رندة العلم: مستقبل الدراما في قبضة المنصات الإلكترونية

03:49 صباحا
قراءة 3 دقائق

بيروت:ماري نهرا

بعد سنوات من العمل في الكليبات الفنية، تخرج رندة العلم مسلسلين دراميين بارزين. الأول بعنوان «حادث قلب» يعرض على شاشة «أم-تي-في» قريباً، والثاني مسلسل قصير خاص لشبكة الإنترنت بعنوان «ديفا» بطولة النجمة سيرين عبد النور. حول أعمالها وتوقعاتها لمستقبل الدراما، كان معها هذا الحوار.
مسلسل «ديفا» مخصص للعرض على المنصة الإلكترونية، فهل يحتمل المشاهد العربي أعمالاً إضافية ليشاهدها؟
- المسلسل قصير يتضمن 8 حلقات فقط كموسم أول مع إمكان التجديد لموسم ثانٍ بحسب ردود فعل المشاهدين ومدى الإقبال عليه. وهو مخصص للمنصة الإلكترونية لأن الناس باتوا يتابعون الأخبار وينجزون أعمالهم عبر الإنترنت، فلم لا يشاهدون البرامج التي يريدونها وتكون متوفرة على النت طوال اليوم وليست محكومة بوقت محدد كما على شاشة التلفزيون.
وهل ستحل الشاشة الإلكترونية مكان التلفزيون أم سيبقى له مشاهدوه؟
- المسألة دقيقة لأن مستقبل الدراما للمنصات الإلكترونية، فالتلفزيون بات يتجه نحو شبكة الإنترنت بحيث يقدم للناس أعمالاً مصورة على مدار اليوم وكل شخص يختار المسلسلات والأفلام التي يريد مشاهدتها ويجمعها في باقة قناة تخصه. والمسلسلات المخصصة للنِت ليست طويلة وإيقاعها سريع وتقطيع الكاميرا مختلف. في مسلسل «ديفا» سيشاهد الناس نجوماً كثراً يشاركون في أدوار صغيرة في ظل انتقال الكاميرا من وجه إلى آخر ومشهد إلى آخر على وقع موسيقى غريبة لم نعهدها من قبل في المسلسلات التقليدية. في المستقبل سيكون لكل مشاهد محطته التلفزيونية الخاصة.
أدت ابنتك كايا-لين مشهداً وحيداً في مسلسل «ديفا»، فهل سنشهد مشروع ممثلة؟
- تتلقى ابنتي الكثير من العروض للتمثيل أو تصوير الإعلانات لكنني ضد هذا الموضوع في سن مبكرة، بحيث لا أريد التأثير في خياراتها فقط لأنني أمها، لا أريدها أن تكون صورة عني ولا أريد أن يكون ابني طبيباً مثل والده كما يردد اليوم. أنا ضد أن يرسم الأهل الطريق لأولادهم بحسب توجهاتهم الخاصة، بل أن يتركوا لهم الحرية في الاختيار والاختبار.
أخبرينا عن المشهد الذي صورته ابنتك..كيف كانت الأجواء؟
- هو مشهد وحيد أسندته إليها لأسباب عدة: أولاً مدته يوم واحد، ولأننا كنا في فترة الصيف ولا مدارس نتلهى عنها ولأنها كررت أكثر من مرة أنها تريد أن تختبر هذه الأجواء. المشكلة أنها تعبت قبل أن يحين وقت تصوير مشهدها لأنها كانت معنا طوال اليوم وكان الجوّ حاراً في منطقة جونية. لكن عندما دارت الكاميرا نفذت بدقة ما طلب منها وكانت تؤدي شخصية سيرين عبد النور في عمر الطفولة، وكان فريق العمل مشجعاً لها كما كنت مستغربة من قدرتها على التجاوب معي. حتى إن المنتجة قالت لي إن مشروع ممثلة قد ولد.
ماذا عن مسلسل «حادث قلب» الذي سيعرض قريباً وكان يحمل عنواناً مختلفاً؟
-أتمنى أن لا يدخل ضمن شبكة رمضان المقبل لأنني لا أريد أن يحترق العمل ضمن شبكة أعمال أخرى. المشكلة التي نقع فيها سنوياً أن هناك إنتاجات ضخمة تصرف من أجل رمضان ولكن تضارب المواعيد وزحمة الأوقات قد يحرق الإنتاجات الضخمة والتسويق يذهب هدراً. أما عن العنوان فقد كان «بيني وبينِك» لكنني أردت عنواناً مختلفاً فاخترته من المشهد الأول الذي ينطلق منه المسلسل وهو حادث سيارة تكون نتيجته تطوراً على الصعيد العاطفي وتغييراً لمجريات الأمور بعد هذا الحادث.
هل قصدتم الابتعاد عن الأسماء المعروفة للمشاركة في هذا العمل؟
- لدينا مواهب تمثيلية جامعية كثيرة تستحق فرصة للظهور «والكاستينج» كان دقيقاً وطويلاً واستغرق شهوراً لأنني شددت على التطابق بين الممثل والشخصية التي سيؤديها. المممثلون الجدد سيلفتون النظر إليهم وسيحبهم الناس لأنهم عفويون ولا يهتمون بشكلهم الخارجي. أما ستيفاني فهي ليست طالبة تمثيل لكنها تتميّز بتقنية مختلفة عن النمطية السائدة في مدرسة التمثيل وهذا ما جذبني إلى شخصيتها. هي تمثل بعفوية وصدق وتقدم الشخصية على طريقتها ولا تهتم بالشعر والماكياج والشكل. في مسلسل «ديفا» قدمت دوراً قصيراً مفعماً بزخم من الحزن والبكاء وأعطت مصداقية كبيرة للشخصية وهذا ما نفتقده اليوم في أعمالنا المصورة.
تجمعك بفريق عملك علاقة زمالة ورفقة. هل أنت ليّنة أم تتغيرين أثناء العمل؟
- في موقع التصوير أنا صارمة وقاسية ولكن مهذبة. أقدّر الوقت والتعب والجهد وفريق عملي يفهم هذه الأمور لأن كل دقيقة تذهب هدراً تتطلب منا وقتاً إضافياً أي كلفة إضافية وتعباً أكبر. المثل الإنجليزي يقول: «الوقت هو المال»، وأحرص على عدم هدر التعب أو المال. عندما نوقف التصوير نمضي الوقت معاً ونعيش لحظات غالية وممتعة على الصعيد الإنساني والمهني فأنا لا أكون مخرجة ناجحة من دون فريق عمل يدعمني ويفهمني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"