رجل آلي متطور في المحال التجارية

03:14 صباحا
قراءة دقيقتين

إذا تجولت في المحل التجاري الواقع داخل جامعة كارنيجي ميلون الأمريكية فإنك ستلاحظ وجود مخلوق صغير يرتدي سترة برتقالية يتجول في المحل ويرتب المنتجات ويضعها على الرفوف، وهذا المخلوق الصغير ما هو إلا رجل آلي يدعى Andyvision، تم تصميمه لجرد البضاعة وعمل قوائم بالاحتياجات إضافة إلى مساعدة الزبائن على إيجاد ما يريدونه، كما أنه ينبه العاملين في المتجر في حال وجود أي نقص في بضاعة معينة أو في حال وضعت بعض المنتجات في مكانها الخاطئ .

يعمل Andyvision في المتجر منذ تصنيعه منتصف شهر مايو/ أيار الماضي، وتم عرضه مؤخراً في أحد مختبرات البحوث في مدينة سان فرانسيسكو الأمريكية، وأشارت بريا ناراسيمهان الأستاذة الجامعية التي تترأس مركز التكنولوجيا والعلوم الخاص بإنتل في جامعة كارنيجي ميلون إلى أن الرجل الآلي يمكن تطويره بحيث يصبح أكثر فعالية مما هو عليه الآن .

وقد زود هذا الرجل الآلي بحساس كينيكت الموجود في أجهزة أكس بوكس إضافة إلى خوارزميات التعلم ومعالجة الصور، ويحتوي الحاسوب المدمج داخل Andyvision على قاعدة بيانات لصور بأبعاد ثنائية وثلاثية للبضائع الموجودة داخل محال البيع، وهنالك أيضاً خريطة للأقسام والغرف داخل المخزن ويمكنه التعرف إلى المكان المناسب لكل منتج .

وتقول ناراسيمهان إن التقنيات المستخدمة في الرجل الآلي ليست جديدة في حد ذاتها وإنما تُعد مزيجاً من أنواع مختلفة من التقنيات والخوارزميات التي تجعل من هذا الابتكار فريداً من نوعه، حيث يتم إرسال خريطة مواقع المنتجات التي يرسمها الرجل الآلي إلى شاشة المتجر الكبيرة والتي تعمل باللمس، كما يقوم Andyvision بإرسال معلومات عن المواد التي تم جردها إلى الموظفين في مخزن البيع والتي تصلهم عبر أجهزة الآي باد .

يستخدم الرجل الآلي بعض الحيل للتعرف إلى المنتجات والمواد، حيث يبحث عن أرقام الباركود والنصوص الموجودة على الصناديق ويستعين بمعلومات أخرى عن الشكل والحجم واللون لتحديد هوية المنتج، وتشير ناراسيمهان إلى أن هذه المهام تُعدّ تقليدية في أجهزة الحاسوب للتعرف إلى الأشياء، لكن الرجل الآلي يستطيع التعرف الأشياء تبعاً لبنية المخزن، فعلى سبيل المثال إذا عثر الرجل الآلي على صندوق برتقالي اللون بجانب سائل كلوروكس للتبييض، فإنه سيستنتج تلقائياً أنه منظف تايد للغسيل .

وقد طورت بريا ناراسيمهان هي ومجموعتها النظام الجديد وفقاً لمتطلبات تجار التجزئة، حيث إن المحال التجارية تخسر الكثير من الأموال عندما ينفذ مخزونها من سلعة شعبية معينة، أو عندما يقوم أحد العملاء بوضع علبة الكاتشاب مثلاً في المكان غير المخصص لها في قسم المنظفات المنزلية، وأيضاً عندما يسأل المستهلك موظف المتجر الذي يجهل مكان سلعة ما، وحتى الآن يبدو أن نظام الجرد الآلي قد ساعد الموظفين في التعرف إلى أماكن السلع والمنتجات التي لم يكونوا يعلمون بأماكنها أصلاً.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"