بالمركز القومي للبحوث ورئيس الفريق البحثي، إن النتائج الأولى التي أجريت بالفعل على عدد من المرضى أثبتت فاعلية كبيرة، مشيرا إلى أن المركز سوف يبدأ خطوته الثانية خلال أسابيع في تجربة اللقاح على أصحاء بعد موافقة كتابية منهم، وكذلك متطوعين يمثلون بعض الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، في عدد من القرى المصرية، نتيجة الممارسات اليومية الخطأ في الريف، حيث سيتم إخضاع هؤلاء لفحص دقيق على مدار عام للتأكد من كفاءة اللقاح في إنتاج أجسام مضادة تقي من الإصابة بالفيروس .

ويعد اللقاح المصري الجديد فتحا طبيا كبيرا في الحرب الشرسة لحصار فيروس الالتهاب الكبدي الوبائي، حيث يتزامن دخول المركز القومي للبحوث في مصر لخضوع هذه التجربة مع إعلان مراكز بحثية في كندا عن توصلها إلى لقاح جديد للوقاية من الإصابة به، فضلا عما يمثله الاكتشاف المصري الجديد من أمل كبير لملايين من المصابين بهذا المرض في البلاد .

ولا توجد إحصاءات رسمية دقيقة لعدد المصابين بفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي في مصر، وإن كانت تقديرات رسمية تذهب إلى ارتفاع نسبة الإصابة بالفيروس إلى 10% من جملة المصريين البالغ تعدادهم 85 مليونا، لكن خبراء يقولون إن النسب المعلنة لا تمثل معدلات الإصابة الحقيقية .

وأجرى المركز القومي للبحوث في وقت سابق تجارب عملية لفاعلية اللقاح، شملت 29 مريضا من الفيروس، الذين يتلقون علاجهم بمعهد الكبد القومي، ولم تسجل حالاتهم تحسنا ملحوظا باستخدام عقار الإنترفيرون، حيث تم حقنهم باللقاح الجديد بعد الحصول على موافقتهم وموافقة لجنة الأخلاقيات والبحث العلمي بالمعهد، وسجلت نتائج الفحص بعد فترة تحسنا كبيرا في وظائف الكبد بلغ 70% بعد أن نجح الجهاز المناعي في إنتاج خلايا نجحت في مقاومة الفيروس .

يشار إلى ان ما يقدر من 200 مليون شخص في العالم يعانون التهاب الكبد سي المزمن الذي تودي مضاعفاته الرئيسة من قبيل القصور في وظيفة الكبد وسرطان الكبد بحياة 50 ألف شخص سنوياً .

ولا يتوافر حالياً أي لقاح ضد فيروس التهاب الكبد سي الذي ينتقل عبر الدم بشكل رئيس من خلال حقن المخدرات في الوريد أو نقل الدم أو زرع الأعضاء .

وكانت مجموعة من الباحثين الأوروبيين قد كشفت عن نتائج واعدة تم التوصل إليها عند الحيوان في إطار استراتيجية جديدة لتطوير لقاح ضد فيروس التهاب الكبد سي في ظل اشتداد الحاجة إلى هذا اللقاح .

وفي إطار دراسة منسقة بين 18 هيئة أوروبية، توصل الباحثون إلى تقنية تستند إلى جزيئيات فيروسية كاذبة ومصطنعة تشبه جزيئيات الفيروس، لكنها ليست بخطورتها، إذ إنها لا تحتوي على مواد جينية ولا تسمح للفيروس بالتكاثر . وقد تم استخدام هذه الجزيئيات الفيروسية الكاذبة في مجالات أخرى مثل اللقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري .

وتكمن ميزة هذه الدراسة التي نشرت في مجلة ساينس ترانسليشونال ميديسين في الطابع الواهم لهذه الجزيئيات التي تضم أجزاء منبثقة من فيروسين مختلفين . وتتألف الجزيئة من فيروس قهقري يصيب الفئران وتغطى ببروتينات فيروس التهاب الكبد سي .

وقد لاحظ الباحثون أجساماً مضادة تبطل تأثير فيروس التهاب الكبد سي عند الفئران والقرود الآسيوية بعد التلقيح بهذه الجزيئيات . وقد تستخدم هذه النتائج لوضع استراتيجيات مماثلة للقاحات ضد أمراض أخرى من قبيل فيروس نقص المناعة البشرية وحمى الضنك والفيروس المخلوي التنفسي وهو السبب الرئيس في إصابة الرضع بالتهاب القصبات .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"