تحسين نوعية المياه يخفض الوفيات بين الحوامل

13:50 مساء
قراءة 5 دقائق

يقول المناصرون إنّ تحسين نوعية المياه والوصول إليها يمكن أن يساعدا على تخفيض نسب الوفيات بين الأمّهات الحوامل . ويُطلق حالياً برنامج جديد لاكتشاف مختلف الحلول لمشكلة صحة الحوامل في الدول الأكثر فقراً في العالم .

وتقول منظمة غلوبال واتر ومقرها في أوكسنارد، كاليفورنيا إنّ المياه هي ما تحتاج إليه النساء في الدول النامية لمحاربة هذه المشكلة .

قال المدير التنفيذي للمنظمة تيد كيوبر إن عدم الحصول على الكمية المناسبة من المياه على أساس يومي تزرع الضغوط في الجسد ويؤثّر ذلك في عمر المرأة وفي قدرتها على تعزيز تحصيلها العلمي والتخلص من الفقر .

وللمساعدة على تعطيل هذه الدورة تُطلق منظمة إنجندر هيلث للصحة الإنجابية الدولية ومقرّها نيويورك برنامجاً مع أشوكا وهي منظمة للمقاولين الاجتماعيين مقرّها الرئيس في أرلينغتون، فيرجينيا للتركيز على تحسين صحة الأمّهات الحوامل في الدول الأكثر فقراً في العالم .

وستركّز المبادرة على أجزاء من العالم تضمّ أعلى نسب الوفيات بين الأمّهات الحوامل والأطفال، بحسب المستشار الرئيس للجنة العمل من أجل صحة الأمّهات الحوامل في انجندر هيلث تيم طوماس .

وقال: النسب أعلى في افريقيا وجنوب آسيا، ولكن أضاف أنّنا غير ملتزمين بأي دول محدّدة في هذه المرحلة .

وسبب ذلك بحث انجندر هيلث وأشوكا اللذين يخطّطان لتوظيف 32 مرشحاً من خلال التنافس عبر الانترنت عن اقتراحات تركّز على مجالات الاهتمام لمقدّمي الطلب . وسيمضي من يتمّ اختياره للبرنامج تسعة أشهر في العمل على حلّ ملموس لصحة الأمّهات الحوامل بدءاً من سبتمبر/ أيلول 2010 .

وحسب تقرير أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية لعام 2009 فقد ازداد استخدام المياه أكثر من ضعفي نسبة سكّان العالم خلال القرن الماضي وبشكل أساسي لأهداف زراعية، وترك ذلك 884 مليون شخص في خطر نقص المياه وبدأوا بمواجهة ذلك . ويشكّل الوضع تهديداً كبيراً لصحة الأمّهات الحوامل ولكن قال توماس إنّه ليس العامل المساهم الوحيد .

وأضاف: ثمة مجموعة كاملة من العوامل التي تساهم بوفاة الأمّهات الحوامل من دواء الميزوبروستول غير المتوفر لمعالجة النزيف بعد الولادة إلى التوزيع غير الكافي لسولفات الماغنزيوم لمعالجة تسمّم الحمل في العيادات الريفية . وهنا يظهر البحث ضرورياً من أجل الإجماع وهذه إحدى الوظائف للجنة العمل .

وتعمل غرايس لوسيولا مديرة مكتب انجندر هيلث في دار السلام، تنزانيا بالتعاون مع الحكومة حول استراتيجيات على غرار حملة خطة واحدة، وهي حملة فيدرالية تمّ الكشف عنها في ابريل/ نيسان 2008 لتخفيض الوفيات بين الأمّهات الحوامل والأطفال . وتشمل مساهمات الحملة في تنمية السياسة توفير الرعاية بعد الإجهاض .

وقال لوسيولا في مقابلة عبر رسالة إلكترونية: عملية الإجهاض غير الآمنة هي السبب الرئيس لوفيات الأمّهات الحوامل في تنزانيا . نزيد عدد المراكز على مستوى الجالية حيث يمكن أن تلجأ النساء اللواتي أجرين عمليات إجهاض غير آمنة إلى الرعاية الطبية . فقدرة الحصول على الرعاية الطارئة محلياً وعدم وجوب السفر (لمسافات طويلة) تنقذ الحياة .

وتتوفّر طريقة أخرى لتحسين صحة الأمّهات الحوامل من خلال بناء مراحيض ومحطات لغسل اليدين .

وتحشد غلوبال واتر منشآت مماثلة للمدارس الابتدائية في المناطق الريفية وتعمل مع بيس كوربس لتشجيع النظافة الشخصية ووقف انتشار أمراض منقولة بالماء مثل الكوليرا والإسهال والتهاب الكبد والتيفوئيد .

وقال كيوبر إنّه في زيارة إلى قرية في غواتيمالا علّم المتطوّعون الأطفال النظافة الشخصية رغم الافتقار إلى الوسائل الأساسية .

وقال: لم تملك هذه المدارس ماء لذا يطلب من الطلاب غسل أيديهم وتنظيف أسنانهم . كان ذلك مشهداً جميلاً .

ورغم ذلك تُعتبر ممارسات النظافة الشخصية غير شائعة في العديد من الدول .

فقد كشفت دراسة صدرت عام 2009 في مجلة بحث في التربية الصحية أنّ 29 في المئة فقط من أصل 802 امرأة تمّ استطلاعهن في كينيا يغسلن أيديهن بالصابون بعد الدخول إلى الحمام وغالباً بسبب الافتقار إلى الوقت والطاقة . (غسل اليدين بالماء فحسب هو النموذج في مختلف أنحاء البلاد) .

وكتبت المؤلفة البارزة فاليري كورتيس من كلية لندن للطب الاستوائي والنظافة الشخصية: كانت الحوافز الأساسية لغسل اليدين الأكل والراحة والدمج . ولم يحفّز الخوف من المرض عموماً على غسل اليدين، إذ شعرت 43 في المائة من النساء المستطلعات أنّ الإسهال جزء طبيعي من النمو .

وتُعتبر المياه الملوثة أمراً مألوفاً في الدول النامية . وأصدرت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للأطفال تقريراً عام 2004 وجد أنّ تعريف المياه السليمة يختلف من منطقة إلى أخرى .

وأصدرت منظمة الصحة العالمية توجيهات للاحتفاظ بنوعية المياه في مختلف أنحاء العالم منذ عام 1982 ولكن يُترك لكلّ بلد تطبيق معاييره الخاصة . وهذا التضارب هو السبب وراء تخطّي غلوبال واتر الحكومة عندما يتعلّق الأمر بتركيب أنظمة معالجة المياه .

وقال كيوبر: نحاول ملء فراغ أنشأه الزعماء في العالم النامي بأنفسهم . ولا يشعر هؤلاء الزعماء بقلق بشأن الرعاية بشعبهم .

ويشير تقرير أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية إلى أنّ المستوى العالمي لنسب الوفيات بين الأمّهات الحوامل انخفض إلى أقلّ من 1 في المائة سنوياً بين عامي 1990 و2005 أقلّ بكثير من نسبة التحسن السنوي البالغة 5,5 في المئة والضرورية لبلوغ الهدف عام 2015 .

وقال توماس: تندرج صحة المرأة وتمكينها في قلب أهداف التنمية . ولا أعتقد أنّه يمكن تحقيق أيّ منها إلا إذا قدّمنا مجموعة كاملة من خدمات الصحة الإنجابية والسياسات للنساء في كلّ جزء من العالم . وثمة قوة دافعة كبيرة حول صحة الأمّهات الحوامل لأنّ النقطة الحيوية في الصحة الإنجابية للمرأة والحقوق هي إنقاذ حياة النساء اللواتي يُحتضرن بسبب الحمل والولادة .

ويرتبط تحسين وصول النساء إلى المياه النظيفة مباشرة بزيادة توقع أمد الحياة . وعلى سبيل المثال وجد استطلاع لمنظمة الصحة العالمية عام 2006 أنّ النساء في دول مثل تانزانيا كان يُتوقّع منهن أن يعشن حتى سن ال51 وإحدى أسباب الوفاة كانت استهلاك مستويات زائدة من الفلوريد في المياه الملوثة . وعلى كلّ من ينجو في دول فيها مستويات غير آمنة من الفلوريد معالجة الآثار الجانبية لذلك مثل المفاصل المتصلّبة .

وقال كيوبر: يتأقلم الجسد إلى درجة معينة لملاءمة مستوى التلوث في المياه . ولكنه أشار إلى أنّ تعديلاً مماثلاً يُطبّق فحسب على الكائنات الحية المجهرية مثل البكتيريا والفيروسات وليس المعادن مثل الفلوريد والزرنيخ . وبما أنّ تلوث المياه يبقى مخاطرة بيئية للنساء والأطفال في الدول الأكثر فقراً في العالم لا يتصوّر تحقيق أهداف التنمية في غضون السنوات الست المقبلة .

وقال: لا أرى أي شيء في الأفق لمعالجة المشكلة . ولا يتوفر تمويل كافٍ يُنفق في المناطق التي تفتقر إلى الماء في العالم .

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"